![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم برنامج عمل ![]() لا يمكننا الكلام عن الصوم بدون الكلام عن الصلاة ، فهما مرتبطان أرتباطا وثيقاً ، ويكمل كل منهما الآخر . فلو بدأنا الكلام عن الصلاة ، نجد أنفسنا أنه أحيانا كثيرة نكون في الكنيسة علي غير ما نحن عليه خارجها ، ففي الكنيسة نصلي ونتضرع ونستمع إلى الكلمات السامية والتي يُفترض فينا أن نعيشها كلمة كلمة ، ثم نجد أنفسنا خارج الكنيسة المقدسة مختلفون تمام الأختلاف عما كنا عليه. في الكنيسة نتضرع لنستمد الصلاح ، وخارجها ندعي الصلاح في كل شئ. في كل منا شخصان لا شخص واحد ، الشخص كما هو داخل الكنيسة ، والشخص كما هو خارج الكنيسة . فماذا نفعل في الصوم المقدس ، وخاصة فيما يتعلق بهذه الأزدواجية ؟ في الصوم المقدس علينا أن لا نكتفي بالكلمات بل نتجاوزها إلى الأعمال ، الكثيرون يتأثرون بالعظات وبالبرامج الدينية ، أو بقراءة الكتاب المقدس ولكن كل هذا يظل لديهم مجرد كلمات دون أن تتحول إلي برنامج حياتي . تتناثر الكلمات هنا وهناك ونبقي نحن في أعمالنا حيث كنا . في الصوم المقدس الشئ الوحيد الذي نحتاجه هو أن نجعل من الكلام برنامج حياة ، وأن يدخل مضمون الصلاة في حياتنا. عادة ننتقل من البيت إلي الكنيسة ، وفي الصوم المقدس هذا يجب أن تنتقل الكنيسة إلي البيت ، بمعني أن الكلام الإلهي يحل محل كلامنا فيغدو كل شئ في حياتنا تسبيحا لله . الصوم ما أكبره من كذبة إذا أرتضيناه غير ذلك. لنسأل أنفسنا هل الصلاة لها الأولوية في حياتنا ؟ ما هي مكانة الصلاة في أسرنا ؟ هل نتذكر أسم الله خلال يومنا ؟ هل نتذكر أسم الله قبل بداية عملنا ؟ وقبل ذهابنا للنوم ؟ هل نواجه بعضنا بعضا بالتحية والأبتسام ؟ هل أنا راض عما أقوم به ؟ هل أتقنه بالطريقة المطلوبة ؟ هل أنا حر من ذاتي لأتخذ القرار الصحيح ؟ أم أخذ قراراتي وفق ما يريحني بغض النظر عن تأثيرها السلبي علي الآخرين ؟ هل عندي ضمير يقظ ؟ هل أنا مستعد أن أضحي براحتي الشخصية في سبيل نشر السعادة لمن حولي… أم أضحي بالآخرين في سبيل سعادة نفسي ؟ …. وهناك الكثير من التساؤلات التي يمكننا طرحها في هذا المجال . إذن لننتقل من الكلام إلى برنامج العمل وبرنامج العمل هو أن ننقل الكنيسة المحصورة في المكان إلي الكنيسة التي تذهب معنا إلى البيت ، وإلي المجتمع ، وحيثما نوجد ، وبهذا نحيا حياة صادقة. يقول لنا سفر الأمثال " قبل الخيبة الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح ، تواضع الروح مع المساكين ، ولا أقتسام الغنيمة مع المتكبرين " ( أمثال 16: 18 – 20). في هذه الكلمات دعوة إلى فضيلة التواضع ، ففي الواقع كلنا متكبر ومغرور ، والمتكبر أنسان أعمي لا يرى أبعد من شخصه ومصلحته . والكتاب المقدس يطلب منا أتخاذ التواضع نظاما لحياتنا ، وهذا النظام يفرض نفسه فرضاً مع الصوم الأربعيني . فالمتواضع شخص يمكنه أن يذهب إلى أخيه ويقول له : " لقد سبق لي أن ظلمتك يا أخي ، أسالك أن تعذرني". إذا كنا نصوم حقا ، فالصوم برنامج عمل لا مهرجان لأستماع المواعظ ، فهو يجب أن يمتد إلى طريقة حياتنا فيغيرها ويبدلها . فليس صائما من لم يقوًم الصوم في نفسه أعوجاجاً أو يحدث أثراً ملحوظاً.
لذلك يلزمنا شن حرب لا هوادة فيها ضد الشرور التي بداخلنا ، طالبين من الرب أن يملأنا بروحه القدوس ، ليحولنا شيئا فشيئاً إلى التشبه بأبنه يسوع المسيح ، ولنضئ بأعمالنا تمجيدا لله . " فليضئ نوركم قدام الناس ، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات " ( مت 5 : 14 – 16). وخلاصة القول أود أن أذكر هنا ما قاله أحد الأشخاص في هذا الشأن : " أن الله يريدك أنت ، قبل كل الأصوام والصلوات والعبادة ، لا يريدك عضواً في جمعية خيرية وبيتك خال من المحبة والسلام . أو صاحب منصب وقلبك خال من جمال الأمانة والرحمة ، الله نور والنور لا يلتقي مع الظلام. فيا أيها اللذين يقولون نحن من المؤمنين بالله .. قولوا أولا نحن من المؤمنين بالأنسان ، فالإنسان هو الدرب إلى الله . يا من تصلي ليلاً ونهاراً، قم أوف ما عليك من محبة والتزام ثم عد إلى صلاتك .. فالصلاة لا تقبل إلا من قلوب أمينة. يا من تصوم كل الأصوام المفروضة شرعا ، أقم العدل والمساواة ، ليكون صومك مقبولاً أمام العادل المطلق . يا من تقيم معبداً لله من حجارة .. أقم معبداً في قلبك فالله ليس في حاجة إلى حجارة ، وإنما هو الذي يطلب قائلاً يا أبني أعطني قلبك " . |
|