|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
07 - 05 - 2014, 09:39 PM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
"أنا هو خبز الحياة.."  الاربعاء 07 مايو 2014 القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين الأحد الماضى، الأحد الثانى فى الخمسين المقدسة، كانت قراءة الانجيل من معلمنا يوحنا البشير "من يأكل جسدى ويشرب دمى فله الحياه الابدية" هذا هو العهد الجديد الذى تأسس بقول المسيح لتلاميذه وللكنيسة "خذوا كلوا هذا هو جسدى- خذوا اشربوا هذا هو دمى الذى للعهد الجديد". وربما يتساءل البعض خصوصا البسطاء فى الايمان: ماذا تتناول؟ حتى اليهود احتاروا وقالوا: من هذا الذى يعطينا جسده لنأكله؟احبائى.. نحن لسنا من آكلى لحوم البشر.. كما يظن البعض، لكننا نؤمن ونصدق ونقر ونعترف بكل كلمة قالها السيد المسيح لأنه قال: "من يؤمن بى وبكلامى فله الحياة الابدية"، وقال ايضا: "الذى يحبنى يحفظ وصاياى".. أى يطبقها ويعيشها.. وقال أيضا: "إن الذى يسمع كلامى ويعمل به هو أخى وأختى وأمى"، فلذلك نحن نسعى جاهدين فى غربة هذا العالم أن نحيا ونعيش وصاياه بأمانة. حتى كل من يرانا يمجد اسمه القدوس كان السيد المسيح يكلم الناس بأمثال خصوصا البسطاء منهم ومن حين لآخر كان يفسر الأمثال لتلاميذه ويقول لهم: "أعطى لكم أن تعرفوا اسرار ملكوت الله". ونحن نكلم المساكين بالروح نكلمهم بالامثال لكى يفهموا.. وحينما يفهموا ويؤمنوا يكونون مؤهلين لميراث ملكوت السموات، كما وعدهم الرب بقوله "طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات". احبائى.. نحن نتعامل فى هذا العالم بما يسمى النقود.. والنقود هى اوراق مالية لها مواصفات معينة وتصدر بموجب قانون من الدولة- ويقوم الموظف المختص بوضع الاختام التى تحدد قيمة الورقة وشكلها ولونها. وهذه الورقة تعبر عن قوة الدولة اقتصاديا.. فان كانت الدولة قوية اقتصاديا، يكون لاوراقها المالية قوة اكبر من الدولة الضعيفة اقتصاديا.. فكيف يكون الامر حينما تكون هذه الاختام إلهية من ملك الملوك ورب الأرباب بنفسه.. فمع وضع الاختام على الورقة المالية- تظل الورقة ورقة لها نفس طبيعة وخواص الورق فيمكن تمزيقها او الكتابة عليها او تحترق، فالاب الكاهن يضع الاختام الالهية التى اسسها السيد المسيح يوم خميس العهد- اذ شكر.. وبارك.. وقسم وقدس، وقال: "خذوا هذا هو جسدى الذى للعهد الجديد".. فالقربان بعد وضع الاختام الإلهية عليها تظل لها شكل القربانة ولكنها بفعل الاختام تتحول إلى جسد حقيقى للسيد المسيح ويتحول الخمر فى الكنائس إلى دم حقيقى أيضا بفعل الاختام الالهية التى وضعها الاب الكاهن المعين لهذا العمل الالهى- لذلك تظل القربانة لها نفس الشكل كما الورقة المالية تظل ورقة حتى بعد وضع الاختام- فكما تتحول الورقة العادية إلى ورقة مالية بعد ان يضع الموظف المختص الاختام عليها- هكذا تتحول القربانة إلى جسد حقيقى للسيد المسيح بعد ان يضع الكاهن الرشومات الإلهية كلها.. ويصير لها الفاعلية ان تتحول من خبز أكله اباؤنا فى البرية وماتوا إلى خبز يعطى حياه ابدية فى ملكوت الله. ولنا هنا ثلاثة اسئلة يجب الاجابة عليها.. 1. ماذا لو انك وضعت قدام طفل صغير ورقة بمائة جنيه او بلونة بعدة قروش.. ايهما يختار؟ نعم سيختار البالونة لانه طفل ولم يتفتح عقله ويكتمل بعد. هذا هو كل انسان يشكك فى اسرار الكنيسة يختار الارضيات بدلا من السمائيات.. يختار القشور بدل الجوهر وهكذا السؤال الثانى:- نحن نؤمن ان الله قادر على كل شئ_ فلماذا لم يكون الماء هو مادة السر الذى يتحول الى دم بدل الخمر؟ وذلك بعد أن يتم الصلاة عليه. ج- نحن نؤمن انه فى عرس قانا الجليل تحول الماء الى خمر بحسب قول المسيح للخدام "استقوا الان" فتحول الماء إلى خمر. اما هنا فاستخدم السيد المسيح الخمر رمز التطهير والعلاج فكما غسل اقدامهم بالماء ليجدد لهم السيرة- وغسل الاقدام قبل ان يناولهم اشارة إلى سر الاعتراف الذى يجب ان يمارس المؤمن قبل ان يتقدم لسر التناول. فالخمر يشير إلى الفرح والاتحاد الشخصى بالسيد المسيح وكان الخمر من علامات الفرح بعرس قانا الجليل.. وفى اتحادنا بشخص المسيح فى سر التناول اشبه بالفرح او الزواج.. اذ يقول يوحنا المعمدان عندما قدم المسيح للشعب.. من له العروس اى الكنيسة ( كنيسة العهد الجديد) فهو العريس.. اما صديق العريس فيفرح.. لذلك كان الخمر هو المادة التى اختارها السيد المسيح لتتحول بفعل الاختام الالهية إلى دم العهد الجديد. كما ان استخدام الخمر له مغزى آخر طبى قد يناسب بعض العقول التى يمكن ان تتشكك بحجة ان المسير ( الملق) التى تتناول بها قد تنقل بعض الامراض حيث ان الايمان باسرار الله لا يمنع ان العقل يفكر.. فتكون الاجابة هذه المادة الخمر بطبيعتها مظهرة للميكروبات الروحية والجسدية والنفسية.. السؤال الثالث: قد يقول قائل.. اننى مرتاح او مسرور لانى تناولت من يد ابونا فلان.. وهذا أمر خاطئ.. فالسر يتحول بفعل الاختام الالهية وليس للاب الكاهن اى فضل فى هذا الامر سوى انه واضع الاختام الالهية، اما الذى يعمل فى السر الالهى فهو الله بذاته- كما نؤمن فى سر الزواج ونقول ان ما ازوجه الله (وليس الأب الكاهن).. ان ما ازوجه الله لا يفرقه انسان.. احبائى- الله خلقك بدون إرادتك.. لكنه لن يخلصك الا بارادتك.. ووضع لك اسرار الكنيسة وتاج الاسرار هو سر التناول.. فان كان البعض يتخوف من هذا السر الالهى بحجة انه نور ونار.. فلماذا لا ننتفع بنوره.. ونتجنب ايذاء ناره.. لان من يأكل جسد الرب ويشرب دمه بدون استحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه.. علينا ان نطيع وصاياه بحب ونهرب من روح التمرد الكبرياء والجهل والتشكيك فى كلمات الله واسراره ووصاياه لنصنع بانفسنا المكانة اللائقة بنا فى ملكوته.. نعم هو اعد لنا الملكوت ولكن لا يمنحه الا لمن يكون مستحقا له.. 
|
|
العرض الشجري