![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 44 - تفسير سفر المزامير غير مؤكد من هو كاتب هذا المزمور، وإن كان داود فهو قد كتبه بروح النبوة ليعبر عن حال الشعب في السبي. ولكنه هو تعبير عن حال شعب الله المتألِّم دائمًا في برية هذا العالم. وإن كان هناك مزامير كثيرة تترنم بالخلاص فلابد أن تكون هناك مزامير تتكلم عن حال الكنيسة المتألمة في هذا العالم، لذلك استخدم بولس الرسول الآية (22) في (رو36:8) ليعبر عن حاله وحال كل الكنيسة المتألمة حتى الموت في عصور الاستشهاد. لقد بدأت الكنيسة عصر الاستشهاد بقتل هابيل واستمر مسلسل اضطهاد الكنيسة وسيستمر ليصل إلى ذروته عند مجيء ضد المسيح. ونسمع صدى هذه الآلام في السماء (رؤ9:6-11). فالكنيسة دخلت في شركة الصليب مع مسيحها. الآيات (1-3): "اللهم بآذاننا قد سمعنا. آباؤنا اخبرونا بعمل عملته في أيامهم في أيام القدم. أنت بيدك استأصلت الأمم وغرستهم. حطمت شعوبًا ومددتهم. لأنه ليس بسيفهم امتلكوا الأرض ولا ذراعهم خلصتهم لكن يمينك وذراعك ونور وجهك لأنك رضيت عنهم." هذه خبرات سمع عنها المرنم من الكتاب المقدس عن أعمال الله مع الشعب سابقًا. ومن المهم دائمًا أن نسبح الله ونذكر أعماله السابقة لإحياء روح الرجاء فينا وسط ألامنا. وكما أعان الله موسى ويشوع لدخول الأرض وهزيمة الأعداء. هكذا كان بالصليب هزيمة إبليس والمسيح هنا هو يمين الرب وذراعه ونور وجهه فهو النور الذي رأيناه وفيه رأينا الآب "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر" (يو 1: 18). مددتهم = أي وسعت تخومهم وأخذوا الأرض كلها. الآيات (4-8): " أنت هو ملكي يا الله. فأمر بخلاص يعقوب. بك ننطح مضايقينا. باسمك ندوس القائمين علينا. لأني على قوسي لا اتكل وسيفي لا يخلصني. لأنك أنت خلصتنا من مضايقينا وأخزيت مبغضينا. بالله نفتخر اليوم كله واسمك نحمد إلى الدهر. سلاه." هذه صلاة ليخلص الله شعبه الآن كما خلَّص سابقًا "فيسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب8:13). أنت هو ملكي يا الله. فأمر بخلاص يعقوب = ما أجمل أن يستغل المؤمن دالته لدى الله، ويصلي طالبًا الخلاص لكل الكنيسة. بك ننطح مضايقينا = أي خطايانا وشهواتنا وإبليس نفسه. فأنت قوتنا = وعلى قوسي (قوتي) لا أتكل. الآيات (9-16): " لكنك قد رفضتنا وأخجلتنا ولا تخرج مع جنودنا. ترجعنا إلى الوراء عن العدو ومبغضونا نهبوا لأنفسهم. جعلتنا كالضأن أكلًا. ذريتنا بين الأمم. بعت شعبك بغير مال وما ربحت بثمنهم. تجعلنا عارًا عند جيراننا. هزأة وسخرة للذين حولنا. تجعلنا مثلًا بين الشعوب. لانغاض الرأس بين الأمم. اليوم كله خجلي أمامي وخزي وجهي قد غطاني. من صوت المعيّر والشاتم. من وجه عدو ومنتقم." هنا وصف للحالة المؤلمة الحالية، فالله حين رفض شعبه بسبب خطاياهم صاروا عارًا وهزءًا بين أعدائهم. وهذا تعبير عن حال الشعب في السبي، وحال