اتجاه لنسف البومب و الشماريخ

[Mary Naeem]

اتجاه لنسف البومب و الشماريخ

صدى البلد
خبراء أمن يتحدثون عن "البمب" و"الشماريخ": نور الدين: تحدث "عاهات مستديمة" وتغليظ عقوبة استخدامها ضرورة ملحة البسيوني: استخدامها كان حقا للدولة فقط في المناسبات البسيوني: مسدسات الصوت والخرز لا تقل خطورة عنها المقرحي: أقترح إضافتها لجدول المفرقعات بقانون العقوبات
"الشمروخ".. ارتبط في ذهن المصريين مؤخرا بالتظاهرات التي كانت غالبا ما تنتهي بضحايا ومصابين، بعد أن كانت هذه اللعبة النارية تستخدم في وقت سابق للإعلان عن البهجة والسرور، وأصبحت "الصواريخ" المخصصة للعب و اللهو وما يسمى "البمب"، لهما نفس أهمية الشماريخ عند عناصر الإرهاب.

تقول المعلومات إن الحكومة تتجه إلى تغليظ عقوبة تهريب واستخدام بعض الشماريخ والصواريخ عقب انتشارها بشكل كبير، وإن وزيري الداخلية والعدل سيقومان بتحديد الألعاب النارية المطلوب تجريم تداولها واستخدامها وتغليظ العقوبة عليها، وإدراجها في التشريع القانوني الخاص باستخدام وتداول الألعاب النارية، والسطور التالية ترصد أهمية مثل هذا التشريع.

في هذا الإطار، طالب اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية السابق، بغلق كل الطرق المؤدية لانتشار الألعاب النارية والشماريخ بكل أشكالها في الشارع المصري.

وأكد أن المكسب المادي الذي يصل لـ300% وراء انتشار هذه المواد بصورة مبالغ فيها وإتاحتها حتى أنها أصبحت في متناول الجميع صغارا وكبارا، لافتا إلى أن هذا الربح يعادل أرباح تجارة المخدرات.

وقال نور الدين، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، إن "تغليظ العقوبة على مستخدمي هذه الألعاب لا يكفي للسيطرة على الظاهرة وإنهائها، ومن الضروري أن يصاحب هذا الإجراء إجراءات أخرى متمثلة في التفتيش الذاتي لجميع الرسائل – الكونتينر - القادمة من الصين وجنوب شرق آسيا عبر الموانئ البحرية والجوية، حيث تصل إلى مصر أطنان ضخمة من الألعاب النارية نظرا للمكسب المبالغ فيه الذي يتحقق من استيرادها، كما يجب توقيع العقوبة أيضا على كل من يثبت استيراده لهذه المواد".

وأضاف أن "هذه المفرقعات التي يفترض أن يتم استخدامها في اللهو واللعب، قد تتسبب في إحداث عاهة مستديمة للشخص الذي تصيبه، وأحيانا ترديه قتيلا، حيث تغيرت صفتها التصنيعية عن تلك التي كانت تستخدم في وقت سابق، فقد كان أقوى صاروخ لا يتجاوز في فاعليته ما يحدثه الآن صاروخ "تورتة عيد الميلاد".

وفي سياق متصل، أكد اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية السابق، أن "تغليظ العقوبة على مستخدمي الشماريخ والصواريخ و"البومب" تأخر كثيرا، لا سيما أن هذه المواد المذكورة أصبحت جزءا لا يتجزأ من النشاط الإرهابي".

وقال البسيوني إن "وزارتي العدل و الداخلية تأخرتا كثيرا في تغليظ العقوبة على مستخدمي هذه الألعاب النارية"، مطالبا الوزارتين بتغليظ العقوبة على كل من يحرز أو يصنع أو يتاجر أو يستورد هذه المفرقعات.

