سألني احدهم كيفَ نستطيع أن نغفرُ للذينَ يسببون الاذى لنا؟ كيفَ استطيع أن اسُامح احدا جَعلني اخسر وظيفتي؟؟ . كيفَ استطيع أن اسامح من جعلني اتشرد انا وابنائي. وظل يردد لا لا لا استطيع !
سؤال يرددهُ الكثَيرون حتىَ لو كانوا هم الذين أخطاوا بحق الاخرين، ويصَمموا في قرارة انفسهم انهم لايستطيعوا أن يسامحوا لقد لفتَ هذا السؤال انتباهي الى نقطة مهمة جدا، الا وهي كيف نستطع ان نفهم المعنى الحقيقي للمغفرة في الكتاب المقدس .
"سأل بطرس الرب يسوع وقال يارب كم مرة يخطي الي اخي وأنا اغفر له هل الى سبع مرات قال له يسوع لا أقول لك الى سبع مرات بل الى سبعين مرة سبع مرات" متي 21:18
كانت شريعة موسى تعلم ان يسامح اليهود اخوتهم ان اخطاوا اليهم الى سبع مرات ، وكان بطرس يقصد ان يسامح اخاه الذي ولدته امه اما الرب يسوع فكان يقصد اي انسان موجود على وجه الارض حتى لو كان عدوك .
تنازلَ ربَ السماء واخذ صورة عبد وعاش بهيئة انسان ليعلمنا كيف نستطيع ان نعيش حياتنا على هذه الارض حياة ملوها الطاعة والايمان والمحبة والغفران. فاراد لنا ان نفهم كيف نستطيع ان نكون اناس حقيقيين مخلوقين على صورة الله ومثاله.
عاش ربنا يسوع المسيح انسانا كاملا ...... عطش و جاع , تالم و تعب, تعذب ومات و كانت تعاليم الرب يسوع ان نُحبَ بعضنا البعض وان نسامح ونغفر ونصلي لاعدائنا وللوهلة الاولى، عندما نقرا هذه الايات " سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن واما انا فاقول لكم لاتقا وموا الشرَ بالشر، من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخرايضا" (متى 38:5).
" سمعتم انه قيل للقدماء لاتقتل ومن قتل يستوجب الحكم واما انا فاقول لكم من يغضب على اخيه باطلا يستوجب الحكم ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال لاخيه احمق يكون مستوجب نار جهنم " (متى 21:5).
نتصور ان هذه الايات غيرَ معقولة فكيفَ نستطيع ان نصُلي لإعدائنا ، كيفَ نستطيع ان ننظر في وجه الذي يحتقرنا او يكرهنا او حتى كيفَ نستطيع ان نسمح لعيوننا ان تراهم وان رايناهم في شارع مصادفة يجب علينا ان نغير وجهتنا لكي لانراهم . وكثير من الناس الذين كانوا يسمعون اقوال يسوع يفكرون في انفسهم لو كان هو في هذا الموقف هل كان سيسامح؟؟
وحتى نحن عندما كنا رضعَ في الايمان وعندما كنا نقرا الانجيل لاول مرة كنا نستغرب ونقول هذا غير معقول ولكن عندما تعمقنا في سيرة حياة ربنا وجدنا انه عندما جلده اليهود ولطموه لم يقاوم مع انه كان يستطيع ان يشل ايديهم او يصنع الكثير من المعجزات ولكنه صنع شي واحد صلى لهم ( ياابتاه اغفر لهم لانهم لايعلمون ماذا يفعلون).
و لما وضعوه على الخشبة كان يردد نفس الكلمات كان يصلي ويعلم كل واحد منا اعظم درس في الغفران .. ياترى ماسبب كل هذا؟ كيف يستطيع هذا الانسان ان يسامح الاخرين حتى لو علقوه على خشبة ؟، كيفَ يستطيع ان يغفر لهم وهم يستهزون به ،يجلدوه ، يلطموه ؟ وماذا كنا سنفعل لو كنا نحن في هذا الموقف ؟
فاذا اخطا احدهم الينا وحتى لو كان من دون قصد نحكم عليه بالاعدام وان جاء ليعتذر نحس بالفخر والانتصار.
ان المشكلة الكبيرة هي اننا نتذكر دائما الاساءات وننسى الاشياء الحسنة التي صنعوها لنا .
لم يلقى ربنا يسوع الاهانة من احد اصدقائه او اقاربه بل من اعدائه لم يكن لاي من هولاء الاشخاص فضلا على يسوع لم يكن حتى يعرفهم ومع ذلك سامحهم وصلى من اجلهم .
وحتى هذا اليوم ........لازال يسوع يصلي ويغفر ويسامح .
فكم من مرة اخطائنا بحق الهنا ؟ كم من مرة بعنا انفسنا لابليس؟ وكم من مرة وضعنا الهنا جانبا من اجل مصالحنا الشخصية الشهوات وحب المال والكبرياء ؟..........الخ .
كم من مرة ذهبنا الى المذبح وقدمنا قرباننا ونحن في حالة الخطيئة ؟ كم من مرة سخرنا من الهنا ....؟
يا اخوتي ان كلام يسوع ليس مثاليا او مستحيل التطبيق، انه كلام طبق فعلا من قبل الانسان يسوع فقد غفر لصالبيه صلى لاعدائه اعطى البركة للذين يكرهونه، لماذا ؟
لانه احب كثيرا، فالمحبة تجعلنا نغفر لاعدائنا قبل احبائنا تجعلنا نبارك لاعنينا ونصلي من اجل مضطهدينا المحبة تجعلنا ابناء لربنا وتجعلنا سراجا ينير طريق الاخرين.