![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القيامة عطاء وإسعاد للآخرين ![]() رسالة عيد القيامة المجيد الاحد 05 مايو 2013 لصاحب النيافة الأنبا ثيئودوسيوس أسقف الجيزة مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات (1بط1:3) في عيد القيامة المجيد نعيش ذكريات مقدسة... تتقدس بها قلوبنا... وعواطفنا ومشاعرنا وضمائرنا... فتصدر أفكارنا من العمق الروحي الذي نعيشه بالحب الذي رأيناه في قيامة ربنا يسوع المسيح فتسمو أرواحنا في انتعاش روحي يجعلنا نتأمل في قيامة السيد المسيح له المجد. في هذه المناسبة المباركة نتأمل في عطايا القيامة المقدسة. القيامة أعطت المكافأة: للذين انتظروا في الجحيم منذ آدم إلي لحظة القيامة حينما طرد آدم من حضرة الله... وحكم عليه بالموت... وصار في أرض الشقاء ومات آدم... ونزل إلي الجحيم هو وبنوه أجمعين. وفي لحظة الصلب قال اللص اليمين علي عود الصليب ليسوع. اذكرني يارب متي جئت في ملكوتك فقال له يسوع الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس. (لو23:42-43) فمات الحبيب عن الحبيب, بل مات الحبيب عن العدو والحبيب, وقام من أجل العدو والحبيب ليقيم الكل فيه. ففي يوم القيامة نزل السيد إلي الجحيم ليقدم حبا للبشرية, سبي سبيا من الأبرار والصديقين والأنبياء والذين أرضوا الله بأعمالهم الصالحة. وأعطي عطايا... وكافأهم عن كل خير قدموه... وفتح باب الفردوس ليتنعموا فيه حسب استحقاقات كل واحد منهم... فأصبح يوم القيامة هو يوم عطاء وإسعاد ومكافأة للذين جاهدوا في الفضيلة وغلبوا العالم. من عطايا القيامة والقوة: قام السيد المسيح له المجد في قوة, ففي قيامته كان أقوي من الموت لأنه ما كان من الممكن للموت أن ينتصر عليه إذ كانت فيه الحياة. وكان يحمل في ذاته قوة القيامة وكانت قيامته من الأموات هي الأولي والوحيدة من نوعها لأنه هو الوحيد الذي لم يقمه أحد. قام بذاته بقوته, وهو الذي سبق فبشر بهذه القيامة قبل موته. لذلك خشي قادة اليهود القيامة وأرادوا تعطيلها بكافة الطرق... فذهبوا إلي بيلاطس وطلبوا منه أن يضبط القبر بختم وأن يوضع عليه حجر كبير... وأن توضع عليه حراسة مشددة وفعل ذلك. ولكن السيد المسيح له المجد القائم من الأموات خرج من القبر المغلق... وأصبحت الإجراءات السابقة دليلا وشاهدا...إثباتا علي القيامة المقدسة. فكيف اليهود يبررون الأمور التي أذهلت عقولهم؟ القبر الفارغ.. وجود الحراس... ختم القبر... ففي ذلك برهان علي قوة ومجد القيامة فقوة القيامة... أذلت الموت وأخضعته, وكانت أقوي من قوة البشر التي تقتل. وقال معلمنا بولس الرسول: لأعرفه, وقوة قيامته, وشركة آلامه (في3:10) فالقيامة أعطت القوة للبشرية أن ينتصروا علي الموت فصار الموت هو شهوة القديسين كما قال معلمنا بولس الرسول: لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح, ذاك أفضل جدا (في1:23) القيامة أعطت الناس حياة النقاوة وفضيلة الرجاء وأنه لا مستحيل: الذي قام من الموت... بذاته... والذي استطاع أن يقيم الموتي من القبور مثل لعازر الذي قيل عنه: أنه أنتن... ووقف السيد ونادي لعازر لعازر هلم خارجا, فخرج لعازر حيا نعم أنه قادر أن يفعل كل شئ... فالقيامة المقدسة تعلم الناس الرجاء وعدم اليأس في كل عمل يعملونه وأصبح كل شئ مستطاعا للمؤمن (مر9:23) والشئ القوي الذي تحطم أمام مجد القيامة هو الموت وحينما تحطم الموت... تحطمت آلياته وعقباته وأعطي السيد المسيح له المجد المفهوم الأسمي للإنسان, في القيامة إنه لا مستحيل أمام الله, كما قال معلمنا بولس الرسول: أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني (في4:13) فصار للإنسان رجاء في قيامة الرب... أن صار عنصرا خالدا غير مادي, فأصبح يتمتع بمكانة سامية بين باقي المخلوقات علي الأرض... فدخل الطموح حياة الإنسان... بأنه يشتاق إلي اللانهائي وإلي غير المحدود في سمو روحي عجيب لا يدركه عقل بشري. القيامة تعطي الفرح والانتصار: لا توجد صور جميلة أجمل من صور الانتصار علي الموت, حينما انتصر السيد المسيح له المجد علي الموت إنما وهب الإنسان النصرة أيضا... لنكون مع المسيح متجلين في فضائل مسيحية تسمو بنا في الطهارة والتعفف والزهد... وعدم التعلق بالعالم الفاني حتي نكون مستحقين لبركة الحياة الأخري بعد القيامة. فتتصاغر الأمور المادية الدنيوية أمام الهدف الروخي لآمال الإنسان في السماء فيضع أمامه خلاص نفسه فيقول: ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ (مت16:26) فتسري في الإنسان قوة الانتصار ليمتلئ من الفرح الدائم علي الأرض وفي السماء وتصير الأبدية هي هدف الحياة... فيعيش بالمحبة للكل لأن القيامة المجيدة أعطت مثالا عجيبا للبذل والفداء والاهتمام والرعاية. فأصبح الإنسان بعمل القيامة فيه يعطي للآخرين ويساعدهم... ويهتم بهم ويبذل من أجلهم ويحتمل من أجل الذي احتمل... ويعطي من أجل الذي أعطي... ويغفر من أجل الذي غفر... ويفرح من أجل الذي فرح... ويحزن من أجل الآخرين... من أجل الذي أظهر مشاعره في أحزان تجاه البشرية... وينتصر من أجل الذي انتصر وظفر بالقيامة. المسيح قام... بالحقيقة قام في هذا اليوم المبارك... وفي عيد القيامة المجيد نتحد جميعا بالقلب الواحد ونعطي المجد لله ونخاطب الذين يبغضوننا كإخوة لنا نخاطبهم كما نخاطب الذين يحبوننا ويعاونوننا ويتألمون لأجلنا.. فلنصفح تماما عن كل إساءة من أجل القيامة المقدسة... وليغفر بعضنا لبعض لكي نصير مثل المسيح له المجد. لأنه صار مثلنا... ولأجلنا تواضع لكي يهبنا أن نرتفع... لتكمن بهجة العيد في معرفة الله وتقديم الشكر والحمد له. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القيامة هي قيامتنا |