![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعليق د. شوقي علام مفتي الجمهورية علي دعوات الجهاد ...!! ![]() د. شوقي علام: إطلاق دعوات «الجهاد» أمر محزن ويدعو إلى التعامل معه بمزيد من الحزم قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن إطلاق البعض لدعوات «الجهاد» أمر محزن ويدعو إلى التعامل معه بمزيد من «الحزم»، معرباً عن تأييده بقوة لدعوة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للمعتصمين لترك الميادين والعودة إلى منازلهم وفتح صفحة جديدة، ومؤكداً أن إراقة الدماء لا تحل القضايا بل تزيد الوضع اشتعالاً، وأن علينا أن نقف صفًّا واحداً كالبنيان من أجل مصر. وشدد المفتى فى حواره لـ«الوطن» على أن دعوة «الطيب» تحقق الرغبة النبوية فى حقن الدماء، وأن الأوطان لا تُبنى بالنزاعات وإنما بالتكاتف والعمل، محذراً من أن مصر تتعرض هذه الأيام لأصعب اختبار مرت به على مدار تاريخها الطويل.. وإلى الحوار: * دعا شيخ الأزهر المعتصمين إلى العودة إلى منازلهم وفتح صفحة جديدة بحلول رمضان.. فكيف ترون هذه الدعوة؟ - الإمام الأكبر بدعوته هذه يحقق الرغبة النبوية فى حقن الدماء والتزام السلمية خوفاً على هذا الوطن وشعبه من مغبّة الدخول فى صراعات وفتن نسأل الله تعالى أن يقينا شرها، وأن ينعم على هذا البلد بالأمن والأمان فى هذه الأيام المباركة العظيمة، لأن الأوطان لا تُبنى بالنزاعات والشقاق والإحن والضغائن وإنما تُبنى بالتكاتف والوحدة والعمل. * ولكن البعض اعترض على دور الطيب؟ - فضيلة شيخ الأزهر له دور مشرف ووطنى لوقوفه إلى جانب الإرادة الشعبية لجموع المصريين التى خرجت للمطالبة بتصحيح مسار ثورة 25 يناير فى 30 يونيو، وهذا ليس بغريب على الإمام الأكبر الذى يسعى دائماً لنصرة الحق، وللرقى بمصر وتحقيق مصالح البلاد والعباد، كما أن الأزهر الشريف كان ولا يزال فى عهد الطيب نصيراً للمصريين فى الداخل والخارج، فقبل أشهر قليلة ساهم الشيخ الجليل فى الإفراج عن 103 من السجناء المصريين فى دولة الإمارات، واليوم يقف مع جموع الشعب المصرى لتحقيق مطالبهم المشروعة فى لحظة فارقة من تاريخ الوطن، ونحن على ثقة من أن الأزهر بقيادة الإمام الأكبر سيكون له دور مهم ومؤثر خلال المرحلة المقبلة. * بعض المنتمين للتيارات الدينية ينادى بـ«الجهاد» ضد مسلمين على أرض الوطن لأهداف سياسية.. ما ردكم على ذلك؟ - هذا أمر محزن حقاً، ويدعو إلى التعامل معه بمزيد من الحزم؛ لأن الإسلام حرّم سفك الدماء بل جعلها أشد حرمة عند الله تعالى من بيت الله الحرام، لقوله تعالى: (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، والنبى صلى الله عليه وسلم قال: (لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة). وإراقة الدماء لا تحل القضايا بل تزيد الوضع اشتعالاً، علينا أن نقف صفًّا واحداً كالبنيان المرصوص من أجل مصر، لكى نعلى من مصلحة هذا البلد وندفع عنه كل سوء وأن نكون على قلب رجل واحد مصداقاً لقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، حتى لا نقع فى فرقة يكون أثرها الخسران والندامة لقوله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). * وماذا عن سقوط قتلى وضحايا نتيجة لأعمال عنف قد تقع فى هذه المظاهرات؟ - نحن نرفض مثل هذه الممارسات الغريبة عن طبيعة الشعب المصرى السمحة، والإسلام لا يعرف مثل هذه الممارسات التى تنافى الطباع البشرية السليمة، وليست من الدين فى شئ بأى حال من الأحوال. وهذا يأخذنا إلى نقطة مهمة وهى التحذير الشديد من الانجرار وراء محاولات إشعال الفتن بين أبناء الوطن الواحد سواء اختلفت مذاهبهم أو اختلفت معتقداتهم؛ حيث إنها كانت سبباً فى إدخال كثير من البلاد فى دوامة من العنف لم يزل أثرها المؤسف باقياً حتى الآن، وهى أمور مرفوضة شكلاً وموضوعاً لأنه قد يعقبها فوضى لا حدود لها، وعليه فلا بد من اليقظة والحذر من خطورة الانجرار إلى الفتنة أو الاستجابة للساعين إليها، ومقابلة دواعى الفتنة بالتكاتف ووحدة الصف والانتباه إلى المخاطر التى تواجه مصرنا الحبيبة فى الوقت الراهن حتى نعبر بسفينة الوطن إلى بر الأمان. * بم تطالب القوى السياسية الفاعلة على الساحة فى الوقت الراهن؟ - أطالب كافة المتظاهرين السلميين والقوى والتيارات السياسية المختلفة بالتوحد ونبذ الشقاق، والتأكيد مرة أخرى على نبذ العنف والتخريب، وإعلاء مصلحة الوطن، امتثالاً لقوله تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)؛ فلا يحمل البعض خلافه مع الآخر سياسياً على أن يقبل بمثل هذه الممارسات المرفوضة. * وكيف يكون العلاج من وجهة نظركم للخروج من الوضع الراهن؟ - يكمن العلاج فى حل المشاكل التى تواجه الوطن، وفى ضرورة أن يترجم الانتماء الحقيقى لهذا الوطن إلى أفعال للصالح العام وليس لمصالح أو أغراض دنيوية أخرى، علاوة على ضرورة وجود دائرة اتفاق بين أبناء الوطن أكبر بكثير من دائرة الاختلاف والتركيز على ما يجمع الناس لا ما يفرقهم، والعمل هو ما سيصل بمصر إلى بر الأمان، البعد عن إثارة الشائعات وترديدها بما يضر بأمن وسلامة البلاد، والدعوات إلى العنف وإراقة الدماء، وإشاعة الفرقة والشحناء والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، وعدم التركيز على الأشياء التافهة التى تضر ولا تنفع الناس، بل التركيز فقط على ما ينفع البلاد والعباد، مع البعد عن أى نوع من أنواع الصراعات التى من شأنها أن تفت فى النسيج الوطنى، الاهتمام بالعلم والبحث العلمى لأنهما بمثابة القاطرة التى تجر مصر إلى مصاف الدول الكبرى، فمصر مليئة بالخيرات والخبرات التى ستسهم بإذن الله وبقوة فى بناء مصر فى عهدها الجديد. * هل سيختلف دور المفتى فى الفتاوى مع من يتولى حكم البلاد أياً كان انتماؤه؟ - دار الإفتاء منذ أن أنشئت عام 1895م لم يثبت أنها انحازت إلا للشرع ولكتاب الله تعالى ولسنة رسول صلى الله عليه وسلم، وستظل أبد الدهر حتى يشاء الله تعالى باقية على هذا المبدأ، ولا يهمها من فى سدة الحكم لأنها تتبع الشرع الحنيف لا أشخاصاً ولا حكاماً، فهى مؤسسة راسخة تولى الإفتاء فيها عبر القرون خيرة العلماء، ولها طريق واضح محدد فيما يتعلق بمصادرها وطرق البحث وشروطه، كما أنها صاحبة عقلية علمية عبر هذه الفترة وما قبلها، لها جذور فى التاريخ ولها خبرة إدراك الواقع، لذا فهى لا يمكن أن تهتز لاتباعها منهجاً وسطياً، لأنها مؤسسة دينية ووطنية عريقة لديها قدرة على إدراك مصالح الناس فى مقاصد الشرع. * تتعرض البلاد هذه الأيام لأحداث جسام خاصة على المستوى الاقتصادى فما رأى فضيلتكم فى هذا الأمر؟ - مصر تتعرض فى هذه الأيام لأصعب اختبار مرت به على مدار تاريخها الطويل، على المستويين السياسى والاقتصادى، وبالتالى على الجميع أن يتكاتف من أجل النهوض بالدولة بشتى السبل، سواء كان من خلال الدعم المادى أو من خلال العمل والبناء والنهضة. * ماذا عن «صندوق دعم مصر»؟ - نحن فى دار الإفتاء أصدرنا فتوى أجزنا فيها فكرة استثمار أموال الزكاة فى تطوير مشاريع استثمارية وإنتاجية لدعم الاقتصاد الوطنى بما فيها «صندوق دعم مصر»؛ من أجل حل الأزمات الاقتصادية التى تتعرض لها البلاد، لكن هذا لا يتم إلا وفق مجموعة من الضوابط والشروط، المهم أن نبنى هذا البلد كل من خلال موقعه. * يرى البعض أن المتشددين المنتمين للتيار الإسلامى يساهمون فى استمرار تشويه هذه الصورة. ما تعليق فضيلتك؟ - المتشددون يمثلون عائقاً كبيراً أمام تقدم المسلمين، وليس التشدد قاصراً على الإسلاميين فقط بل كل ما هو متشدد يمثل خطراً وعائقاً على الأمة؛ لأن فكرهم بمثابة مانع لتجديد الخطاب الدينى، وعائقاً للتنمية الشاملة التى يحتاجها العالم الإسلامى بوجه عام، ومصر على وجه الخصوص. * كيف؟ - أنا أرى أن التشدد والتعصب هو تربة صالحة للفكر المتطرف، الذى يدعو إلى تشرذم المجتمع وإلى انعزال الإنسان عن حركة الحياة، وأن يعيش وحده وفق خياله الذى غالباً ما يكون مريضاً غير قادر على التفاعل مع نفسه أو مع من يحيط به من الناس. وعلى الجانب الآخر نرى الأزهر الشريف بمرجعيته الدينية الوسطية يحاول الحفاظ على هذه الوسطية البعيدة كل البعد عن التشدد والمغالاة، ويحاول تقديم روح الدين البعيدة عن هذه العصبية المقيتة انطلاقاً من رسالته الوسطية، لما له من ثقل فى الداخل والخارج، ولما له من مكانة فى قلوب مسلمى العالم كافة والمصريين على وجه الخصوص. * فوضى الفتاوى.. كيف يمكن التصدى لها؟ - هذه نقطة مهمة، وبناء عليها سيكون الهم الأكبر عندى خلال المرحلة المقبلة هو الاهتمام بوظيفة الدار من بيان للأحكام الشرعية بطريقة منضبطة تحد من فوضى الفتاوى التى تُحدث بلبلة فى المجتمع وتقضى على ما يسمى فوضى الفتاوى، وسيكون هذا الأمر من خلال طريقتين: الأولى وهى الإسهام الفاعل فى بث مزيد من الوعى العام لدى جماهير الأمة بهذه القضية، والعمل على إرساء ما سماه بعض علمائنا «ثقافة الاستفتاء»؛ لأن هذا بمثابة التحصين من الوقوع فى هذا الإشكال، والطريقة الثانية تتمثل فى العمل الدؤوب على تصحيح المفاهيم الفاسدة. * ومم تنتج المفاهيم الفاسدة.. وأين دور الأزهر حيال ذلك؟ - المفاهيم الفاسدة تخلقها تلك الفتاوى الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا وعلى روح الإسلام الوسطى الذى اتخذه الأزهر منهاجاً له، فالمؤسسة الأزهرية هى عنوان للوسطية الإسلامية التى تسع الجميع وتحتوى الجميع، وستظل بفضل الله عز وجل مرتكزاً لكل دعوات الخير، وقيادة لا أقول روحيةً فقط، وإنما قيادة فكرية قادرة على ضبط إيقاع المجتمع إذا ظهر فيه «نشاز» بأى صورة من صوره. * ومتى ينتهى تضارب الفتاوى؟ - ينتهى بانتهاء فوضى الفتاوى ولجوء المواطنين إلى المتخصصين والعلماء عند الحصول على هذه الفتاوى، وليس استفتاء كل من هب ودب، وعدم الانسياق وراء هذه العشوائية التى تصيب الناس بالبلبلة والتشويش، لأن هذه الفوضى تحدث عندما نسمى الإجابة عن أى سؤال بأنها «فتوى»، أو نصور الرأى على أنه فتوى، لذا فنحن نؤكد أن الفتوى أمر يتعلق بالعمل، والتفريق بين المسائل والقضايا وبين الرأى والفتوى وإجابة السؤال أمر مهم جداً، وهذا سيكون من خلال المؤسسة الرسمية فقط، باعتبارها المسئولة عن الفتوى فى البلاد. مصدر الوطن |
|