الشحات والمليونير

[Haia]

كانت الساعة السابعة مساء , والسيد أنطونيو أنتهى من عمله كتاجر وخبير معتمد فى تجارة الذهب والماس .
قرر السيد انطونيو بالتجرد من الرسميات التى تفرضها عليه طبيعة عمله , والتجول فى وسط المدينة بحرية .
كان المساء رائع , والشمس بدأت تميل للغروب , وهى ترسل أخر أشعتها لهذا النهار , من فوق جبال الألب , فى منظر ساحر وخلاب .
لم يكن هناك هدف محدد للسيد انطونيو فى هذه الجولة . لكن كان هناك شعور داخلى لا يعرف له تفسير .
وفجأة أقترب منه أنسان بسيط تظهر عليه علامات الفقر . وسأل السيد أنطونيو : أنا جعان وعايز أكل .
لم يفكر السيد أنطونيو لحظة واحدة وأخرج من جيبه مبلغ وأعطاه للرجل الفقير .
نظر الفقير للسيد أنطونيو وقال : لاتلزمنى النقود . أنا جعان وعايز أكل بس .

أندهش كثيراّ السيد أنطونيو من رد فعل الرجل الفقير . وقرر أن يذهب بنفسه لشراء طعام لهذا الفقير .
وبالفعل أحضر الطعام وأعطاه للرجل الفقير .
أخذ الرجل الفقير الطعام وبدأ يأكل بطريقة تدل على أنه لم يتناول طعام من فترة طويله .
والسيد أنطونيو ينظر إليه فى حالة من الأستغراب .
مرت دقائق والرجل الفقير جالس بجانب الطريق يأكل بنهم , والسيد أنطونيو قرر الأنتظار حتى ينتهى من طعامة . ليطرح عليه بعض الأسئلة . أو بمعنى أخر , كيف يرفض هذا الفقير النقود وهو فى هذا الأحتياج الشديد . ؟؟؟؟؟؟؟
وبحركة غير مقصودة , جلس السيد أنطونيو بجوار الفقير .

كانت نظرات السيد أنطونيو فيها ملامح من الشرود والتفكير , عندما أحس بأن أحد المارة , وضع بعض النقود فى يده , أعتقاداّ أن السيد أنطونيو فقير ولا يملك شراء الطعام .
أفاق السيد أنطونيو على هذه المفاجأة الغريبة ونظر إلى النقود , ثم نظر إلى الشخص الذى وضعها فى يده . لكن مع زحام وسط المدينة لم يستطيع أن يشاهده بوضوح .
عاد السيد أنطونيو للنظر فى النقود التى وضعت فى يده وهنا أطلق صرخة غريبة .
أن قيمة النقود فى يده هى نفس القيمة التى أبتاع بها الطعام للرجل الفقير الذى يجلس بجانبه .


دهشة وتفكير , أنين داخلى وشجن وذكريات قديمة بدأت تأخذ مكانها _ بل تسيطر على تفكير السيد أنطونيو !!!!!!!!!!

وللموضوع بقية .