بين ميدانى التحرير بقلب القاهرة، ورابعة العدوية بشرقها، اختلافات كثيرة، فى الشكل والمساحة، وفى رأى المعتصمين بهما وقضيتهم، لكن رغم الانقسام، يظهر التشابه الذى يجمع الطرفين المختلفين. هنا ميدان التحرير الذى أشعل الثورة فى 25 يناير 2011 ثم عاد مرة أخرى ليشعلها فى 30 يونية، عندما خرج الشعب بكل أطيافه ليلتحم ضد نظام جماعة الإخوان المسلمين. أما فى رابعة العدوية فهؤلاء مؤيدو النظام، احتشدوا من كل المحافظات ليتمسكوا برئيس انتخبوه، يعبر عن رأيهم وآمال جماعتهم. المرأة الظهور النسائى المبهر للمرأة المصرية أول عامل مشترك بين الميدانين، فالمرأة فى التحرير حاضرة بالصوت والصورة أعلى المنصة، وأمامها، تهتف وتقود هتاف الملايين، مؤكدة أن صوت المرأة ثورة. وفى رابعة يظهر أيضا بقوة الحشد النسائى الضخم الذى يلتحم جنبا إلى جنب ليشكل كتلة ضخمة، لم تكن بارزة واضحة هكذا من قبل، تهتف رغم اقتناعها بعورة صوتها، لتساند زوجها الخارج للجهاد فى سبيل الفكرة. المنصة منصة واحدة فقط فى ميدان التحرير، تجمع الكل، قيادات وشبابا، تذيع أخبارا تبث روح الوطنية فى جموع المتظاهرين، وتؤكد أن الشعب المصرى نسيج واحد سواء المسلم أو المسيحى ولا إقصاء لأى أحد مؤكدين أن الشعب استكمل ثورته. فى رابعة منصة واحدة أيضا، لكنها تحمل فقط قيادات الإخوان الذين يهتفون فى مكبرات الصوت، وتبادلهم الجموع الهتافات. اللجان الشعبية فى ميدان التحرير تقوم اللجان الشعبية بدورها فى تأمين الميدان من كل مداخل ومخارج الميدان ويقومون بإلقاء القبض على من يحمل سلاحا ويسلمونه للشرطة. وكذلك الحال فى رابعة حيث تقوم اللجان الشعبية بتفتيش كل من يدخل الميدان وتتأكد من أنه مناصر لقضيتها وليس مدسوسا عليهم. الإفطار الجماعى يتناول المعتصمون إفطارهم فى ميدان التحرير، ويتوافد عليهم عدد من المؤيدين لثورة 30 يونية، يمدون الكراسى والطاولات فى قلب الميدان، وفى رابعة يفترشون الحصير أمام الخيام يتناولون الطعام جماعة من خلال الوجبات الجاهزة أو من مطبخ الاعتصام الذى يقوم بإعداد الطعام لجميع المعتصمين من مؤيدى الرئيس المعزول. الباعة الجائلون الباعة فى ميدان التحرير من النساء والرجال والشباب يبيعون الأعلام والمياه الغازية والمأكولات السريعة والصفارات والكروت الحمراء. أما الباعة فى رابعة فهم من المنتمين للتيار الإسلامى، من الرجال فقط، يبيعون بوسترات عليها صورة المعزول «مرسى»، وأعلاما، ومياها غازية، وتمرا، وسواكا. الهتافات «الشعب والجيش إيد واحدة»، «مسلم مسيحى إيد واحدة»، «الشعب خلاص أسقط النظام»، الهتافات المسيطرة على ميدان التحرير هى تلك المعارضة للإخوان، والمؤيدة لخارطة الطريق التى أعلنتها القوات المسلحة بالتشاور مع القوى الوطنية. فى رابعة تختلف الهتافات تماما، فهناك يهتف الجميع «يسقط يسقط حكم العسكر»، «يا سيسى ياخائن المرسى هو رئيسى». السكان سكان منطقة التحرير يهتفون مع المتظاهرين ويعلقون الأعلام المصرية على أسطح العقارات. فى رابعة العدوية السكان خائفون ومعترضون، ويطالبون المعتصمين بالرحيل. المسيرات تجوب المسيرات شوارع القاهرة من نساء ورجال، كلهم كتفا بكتف لا يفصل بينهم أى شىء، يهتفون بقوة ضد النظام، حتى تصل الميدان وتهتف بالوحدة من مدخل عبدالمنعم رياض أو قصر النيل أو طلعت حرب أو شارع باب اللوق. المسيرات التى تصل منطقة رابعة العدوية تأتى فى سيارات مختلفة من المحافظات، ويقودها الرجال وفى نهايتها النساء وتهتف «إسلامية إسلامية». الصلاة ينادى المؤذن فى الميدان للصلاة فى مسجد عمر مكرم ويبدأ المعتصمون فى الإسراع بالوضوء للصلاة داخل وخارج المسجد فى قلب الميدان يصلى الرجال ومن خلفهم النساء. وفى رابعة هناك خيام بالقرب من المسجد تصلى بداخلها كل النساء وغير مسموح لصلاة المرأة بجوار الرجل ويدخل كل جماعة الإخوان المسلمين المسجد للصلاة. الاغانى الوطنية «بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله»، وياحبيبتى يامصر»، «واحلف بسماها وترابها»، كلها أغانى وطنية تزلزل ارجاء ميدان التحرير، والكل يرددها.. أغانى وطنية ارتبطت مع الشعب بانتصاراته. أما الأغانى فى رابعة فهى أناشيد إسلامية عن الجهاد والاستشهاد خاصة بجماعة الإخوان المسلمين، تتخللها أحيانا بعض الأغنيات الوطنية.
13 - 07 - 2013, 09:57 AM
العرض العادي
