منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 09 - 2013, 08:03 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

عيد الصليب

عيد الصليب

الجمعة 27 سبتمبر 2013

القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي

كل عام و أنتم بخير اليوم عيد الصليب المقدس، و الكنيسة تحتفل بالصليب لأن من خلاله صارت لنا المصالحة مع الله ومع بعضنا البعض "و أن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته"(كو1: 20) و كذلك " أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم و واضعاً فينا كلمة المصالحة"(2كو 5) ، فكما كانت الخطية و السقوط سبباً فى الخصومة بين الإنسان و الله (تك 3) ثم تلاها فى (تك 4)أن قايين قتل أخاه هابيل فَسَرَتْ أيضاً الخصومة بين الإنسان و أخيه، جاء المسيح ليتمم بصليبه خدمة المصالحة و هكذا نراه إختار ميتة الصليب لكى ما بذراعيه الممتدة على الصليب يصالح الأخ بأخيه و يوحدالقريب بالبعيد كما جاء فى رسالة أفسس "و يصالح الإثنين فى جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به"(أفسس2 :16) و هنا كان القديس بولس يتكلم عن اليهود و الأمم و لكنها أيضاً تسرى على كل قايين و هابيل حدثت بينهما مخاصمة أى أن تحت صليب المسيح المقدس يستطيع أن يضمكل من هو فى مخاصمة ليصالح و يوحد الكل فيه بل " لكى يخلق الإثنين فى نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً"(أفسس 2).
فالخليقة الجديدة لم تُذْكَر أبداً فى كل الإنجيل بصيغة الجمع و إنما "خليقة جديدة" أو "إنسان جديد" و بالتالى تكون فى المسيح فى شخصه، و يكون وجودنا فى المسيح هو أساس حياتنا و هو أساس قيامتنا و خلاصنا الأبدى فيدا المسيح الممتدة على المحور الأفقى للصليب تستطيع لكل من يُؤمن و يصدق فى قوة الصليب و فاعلية الدم و عظمة غفران الربالكامل لكل خطايانا أن تعطينا قوة المصالحة مع بعضنا البعض و الغفران لبعضنا البعض و ساعتها فقط يكون لمحور الصليب الرأسى مفعول المصالحة مع الله فالمسيح صالح الأخوين بل خلقهما فيه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً و هنا فقط تتم المصالحة مع الله و العودة مرة أخرى للحياة فى ملكوت إلهنا.
و لهذا يا أحبائى قال المسيح فى (يو 14) فى ليلة الصليبإنى أمضى لأعد لكم مكاناً و لم يكن يعنى أبداً أنه كان سيمضى ليعد لنا بيوتاً بالمفهوم الأرضى بل كان يقصد أنه سيمضى إلى الصليب لكى بواسطته يعد لنا مكاناً عن يمين الله فى شخصه.
فالمسيح فى صعوده إرتفع إلى السماء و جلس عن يمين الله(مر16 : 19) و هكذا رآه إستفانوس فى شهادته قائماً عن يمين الله و قال "ها أنا أنظر السموات مفتوحة و إبن الإنسان قائماً عن يمين الله"( أع 7). و يقول عنه سفر العبرانيين " و أما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله"( عب10 :11) ففى إنجيل يوحنا إصحاح 14 يقول المسيح للتلاميذ ليلة الصليب، أنا أمضى (إلى الصليب) لأعد لكم مكاناً (عن يمين الآب) و إن مضيت و أعددت لكم مكاناً آتى و آخذكم إلىَّ (أى إلى داخل جسدى الذى هو الكنيسة التى توحدنا برب المجد) حتى حيث أكون أنا (عن يمين الآب) تكونون أنتم أيضاً (فىَّ عن يمين الآب).
لذلك لا عجب أن يقول الرسول بولس فى رسالة أفسس أننا صرنا أعضاء جسده من لحمه و من عظامه و أنه أقامنا معه و أجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع، ويستخدم الفعل الماضى حيث أن هذا الحدث سرى فى حياتنا بالمعمودية و يتثبت بالإفخارستيا التى بها نتحد بالمخلص و نثبت فى جسده عن يمين الآب متمتعين بالمصالحة التى هى المدخل للخلاص الأبدى كما يصلى الكاهن فى أوشية الإنجيل للمسيح أنه هو حياتنا كلنا و خلاصنا كلنا و شفاؤنا كلنا و رجاؤنا كلنا و قيامتنا كلنا.
و لهذا يا أحبائى فإنى أرجو من الكل أن يفهم أن له خلاص حقيقى فى المسيح و أن كل ما عليه أن يجاهد فى الحفاظ على وجوده فى شخص المسيح و لا يكون ذلك إلا بالجهاد فى المصالحة و الغفران لكل من هم حولنا و علينا أن نطرح نفوسنا تحت صليبه مرددين معه لكن من أساء إلينا "إغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون " فلو تصالحنا مع كل من حولنا وسعينا أن نستمد قوة المصالحة من كلمات الفادى هذه على الصليب و رددناها مصلين لكل من أذانا أو أبغضنا سيثبت الرب فينا و نحن فيه و نتذكر فى صلاة الصلح فى كل قداس أن الله صالحنا و لكنه يطالبنا بالقبلة المقدسة التى نتصالح فيها مع بعضنا البعض مقدمين بعضنا البعض فى المحبة و هنا فقط نستحق المصالحة مع الرب و نتجاسر أن نطالبه بغفران كل خطايانا مهما عظمت.
فيا ربنا الحبيب لتجعل صليبك هو المكان الذى نرتاح عنده ليوحدنا جسدك المقدس الذى نأكله بك و ببعضنا البعض لأننا كلنا أعضاء فى الخبز الواحد الذى هو جسدك و ليغسلنا دمك الطاهر الذى نشربه من خطايانا و آثامنا و لنتخذ من كلماتك على الصليب و من صلاتك لمن صلبوك صلاة لنا لكل من أذانا قائلين" إغفر يا رب لكل من أذانا لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" و لتسرى دماؤك فينا يا رب لتكون هى الشافية لنفوسنا من كل ضعف أو نقص أو إضطراب أو خوف فنحيا فى جسدك و نتمتع بسلامك الذى يفوق كل عقل و نحيا على رجاء واثق فى ملكوتك السماوى من اليوم. آمين
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المسيح الذي قدم نفسه وقت المساء على الصليب ورفع يديه المسمرتين على الصليب
لىّ مع الصليب.لىّ مع الصليب..حكاية جميلة.سرّها عجيب-فتحت عينى.بصيت حواليىّ..لقيت الصليب.فى كل الدنيا
...إن كل مجد غير مجد الصليب يتضاءل بمرور الزمن أما مجد الصليب فيزداد جمالاً ولمعاناً
فى الصليب فى الصليب..راحتى بل فخرى-فى حياتى وكذا..لأبد الدهر
خلفية رائعة للسيد المسيح على الصليب وبطرس يحمل الصليب بجواره


الساعة الآن 03:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025