![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مبدأ الاعتذار كم مرة فى حياتك المعاصرة سمعت سياسياً مصرياً أو إعلامياً أو مسئولاً يخرج على الجماهير معتذراً بشكل صريح، معترفاً بأنه بدون لف أو دوران قد أخطأ؟ فكرة الاعتراف بالخطأ أمام الناس ليست فى ثقافة الشخصية المصرية المعاصرة، ومبدأ الاعتذار الطوعى للجماهير ليس عادة سلوكية مصرية. أحياناً يحدث الاعتراف بالخطأ، ولكن بعد رحلة طويلة من الإنكار والرفض المستمر للاعتراف بالحقيقة، وبعدما يكون قد حدث ضرر عظيم، ويأتى الاعتذار غير ذى جدوى، لأنه يأتى متأخراً للغاية. لا قيمة للاعتذار بعد الإنكار أو بعد فوات الأوان، وبعدما يصبح الاعتذار هو الوسيلة الوحيدة الباقية لمحاولة إنقاذ الموقف وترميم الشرخ الذى يكون قد حدث بين المسئول والرأى العام. يصعب على ثقافة العقل السياسى المصرى أن يخرج على الجماهير بشجاعة معلناً اعتذاره العلنى، لأنه أو لأن حكومته أو وزارته أو أسرته أو حزبه أو جماعته قد أخطأت. الأعظم من ذلك ألا يأتى الاعتراف بالخطأ عقب اكتشافه، ولكن أن يبادر المسئول قبل أى شخص آخر وقبل معارضيه وقبل الإعلام ويعلن للجماهير كلها أنه اكتشف خطأ، لذلك يكشف عنه ويعتذر عنه. هنا يأتى السؤال هل الإعلان عن الخطأ ثم الاعتذار عنه يكفى؟ الإجابة: بالطبع لا، ولكن يجب أن يعقب ذلك تحديد مسئولية المسئولين عن الأمر وتحديد حجم الضرر وأبعاده وضرورة محاسبة المتسببين فيه وتعويض المتضررين منه. هكذا علمنا الإسلام، وهكذا يفرض علينا واجب المسئولية العامة. المسئول مؤتمن والمسئولية أمانة، والأمانة لها التزامات أهمها الصدق مع الغير ومع النفس. الوطن |
|