بنى آدم حين استعبدهم إبليس وحال كل خاطئ يتخلى الله عنه. ولنلاحظ أن ما حلَّ بالشعب أو ببني آدم ليس بسبب قوة العدو بل بسبب تخلي الله عنهم لخطاياهم، والله سمح بهذا للتأديب. فمثلًا من ظن نفسه قوى حين يرى نفسه مثل شاة تساق للذبح يعرف ضعفه ويتضع فيخلص. ونجد المرنم هنا يعاتب الله= بعت شعبك بلا ثمن. وما ربحت بثمنهم= حين سلمهم الله للعار وسط أعدائهم الذين يهينونهم ويهينون اسم الله. هو عتاب ودي ليرفع الله الضيقة عن شعبه، وهو تعليم للشعب فالله لا يطلب نفعًا لنفسه من وراء ضيقتهم فهو لم يبعهم منتظرًا ربحًا. بل سلمهم وباعهم ليؤدبهم فيخلصوا. بل صار تأديبنا صورة لآلام المسيح فالآيات (14-16) تتكلم عن آلام المسيح فنحن نشترك معه في صليبه لنشترك معه في قيامته. (وهذه السخرية هي سخرية الأدوميين ضد شعب الله وحدثت عند سبي بابل). الآيات (17-22): "هذا كله جاء علينا وما نسيناك ولا خنّا في عهدك. لم يرتد قلبنا إلى وراء ولا مالت خطواتنا عن طريقك. حتى سحقتنا في مكان التنانين وغطيتنا بظل الموت. أن نسينا اسم إلهنا أو بسطنا أيدينا إلى إله غريب. أفلا يفحص الله عن هذا لأنه هو يعرف خفيّات القلب. لأننا من أجلك نمات اليوم كله. قد حسبنا مثل غنم للذبح." هنا المرنم مازال يعاتب الله الذي تركه بالرغم من أنه متمسك بالإيمان به. هذا مثل صوت بطرس "يا رب أنت تعلم أني أحبك" لذلك اقتبس بولس الآية (22) للإعلان عن حبه للمسيح، هنا إعلان عن حب الله رغمًا عن العقاب الصادر ضد الإنسان بالموت= غطيتنا بظل الموت= فموتنا الآن هو ظل الموت، أما الموت الحقيقي فهو الانفصال عن الله. وتعني أن حياتنا قصيرة نسير فيها نحو هدف واحد هو الموت. بل نحن معرضين للموت كل حين، وأولاد الله يسيرون في هذا الطريق الضيق بلا تذمر كما فعل الشهداء فهم يعرفون أنهم في طريق المسيح وكما احتمل هو الألم والموت ثم قام وصعد، سيقومون معه إن كانوا ثابتين فيه فهو الطريق. ويكمل عتابه الرقيق لله= حتى سحقتنا في مكان التنانين= التنانين هي مخلوقات جبارة تشير للمتكبرين والعتاة من البشر الذين سحقهم الله، والعتاب معناه لقد قبلنا منك يا رب أن تحكم علينا بالموت مثلهم ، مع أننا نحبك ولم نترك طريق الإيمان بك. ثم يترك الأمر كله بين يدي الله الذي يعرف خفايا القلوب ويعلم إيمانه ومحبته. الآيات (23-26): "استيقظ. لماذا تتغافى يا رب. انتبه. لا ترفض إلى الأبد. لماذا تحجب وجهك وتنسى مذلتنا وضيقنا. لأن أنفسنا منحنية إلى التراب. لصقت في الأرض بطوننا. قم عونًا لنا وافدنا من اجل رحمتك." هي صرخة من أجل الخلاص، مبنية على القيامة مع المسيح= اِسْتَيْقِظْ يَا رَبُّ لِمَاذَا تنام = تَتَغَافَى.. انْتَبِهْ = قم فنحن نقبل أن نموت لأن لنا رجاء في القيامة ، والصراخ للمسيح ليستيقظ هو صراخنا نحن بالتوبة والصبر والاحتمال. انْتَبِهْ = المعني أنظر إلي حالنا البائس ولا تتركنا هكذا. |
|