![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حمل اللـه الحمل هو الخروف الصغير رمز الوداعة والطاعة، وقد وصف يوحنا المعمدان الرب يسوع عندما رآه مقبلا إليه، بالقول :"هوذا حمل اللـه الذي يرفع خطية العالم" (يو 1: 29و36). ويبدو أن يوحنا المعمدان قد أخذ هذا المعنى من النبوات الواردة في إشعياء (53: 7)، وإرميا (11: 19). (1)المعنى من ناحية الذبيحة: يبدو أن المصدر الحقيقي لهذا الوصف هو المكان الذي يشغله "الحمل" في الذبائح حسب الشريعة، إذ كان يقدم "خروف حولي" (أي حمل ابن سنة) للمحرقة اليومية صباحاً ومساء (عدد 28: 3 ـ 10)، ولم يكن هذا الأمر بالغريب على يوحنا المعمدان الذي ولد في أسرة كهنوتية. وكان عدد الحملان يتضاعف في يوم السبت، ويتضاعف مراراً في بعض الأعياد الهامة (انظر خر 29: 38، عد 28: 3و 9 و13). كما أن "حمل الفصح" كان له أهمية بالغة في ذهن اليهودي المتعبد، وحيث أن الفصح كان قريباً، فلعل يوحنا كان يشير إلى حمل الفصح كما إلى غيره من الذبائح. إن أهمية العبارة بالنظر إلى الذبائح تبدو أكثر إحتمالاً من مجرد مقارنة صفات الرب يسوع بوداعة الحمل و رقته، كما يبدو ذلك أيضاً في كلام الأنبياء الذي يتضمن في حقيقته ما هو أكثر من مجرد الإشارة إلى هذه الصفات. و يبدو أيضاً أن هذا هو المفهوم الذي استقر في أذهان الرسل ، كما نرى في رسائل الرسول بولس والرسول بطرس (1 كو 5: 7، 1 بط 1: 18و 19). وترد الإشارة إلى الحمل في سفر الرؤيا 27 مرة ولكن الكلمة المستخدمة في سفر الرؤيا تختلف عن تلك المستخدمة في إنجيل يوحنا ، فالكلمة في الإنجيل هي "أمنوس"(amnos) ، أما في سفر الرؤيا فهي "أرنيون" (arnion) ، وهي صيغة تصغير، تعبيراً عن العواطف الدافئة. وهي نفس الكلمة التي استخدمها الرب يسوع في عتابه لبطرس، عندما قال له:"ارع خرافي" (يو 21: 15) أي "ارع حملاني"، وكانت تحمل في ثناياها أرق العواطف وأسماها. ويقول وستكوت (Westcott) في تعليقه على "هوذا حمل اللـه" ( يو 1: 29 )، أن الأرجح أنه كانت تمر في ذلك الوقت قطعان من الحملان في طريقها إلى أورشليم لتقديم ذبائح في العيد. وهو مجرد خيال جائز!! ولا شك أنه تشبيه يحمل ـ بالتأكيد ـ معاني الوداعة و الرقة في طبيعة الرب يسوع و عمله ، ولكن لابد أن يوحنا ـ حينما استخدمه ـ قصد به المكانة التي كان يشغلها الحمل في طقوس العبادة اليهودية. (2)العبادة في مفاهيمها المختلفة :هناك مفاهيم مختلفة لمرمى كلمات المعمدان. فمن القدماء مثل أوريجانوس و كيرلس وفم الذهب، ومن المحدثين مثل ألفورد و لو كاس و دي و يت و ماير و أيوالد،من يقولون إن يوحنا المعمدان كان يشير إلىإشعياء 53: 7. أما جروتيوس وبنجل وهنجستنبرج فيعتقدون أنه كان يشير إلى حمل الفصح. أما بومارتن و كروزيوس وغيرهما فيرون أنه كان يشير إلى ذبيحة الخطية. أما "لانج" (Lang.) فيلح بشدة على تأثير كلمات إشعياء في الأصحاح الثالث والخمسين، يؤيد ذلك بوصف يوحنا المعمدان لإرساليته هو نفسه مقتبساً من نبوة إشعياء (40: 3)، ويؤيده في ذلك "شاف"(Schaff ) ، وهناك استشهادات كثيرة من نبوة إشعياء فيما يتعلق بالرب يسوع (انظر مت 8: 17، أع 8: 32، 1بط 2: 22ـ 25). (3)الحمل في نبوة إشعياء : نلاحظ أن الترجمة السبعينية للأصحاح الثالث والخمسين من إشعياء، تترجم الكلمة العبرية "شاه" (وهي"شاه" في العربية) إلى الكلمة اليونانية التي معناها"حمل" (إش 53: 7) ويقول النبي (في العدد العاشر):"إنه جعل نفسه ذبيحة إثم"، وفي العدد الرابع:"أحزاننا حملها" وهو ما يتضمن مفهوم "ذبيحة الخطية" ولم يكن يوحنا ليستخدم كلمة "حمل " دون الإشارة إلى قوة الذبيحة الكفارية، فلا بد أنه كان في ذهن المعمدان مضمون "الكفارة" و بخاصة عندما نسترجع عبارات إشعياء، حتى لو لم يكن هناك مفهوم كامل للعلاقة الوثيقة بين موت الرب يسوع وخلاص العالم. ولا يمكن استبعاد فكرة احتمال المسيح للعنة الخطية، إذ كان مستحيلاً على إسرائيلي ـ مثل يوحنا المعمدان ـ مع كل ما كان يحيط به من طقوس العبادة ـ أن ينسى أهمية خروف الفصح وكل ما أعقبه من نجاة بني إسرائيل، وهلاك فرعون وجنوده. ومع كل الجهود لاستخلاص المعاني العميقة لهذه العبارة الرائعة، (والأرجح أنها تشمل جميع المصادر المذكورة سابقاً)،فإنها ستظل على الدوام، أحد الكنوز الغنية للفكر الإنجيلي، وهي تشغل ـ في تعليم الكفارة ـ مكاناً مشابها لما تشغله العبارة الموجزة التي نطق بها الرب:"اللـه روح" (يو4: 24 ) بالنسبة للتعليم عن اللـه. و"الحمل" هو "حمل اللـه" أي أنه من تدبير إلهي (انظر إشعياء 53 ،رؤ 5: 6، 13: 8). وسواء كانت الإشارة إلى ذبيحة بعينها أو إلى المكانة السامية التي يشغلها الحمل في الذبائح جميعها ، فهي جميعها مكرسة للـه ـ وفيها إشارة إلى العلاقة الوطيدة بين الابن والآب، وبخاصة إلى ذبيحته الكفارية. مجلس المعارف الكتابية ![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ربنا يبارك خدمتك
|
||||
![]() |
![]() |
|