منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 04 - 2013, 07:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,930

الصوم برنامج عمل

الصوم برنامج عمل



لا يمكننا الكلام عن الصوم بدون الكلام عن الصلاة ، فهما مرتبطان أرتباطا وثيقاً ، ويكمل كل منهما الآخر . فلو بدأنا الكلام عن الصلاة ، نجد أنفسنا أنه أحيانا كثيرة نكون في الكنيسة علي غير ما نحن عليه خارجها ، ففي الكنيسة نصلي ونتضرع ونستمع إلى الكلمات السامية والتي يُفترض فينا أن نعيشها كلمة كلمة ، ثم نجد أنفسنا خارج الكنيسة المقدسة مختلفون تمام الأختلاف عما كنا عليه.
في الكنيسة نتضرع لنستمد الصلاح ، وخارجها ندعي الصلاح في كل شئ. في كل منا شخصان لا شخص واحد ، الشخص كما هو داخل الكنيسة ، والشخص كما هو خارج الكنيسة . فماذا نفعل في الصوم المقدس ، وخاصة فيما يتعلق بهذه الأزدواجية ؟ في الصوم المقدس علينا أن لا نكتفي بالكلمات بل نتجاوزها إلى الأعمال ، الكثيرون يتأثرون بالعظات وبالبرامج الدينية ، أو بقراءة الكتاب المقدس ولكن كل هذا يظل لديهم مجرد كلمات دون أن تتحول إلي برنامج حياتي . تتناثر الكلمات هنا وهناك ونبقي نحن في أعمالنا حيث كنا .
في الصوم المقدس الشئ الوحيد الذي نحتاجه هو أن نجعل من الكلام برنامج حياة ، وأن يدخل مضمون الصلاة في حياتنا. عادة ننتقل من البيت إلي الكنيسة ، وفي الصوم المقدس هذا يجب أن تنتقل الكنيسة إلي البيت ، بمعني أن الكلام الإلهي يحل محل كلامنا فيغدو كل شئ في حياتنا تسبيحا لله . الصوم ما أكبره من كذبة إذا أرتضيناه غير ذلك. لنسأل أنفسنا هل الصلاة لها الأولوية في حياتنا ؟ ما هي مكانة الصلاة في أسرنا ؟ هل نتذكر أسم الله خلال يومنا ؟ هل نتذكر أسم الله قبل بداية عملنا ؟ وقبل ذهابنا للنوم ؟ هل نواجه بعضنا بعضا بالتحية والأبتسام ؟ هل أنا راض عما أقوم به ؟ هل أتقنه بالطريقة المطلوبة ؟ هل أنا حر من ذاتي لأتخذ القرار الصحيح ؟ أم أخذ قراراتي وفق ما يريحني بغض النظر عن تأثيرها السلبي علي الآخرين ؟ هل عندي ضمير يقظ ؟ هل أنا مستعد أن أضحي براحتي الشخصية في سبيل نشر السعادة لمن حولي… أم أضحي بالآخرين في سبيل سعادة نفسي ؟ …. وهناك الكثير من التساؤلات التي يمكننا طرحها في هذا المجال . إذن لننتقل من الكلام إلى برنامج العمل وبرنامج العمل هو أن ننقل الكنيسة المحصورة في المكان إلي الكنيسة التي تذهب معنا إلى البيت ، وإلي المجتمع ، وحيثما نوجد ، وبهذا نحيا حياة صادقة.
يقول لنا سفر الأمثال " قبل الخيبة الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح ، تواضع الروح مع المساكين ، ولا أقتسام الغنيمة مع المتكبرين " ( أمثال 16: 18 – 20). في هذه الكلمات دعوة إلى فضيلة التواضع ، ففي الواقع كلنا متكبر ومغرور ، والمتكبر أنسان أعمي لا يرى أبعد من شخصه ومصلحته . والكتاب المقدس يطلب منا أتخاذ التواضع نظاما لحياتنا ، وهذا النظام يفرض نفسه فرضاً مع الصوم الأربعيني . فالمتواضع شخص يمكنه أن يذهب إلى أخيه ويقول له : " لقد سبق لي أن ظلمتك يا أخي ، أسالك أن تعذرني".
إذا كنا نصوم حقا ، فالصوم برنامج عمل لا مهرجان لأستماع المواعظ ، فهو يجب أن يمتد إلى طريقة حياتنا فيغيرها ويبدلها . فليس صائما من لم يقوًم الصوم في نفسه أعوجاجاً أو يحدث أثراً ملحوظاً.
  • اليوم صوم لكن بين الصائمين من لا يجود بالتحية على أخيه ، فهل الصوم بالمقاطعة؟.
  • اليوم صوم لكن بين الصائمين من هو ممتلئ حقداً وكراهية لأخيه ، فهل الصوم بالحقد والكراهية ؟
  • اليوم صوم ، وفي البيت الواحد خصام وخلاف يزداد حدة يوم بعد يوم ، فأين الصوم من الخصام والخلاف ؟
  • اليوم صوم ، لكن بين الصائمين من يبحث عن راحته الشخصية علي حساب الآم الآخرين ، فهل الصوم بالأنانية وضياع الضمير ؟
  • اليوم صوم ، ولكن بين الصائمين من يمارس الصوم كطقس وشكليات فقط ، فهل الصوم هو مظهر فريسي غير مرتبط بمعاملاتنا اليومبة؟
  • اليوم صوم ، ولكن هناك من ينتقم ولا يستطيع أن يغفر، فأين الصوم من الانتقام والشر ؟
لذلك يلزمنا شن حرب لا هوادة فيها ضد الشرور التي بداخلنا ، طالبين من الرب أن يملأنا بروحه القدوس ، ليحولنا شيئا فشيئاً إلى التشبه بأبنه يسوع المسيح ، ولنضئ بأعمالنا تمجيدا لله . " فليضئ نوركم قدام الناس ، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات " ( مت 5 : 14 – 16). وخلاصة القول أود أن أذكر هنا ما قاله أحد الأشخاص في هذا الشأن :

" أن الله يريدك أنت ، قبل كل الأصوام والصلوات والعبادة ، لا يريدك عضواً في جمعية خيرية وبيتك خال من المحبة والسلام . أو صاحب منصب وقلبك خال من جمال الأمانة والرحمة ، الله نور والنور لا يلتقي مع الظلام. فيا أيها اللذين يقولون نحن من المؤمنين بالله .. قولوا أولا نحن من المؤمنين بالأنسان ، فالإنسان هو الدرب إلى الله . يا من تصلي ليلاً ونهاراً، قم أوف ما عليك من محبة والتزام ثم عد إلى صلاتك .. فالصلاة لا تقبل إلا من قلوب أمينة. يا من تصوم كل الأصوام المفروضة شرعا ، أقم العدل والمساواة ، ليكون صومك مقبولاً أمام العادل المطلق . يا من تقيم معبداً لله من حجارة .. أقم معبداً في قلبك فالله ليس في حاجة إلى حجارة ، وإنما هو الذي يطلب قائلاً يا أبني أعطني قلبك " .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصوم الكبير قسمة الصوم المقدس (الصوم والصلاة) للقمص يوسف اسعد - بلغة الأشارة
لحن جى بنيوت مرد الانجيل في الصوم الكبير - من برنامج ما وراء الألحان
الصوم الكبير _ اروع عظة عن الصوم لقداسة البابا شنوده الثالث _ تداريب الصوم المقدس ♥️
الصوم الصوم للنفس ثبات - مديح الأحد الثالث من الصوم الكبير - الشماس بولس ملاك
برنامج الكنيسة في الصوم الكبير


الساعة الآن 05:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025