إن هبة مخافة الله تساعد الإنسان بشكل أساسي على محبة الله والابتعاد عن كل ما قد يهينه. هكذا نرى أن هذه الهبة تصحح بشكل كبير تصرفات الإنسان وتجعله يحيد عن الرذائل والشهوات، لأنها تجعلنا نفضِّل كل ما يأتي من الله على ما يأتي من العالم، لا بل تجعلنا "نكفر بذاتنا" على قول المسيح: "من أراد أن يتبعني، فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ وماذا يعطي الإنسانُ بدلاً لنفسه؟" (متى 16: 24، 26)؛ أما مار بولس فيصيب صلب الموضوع مباشرة إذ يقول: "ولمَّا كانت لنا، أيها الأحباء، هذه المواعد، فلنطهِّر أنفسنا من أدناس الجسد والروح كلِّها، متممينَ تقديسَنا في مخافةِ الله" (2كورنثوس 7: 1). كما تدعم فضيلة العفة واللطف والوداعة.
أما ما نعيشه اليوم من روح استقلالية وحرية مغلوطة، فهو يجعل مخافة الله أكثر نُدرةً. هذا من أكبر الجروح في زمننا الحالي