![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكن النظر للديانات في عمومها؟ ![]() المجتمع: كيف يمكن النظر للديانات في عمومها؟ المسيحي: إن علماءنا يعرفون جيدًا أن هناك بعض المسلَّمات الخاصة بالأديان تعتبر أرضية مشتركة لها جميعًا، ومن هذه المسلَّمات:
![]() هذه المسلَّمات السبعة إن أخذنا بصحتها وجب أن نأخذ بالاعتبارات التالية: أ- التوجُّه بالاهتمام كلٌّ بدينه فقط:إن كانت وظيفة الدين هي البلوغ إلى الله فمن ثم عوضًا عن أن ينصبَّ اهتمام كل شعب على نقد الآخرين ولهدم دينهم فالأفضل له أن يلتفت لإصلاح عيوبه وبناء نفسه، وينصرف إلى الاجتهاد بأن يعيش خاضعًا لله بما أتاه في دينه ابتغاء رضائه تعالى أولًا وبلوغا لما وعد به من مكافأة لكل من يؤمن ويعمل ويعبد بما تضمنه دينه ثانيًا. وحينئذٍ تصير وجهة كل شعب إلى الله وحده، ويبطل تطاحن الناس بعضهم مع بعض بسبب اختلاف دياناتهم أو مذاهبهم. ويعيش الجميع متحابين متعاونين ويساعدون بعضهم البعض على الانصراف إلى عمل البر وإرضاء الله حسب ما أُمِرَ به كلٌ في دينه. وفي هذا السياق نذكر ما قاله الكاتب الصحفي سامي خشبة: "لا تشغلنا الاختلافات بين الديانات السماوية فيما يتعلق بجوهر أو أساس الإيمان الديني أي التصور الخاص لدى كل منها عن الخالق عز وجل. وإنما يشغلنا الاتفاق الكامل تقريبًا فيما بينها في الموقف عن الكيان الثقافي / الحياتي القائم. ودعوتها إلى المساواة الكاملة بين جميع البشر وإلى العدالة والتراحم... الخ"(1). ب- ترك الدينونة لله: بما أن الدين أمر يخص الله وحده بكل ما يتضمنه من عقائد وعبادات وأحكام معاملات بين الناس، فالله وحده هو الذي له حق إدانة البشر الذين آمنوا منهم والذين لم يؤمنوا،الأمر الذي نبَّه الله إليه أصحاب كل دين حتى لا يسلبوه هذا الحق كإله. فإنجيلنا يُعلِّمنا "اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج" (كو4: 5). ويعلمنا أيضًا "ماذا لي أن أدين الذين من خارج. ألستم أنتم تدينون الذين من داخل. أما الذين من خارج فالله يدينهم" (1 كو 5: 12، 13). أما مجتمعنا فنذكر له بعض الأقوال المشابهة مع الاعتذار إذا ورد فيها نقص أو خطأ. فيقول "تلك أمة قد خَلَتْ. لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. ولا تُسْأَلون عما كانوا يعملون" (سورة البقرة 134) ويقول أيضًا "وما أنت عليهم بوكيل" (سورة الأنام) ويقول كذلك "لا إكراه في الدين" (سورة البقرة 256) ويقول أيضًا "لكم دينكم ولى دين" ويقول كذلك "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة". ألا تكفى كل هذه الأقوال لأن يكفَّ كل واحد عن إدانة الآخر ومحاربته في دينه وعقائده. ويقول كل واحد لأخيه "ما بالى أنا بدينك. وما بالك أنت بديني"؟ ج- التنبه لعدم الانحراف برسالة الدين:أما إذا استغل بعض الناس الدين من أجل أطماع أرضية ومكاسب سياسية أو اقتصادية، فإنهم يكونون قد تحولوا برسالة الدين عن هدفها الأصلي وانحدروا بها من غاياتها الروحية السامية إلى مهاوي المادية الترابية بحيث يحاربون ويقتتلون بِاسم الدين من أجل حطام الدنيا الزائل، ونسوا ما يعلمهم به الدين أن الدنيا ستفنى بكل ما فيها. وأن مصير البشرية جميعها إلى عالم آخر، لابد أن يستعدوا له ويتطلعوا إلى بلوغه. وعليهم أن يتنبهوا إلى أن التكالب على الامتلاك والتسيد والتسلط إنما هو إلى سراب. وما هي فقط إلا نزوات يستغلها إبليس في إغراء الناس لكي يلهيهم بها عن التوجه لآخرتهم وأبديتهم. ويا ليت أمثال هؤلاء يصغون لصوت الكاتب والأديب أحمد رجب في حديث إذاعي له في برنامج حصاد السنين يوجههم إلى القول الكريم "إنما الحياة الدنيا متاع غرور". |
|