![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
*** الهــــــــــــــدف *** بعد رحله بحرية شاقة رست السفينة النرويجية عل أحد شواطئ ميناء كالينجراد الروسي علي بحر البلطيق . وهناك خرج البحارة في جولة حرة كعاداتهم في أرجاء المدينة الساحرة .وللبحارة عاداتهم الخاصة التي ترسخت مع السنين حتى كادت تصبح قانوناً سلوكيا يلتزمون به ؛ فبعد قضاء الأيام والشهور في وحشة البحر وصراعاته ، تتنامي في داخلهم رغبات شديدة في الاستمتاع بالحياة ، فما تكاد أقدامهم تلمس اليابسة ، حتى يغرقون في اللهو والعبث إلي حد المجون ! في تلك الليلة شرب البحارة الخمر حتى أطاحت بعقولهم فأخذوا يتجولون بالليل إلي أن بلغوا حديقة الحيوان . وبالطبع فقد كانت الحديقة بكل سكانها نائمة في ثبات عميق يلفه الظلام الدامس . غير أن أحد البحارة تملكته رغبة شديدة في الدخول إلي الحديقة المغلقة ! ولأن زملاؤه لم يكونوا أكثر وعيا مما هو عليه ؛ فقد حملوه وساعدوه علي تسلق أسوار الحديقة ، وأنصرفوا بعد أن قذفوا به إلي جوف الظلام ! وبدأ البحار جولته الليلية بين بيوت الحيوانات وأقفاصها حتى ألَمْ به التعب ، فقرر الخروج واللحاق بأصحابه ، فإتجه نحو السور ، وبذل جهداً خارقاً في تسلق القضبان الحديدية ، ثم قفز إلي الجانب الآخر من السور . وهنا حدث آخر فصول هذه المأساة الأليمة ! فلم يكن السور الذي تسلقه البحار هو سور الحديقة الخارجي ، بل كان سور بيت الدببة الروسية المفترسة ! لذا فإن افتقاد الوعي واليقظة قد يقود إلي مـأســاة حقيقية في حياتنا ، خاصةً حين يكون الهدف مصيرياً وحاسماً ، كما أن تحقيق الأهداف ينبغي أن يؤخذ بصفة عامة مأخذ الجد والصدق ، فالأهداف لا تتحقق في غياب الوعي ، وإلا فإنها قد تتحول إلي مأساة ليلية تؤدي إلي الهلاك ! فلأهمية وضوح الهدف في حياة الشباب يحتاج الكثيرون منهم أن يتفهموا معنى الحياة وهدفها وسط موجات الانحراف والانحلال والإلحاد وأيضاً لمواجهة التقدم العلمي الكبير . ...............الراهب يحنس المحرقي |