منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 06 - 2014, 01:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,800

كيف يمكن النظر للديانات في عمومها؟
كيف يمكن النظر للديانات في عمومها؟

المجتمع: كيف يمكن النظر للديانات في عمومها؟
المسيحي:
إن علماءنا يعرفون جيدًا أن هناك بعض المسلَّمات الخاصة بالأديان تعتبر أرضية مشتركة لها جميعًا، ومن هذه المسلَّمات:
1- تختلف الديانات فيما بينها في تصورها للألوهية ولمصير الإنسان بعد الموت، ولنوع الثواب والعقاب ولكيفية محاسبة الله للبشر، وللصورة التي سيقوم بها البشر في يوم الدينونة. كما تختلف فيما بينها في وسائل نشر عقائدها ومبادئها التي تنظم حياة المؤمنين فيها، وفي المستوى الروحي لوصاياها وتعاليمها، وطبيعة الرابطة بين الله والإنسان، وفيما تحويه من أسرار سماوية وحقائق أخروية.
2- إن كل دين يتميز بمعتقدات خاصة به وبالشخصية صاحبة الرسالة لهذا الدين، والتي تمثل بالنسبة لمعتنقيه صوت الله الذي يعلن مضمون الرسالة، ويعتبر الوسيط بين الله وبينهم. وكل دين قد يعترف ببعض حقائق الدين السابق عليه وقد ينكر أو يرفض البعض الآخر. كما ينادي بشيء جديد يَعْتبرُ كلَّ من لا يعتنقه غير مؤمن. وإلا لما قام كدين جديد له خصوصيته.
3- كل دين يكنز في دعوته امتيازات يعتبرها عظيمة ولا مثيل لها لمعتنقيه من خلال وعود بمكافآت وخيرات لهم تنتظرهم، ووضعهم في درجةٍ خاصة أعلى من كل شعوب الأرض، وهذه تعتبر عامل جذب وتشجيع على اعتناق هذا الدين أو ذاك.
4- كل دين يتضمن قواعد للسلوك ولمعاملات الناس مع بعضهم البعض. ويتضمن نظامًا للعبادات وتقديم الواجبات والفرائض لله. لكي يعيش بها معتنقوه ويدعمون بها علاقتهم بالله، وتتأصل فيهم جذور دينهم من خلال الممارسة والمعايشة.
5- يوجد في كل دين ما يكفى ليبرر صحته ويدعم قواعد أركانه والتي اقتنع بها معتنقوه، وإلا لما آمنوا به وبنوا حياتهم عليه. فكل دين هو صحيح عند أصحابه. وتجدهم مقتنعين به وراضين عنه وفرحين به بل ويفتخرون به. وعبثًا للبشر أن يزيلوا دينًا تأصل في نفوس أصحابه خصوصًا لأجيال وقرون طويلة. والله وحده هو القادر على ذلك.
6- لا يوجد دينٌ أصحابه كلهم أخيار أو أصحابه كلهم أشرار. وهذا هو الواقع الذي يلاحظه أصحاب كل دين في أصحاب الديانات الأخرى. واختلاف أصحاب الأديان فيما بينهم إنما هو في العقائد والحقائق الإيمانية فقط وليس في الأخلاق والفضائل بصفة عامة والتي تحض عليها جميع الأديان سواسية. والتي قد تنبع أيضًا من الضمير الفطري للإنسان بعيدًا عن أي دين أو عقيدة. والتعامل بين الناس ينبني على الأخلاق وليس على المعتقدات.
7- يوجد في العالم عديد من الملل والمذاهب والديانات، وهذا واقع حقيقي حادث أمام عيوننا، وحيث أنه لا واقع حادث دون سماح من الله، فلابد أن سماحه هذا لحكمة فائقة قد لا نستطيع إدراكها. وإن كان ظاهرها لا يروق لأصحاب كل دين على حدة إلا أنها لابد أن تؤول في النهاية إلى خير العالم. كما يقول الدكتور محمود صقر أستاذ الدراسات القديمة بقسم الآثار بآداب طنطا: "الله خلق البشر متعددي الألسنة والعقائد والأعراق، لحكمة يعلمها. وهذا نوع من الثراء للإنسانية" (وطني 15/12/2002).
كيف يمكن النظر للديانات في عمومها؟


هذه المسلَّمات السبعة إن أخذنا بصحتها وجب أن نأخذ بالاعتبارات التالية:
أ- التوجُّه بالاهتمام كلٌّ بدينه فقط:

إن كانت وظيفة الدين هي البلوغ إلى الله فمن ثم عوضًا عن أن ينصبَّ اهتمام كل شعب على نقد الآخرين ولهدم دينهم فالأفضل له أن يلتفت لإصلاح عيوبه وبناء نفسه، وينصرف إلى الاجتهاد بأن يعيش خاضعًا لله بما أتاه في دينه ابتغاء رضائه تعالى أولًا وبلوغا لما وعد به من مكافأة لكل من يؤمن ويعمل ويعبد بما تضمنه دينه ثانيًا. وحينئذٍ تصير وجهة كل شعب إلى الله وحده، ويبطل تطاحن الناس بعضهم مع بعض بسبب اختلاف دياناتهم أو مذاهبهم. ويعيش الجميع متحابين متعاونين ويساعدون بعضهم البعض على الانصراف إلى عمل البر وإرضاء الله حسب ما أُمِرَ به كلٌ في دينه. وفي هذا السياق نذكر ما قاله الكاتب الصحفي سامي خشبة: "لا تشغلنا الاختلافات بين الديانات السماوية فيما يتعلق بجوهر أو أساس الإيمان الديني أي التصور الخاص لدى كل منها عن الخالق عز وجل. وإنما يشغلنا الاتفاق الكامل تقريبًا فيما بينها في الموقف عن الكيان الثقافي / الحياتي القائم. ودعوتها إلى المساواة الكاملة بين جميع البشر وإلى العدالة والتراحم... الخ"(1).
ب- ترك الدينونة لله:

بما أن الدين أمر يخص الله وحده بكل ما يتضمنه من عقائد وعبادات وأحكام معاملات بين الناس، فالله وحده هو الذي له حق إدانة البشر الذين آمنوا منهم والذين لم يؤمنوا،الأمر الذي نبَّه الله إليه أصحاب كل دين حتى لا يسلبوه هذا الحق كإله.
فإنجيلنا يُعلِّمنا "اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج" (كو4: 5). ويعلمنا أيضًا "ماذا لي أن أدين الذين من خارج. ألستم أنتم تدينون الذين من داخل. أما الذين من خارج فالله يدينهم" (1 كو 5: 12، 13).
أما مجتمعنا فنذكر له بعض الأقوال المشابهة مع الاعتذار إذا ورد فيها نقص أو خطأ. فيقول "تلك أمة قد خَلَتْ. لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. ولا تُسْأَلون عما كانوا يعملون" (سورة البقرة 134) ويقول أيضًا "وما أنت عليهم بوكيل" (سورة الأنام) ويقول كذلك "لا إكراه في الدين" (سورة البقرة 256) ويقول أيضًا "لكم دينكم ولى دين" ويقول كذلك "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة".
ألا تكفى كل هذه الأقوال لأن يكفَّ كل واحد عن إدانة الآخر ومحاربته في دينه وعقائده. ويقول كل واحد لأخيه "ما بالى أنا بدينك. وما بالك أنت بديني"؟
ج- التنبه لعدم الانحراف برسالة الدين:

أما إذا استغل بعض الناس الدين من أجل أطماع أرضية ومكاسب سياسية أو اقتصادية، فإنهم يكونون قد تحولوا برسالة الدين عن هدفها الأصلي وانحدروا بها من غاياتها الروحية السامية إلى مهاوي المادية الترابية بحيث يحاربون ويقتتلون بِاسم الدين من أجل حطام الدنيا الزائل، ونسوا ما يعلمهم به الدين أن الدنيا ستفنى بكل ما فيها. وأن مصير البشرية جميعها إلى عالم آخر، لابد أن يستعدوا له ويتطلعوا إلى بلوغه. وعليهم أن يتنبهوا إلى أن التكالب على الامتلاك والتسيد والتسلط إنما هو إلى سراب. وما هي فقط إلا نزوات يستغلها إبليس في إغراء الناس لكي يلهيهم بها عن التوجه لآخرتهم وأبديتهم. ويا ليت أمثال هؤلاء يصغون لصوت الكاتب والأديب أحمد رجب في حديث إذاعي له في برنامج حصاد السنين يوجههم إلى القول الكريم "إنما الحياة الدنيا متاع غرور".
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كيف يمكن أن يؤثر اختلاف وجهات النظر العالمية المختلفة على قرارات الحياة الرئيسية في حياة الشباب
يمكن للمؤمن الفرد النظر إلى الرب يسوع والتمتع بالشركة معه
الأنبا موسى الأسود الصدقة بمعرفةٍ تولِّد النظر إلى ما سيكون (أي بُعد النظر)
هل يمكن للناس الذين في السماء النظر ومشاهدة الذين مازالوا علي الأرض؟
اذا كان النظر الى ما حولك مظلماً فجرب النظر الى اعلى


الساعة الآن 09:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025