وفي تصريح خاص لـ"صدى البلد"، قال البسيوني إن "وزارة الداخلية في السابق كانت تعد حملات ومأموريات في السنوات الماضية لمصادرة "البومب" و"الصواريخ" التي كانت تستخدم في إطار اللعب واللهو، وكانت تضبط من يصنعها على النيابة في وقت لم يكن فيه إرهاب، إلا أنه كان يتم ضبطها لمجرد ما تحدثه من إزعاج للمواطنين وترويع للبعض من شدة أصواتها وما تثيره من فزع".

وأضاف أن "البومب" الذي يعد أصغر أشكال الألعاب النارية يتم تفريغه الآن من البارود و ذرات الرمل والزلط التي يحتوي عليها ويتم تجميعها وتصنع منها عبوات القنابل بدائية الصنع.

وتابع: "وكذلك فإن الشماريخ التي كانت تستخدمها الحكومة فقط في السنوات الماضية وتطلقها لإشاعة البهجة والفرحة في الاحتفالات والمناسبات الرسمية، أصبحت تستخدم في ملاعب الكرة، وتتسبب في حرائق وربما مقتل أشخاص إذا أصابتهم، وانتقلت من الملاعب إلى التظاهرات و أصبحت تطلق في وجوه أفراد الشرطة، وأصبحت في متناول الجميع رغم أضرارها البالغة".

وشدد على ضرورة أن تفكر وزارة العدل والداخلية بشكل جاد في تغليظ العقوبة على كل من يتورط في استخدام هذه المفرقعات.

كما طالب بأن تغلظ العقوبة على كل من يمارس أعمالا تفزع المواطنين ولو على سبيل اللهو، وعدم الاقتصار على تغليظ عقوبة مستخدمي الشماريخ والصواريخ فقط.

وأوضح أن هناك ما يعرف بـ"مسدس الصوت" المنتشر في الشارع المصري بشكل كبير وفي متناول أيدي الجميع رغم خطورته البالغة، حيث يستخدمه البلطجية وعناصر الإرهاب لتوقيف المواطنين على الطرق السريعة وسرقتهم، إلى جانب الصوت المفزع الذي يصدر عن هذا المسدس، وعلى الرغم من ذلك فهو غير مُجرّم حتى الآن.

وقال البسيوني"، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد: "كما يجب أن تغلظ عقوبة من يتاجر في المسدسات الخرز التي يتم استخدامها كلعبة للأطفال، بينما مؤخرا أصبحت تستخدمها عناصر الإرهاب ضد الشرطة، لقدرتها على إحداث عاهة مستديمة إذا ما أصابت عين الهدف".

وطالب أيضا بتغليظ العقوبة على كل من يطلق النار في الأفراح والمناسبات المبهجة ولو كان من خلال سلاح مرخص، لما يثيره من فزع في قلوب المواطنين، فضلا عن أن كل هذه الوسائل أصبحت توظف إرهابيا، ولذلك يجب أن يشملها أي تشريع من شأنه أن يغلظ العقوبة على الألعاب النارية.

ومن جانبه، اقترح اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية السابق، أن تتجه كل من وزارتي العدل والداخلية إلى إضافة الشماريخ والصواريخ والألعاب النارية بأشكالها إلى جدول المفرقعات ضمن بنود المادة رقم 102 "أ" من قانون العقوبات.

وقال المقرحي إن المادة المذكورة تعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة والسجن المشدد كل من أحرز مفرقعات أو حازها أو صنعها أو استوردها قبل الحصول على ترخيص بذلك، ويدخل في حكم المفرقعات كل مادة تدخل في تصنيعها وتأخذ نفس صفاتها.

وشدد على ضرورة أن يصدر وزير الداخلية قرارا يضم الألعاب النارية والشماريخ والأشياء الشبيهة إلى النص المذكور الذي يحقق الردع الكامل للمتهم بإخضاعه للأشغال الشاقة المؤبدة.

وأرجع أهمية السير في هذا الاتجاه إلى خطورة الألعاب النارية في الوقت الحالي خاصة، نظرا لأن عناصر الإرهاب تقوم بتعديلها وتستخدم محتواها في الأعمال الإرهابية، وتفرغ "البمب" من البارود وذرات الرمال وتستخدمها في تصنيع القنابل بدائية الصنع.