"هوذا الله خلاصى"

[tito227]

"هوذا الله خلاصى"



الاثنين 28 اكتوبر 2013
القمص داود لمعي راعي كنيسة مارمرقس كليوباترا
"وتقول فى ذلك اليوم: "أحمدك يارب لأنه إذ غضبت على ارتد غضبك فتعزينى. هوذا الله خلاصى فأطمئن ولا أرتعب لأن ياه يهوه قوتى وترنيمى وقد صار لى خلاصاً". فتستقون مياهاً بفرح من ينابيع الخلاص" (أش12: 1-3).


• وتقول فى ذلك اليوم: "أحمدك يارب لأنه إذ غضبت على أرتد غضبك فتعزينى.
أحمدك يارب.. لأنى لم أهلك بخطيتى.. أشكرك يارب لأنى استحق غضبك ولكنك لم تفنينى.. أعظمك يارب لأن رحمتك أفضل من الحياة وسريعاً ما يرتد غضبك وبدلاً من هلاكى أجدك تعزينى.
أشكرك يا إلهى وتشكرك عنى ملائكتك وقديسيك.. لأنى أعجز عن القيام بشكرك كما يليق.. لأنك إن تركتنى قد أحكم على نفسى بالهلاك الأبدى ولكنك تحبنى أكثر من نفسى.. وتشفق على أكثر مما أشفق على نفسى.. وترحمنى حين أغضب على نفسى بلا رحمة.
يارب غضبت على فأدبتنى وإلى الموت لم تسلمنى.. وصار تأديبك لى بقية حبك المخزون الذى لا ينضب.. يارب عزينى لأن الحزن ملأ قلبى لأنى لا أرى إلا خطيتى.. وبشاعتى.. ولا أجد أحداً يحتملنى فى حقيقتى إلا أنت يا أبى وملخصى.
• هوذا الله خلاصى فأطمئن ولا أرتعب لأن ياه يهوه قوتى وترنيمى وقد صار لى خلاصاً"
أنت يارب خلاصى.. أنت يارب أبديتى.. لا لن أقول أنا.. أنا ما أنا بل أنت.. أنت وحدك.. فيك قوتى ونجاتى.. قد أرتعبت.. وأنت بدون استحقاق منى طمئنتنى.. قد انزعجت وأنت بدون إلفحاح منى يكبت فى سلامك.. أنت هو هو.. الأزلى والأبدى.. أنت لى.. لى أنا.. صرت لى عريساً.. أباً.. صديقاً.. ملكاً.. أخاً.. راعياً.. ومخلصاً.. صرت ترنيمتى وسر سعادتى.. وانتصارى على نفسى والأيام والأشرار والزمان.
• فتستقون مياهاً بفرح من ينابيع الخلاص.
اسقينى يارب من هذا الماء.. اعطينى لأشرب.. كما أعطيت السامرية من ماء الحياة.. بكلامك وابتسامتك وتشجيعك وقبولك.. اسقينى من روحك الذى سكبته بغنى على تلاميذك فإمتلؤا ناراً مقدساً.. واضرموا العالم بحبك.. وغرقوا البشرية الجافة بعذوبتك.
يا إلهى صارت نفسى لك كأرض بلا ماء.. أن عطشان.. عطشان إلى الحب.. إلى الأمان.. إلى السلام.. إلى الغفران.. إلى سر وجودى.. إليك يا الله.. فرحنى بنقطة ماء.. يا ينبوع الماء الحى.. بقطرة واحدة تخرج من جنبك الجريح لتكفى وتسقى كل حقلى المجدب.. اروينى لأروى من حولى.. لأن العالم قد إمتلأ بالعطاش.. والبعض يموتون من الجفاف.. ارحمنى يارب وأرحمهم.