![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصدوقيون ![]() كتب المؤرخ يوسيفوس فلافيوس لقرائه الهللينة تفاصيل عديدة عن الجماعات والحركات المتنوعة داخل اليهودية في القرن الأول الميلادي: "لدى اليهود 3 أنواع من المدارس الفلسفية: مدرسة للفريسيين، والثانية للصدوقين والثالثة تعيش حياة متقشفة جداً ويسمى أتباعها "أسينيون" . وشبه الربيون كثيراً الصدوقين بالأبيقوريين، التي كانت فلسفتهم متجهة أساساً للحياة الرضية. اختفى الصدوقيون بعد خراب أورشليم سنة 70م ولذلك فكل معلوماتنا عنهم نعرفها بطريقة غير مباشرة. واستناداً على هذه المعلومات نستطيع أن نؤكد أنهم لم يكونوا مدرسة فلسفية تشبه مدرسة الأبيقوريين. الاسم يعود إلى الكاهن صادوق الذي كان رئيس الكهنة أيام سليمان الملك (1مل 2:35) اعتبره أعضاء هذه الجماعة جدهم. ويعهد حزقيال في رؤياه الكبرى (حز 40-48) إلى الصدوقيين الخدمة الكهنوتية (حز 40: 46؛ 43: 19؛ 44: 15؛ 48: 11). لقد ساهم الصدوقيون في إعادة بناء الجماعة اليهودية بعد العودة من السبي واهتموا باعتبارهم الكهنة الشرعيين بالعبادة في هيكل أورشليم. وكانت نهاية هذه العائلة العريقة، في فترة حكم أنطيوخوس الرابع نهاية بائسة. إذ استطاع ياسون المتهلن أن ينتزع رئاسة الكهنوت من شقيقه أونيا وبدأ يشجع اليهود على اقتباس وممارسة العادات اليونانية من ارتياد المضامير الرياضية وخلافه. ووضعت ثورة المكابيين حداً لانتشار الثقافة والعادات اليونانية بين الشعب. حتى عندما اغتصب الحشمنايون سلطان رئاسة الكهنة، استمر أبناء الصدوقيون في الهيكل أعمال العبادة ويقومون بمهام الكهنوت. ولم يكن في استطاعة الحشمنايين أن يوطدوا حكمهم دون استمالة الأستقراطية الكهنوتية بأورشليم. لأن دور الكهنة وتأثيرهم في الحياة السياسية كان عظيماً. ولم يقبل كل الكهنة التعاون مع الحشمنايين. فانفصلت جماعة من المتشددين والتفت حول معلم العدل. وحافظت على أدق ترتيبات الشريعة. واصطدمت هذه الجماعة برئيس الكهنة، فانسحبت إلى ضفاف البحر الميت وسمت نفسها "جماعة العهد" تحت قيادة أبناء صادوق وبذلك يكون الصدوقيون جماعتين: جماعة على ضفاف البحر الميت، وجماعة بقيت في الهيكل تمارس مهام الكهنوت. انبثقت جماعة الصدوقين من الأوساط الكهنوتية العليا ومن العائلات ذات النفوذ في أورشليم. فمن حيث الأصل كانوا يشعرون بضرورة المحافظة، ولكن المهام التي أوكلت إليهم دفعت إلى أن يكونوا واقعيين، لذلك تفاعلوا مع الأحداث. وتحت حكم المملكة سالومي ألكسندرا ضعف تأثيرهم للغاية. وعندما دخل رجال الكتاب: الفريسيون كأعضاء في السنهدرين، حتى وإن استمرت الأغلبية فيه للصدوقيين إلا أنهم كانوا يراعون أراء الفريسيين. تمسك الصادوقيون بأدق تفاصيل الشريعة، ولذلك قاوموا التقليد الشفهي الذي كان الفريسيون يقدرونه ويولونه مكانة عظيمة. لقد رفضوا أن يولوا التقليد الشفهي نفس مكانة واحترام النص المكتوب. وقام بعضهم بالاهتمام بالكتب ودراستها ومحاولة تفسير الشريعة. لم يؤمنوا لا بالملائكة ولا بالشياطين ولا بالقيامة من بين الأموات في اليوم الأخير. ويكشف سؤالهم ليسوع (مت 22: 23-28) عن اعتقادهم هذا بعدم قيامة الموتى. يرفض يسوع هذا الرأي. لأنه عندما يقوم الناس من بين الأموات يمكن مقارنة حياتهم بحياة البشر الأرضيين: يرتكز الإيمان بقيامة الموتى على شريعة موسى: الله هو إله إبراهيم واسحق ويعقوب وهو إله أحياء وليس إله أموات. إذاً إبراهيم واسحق ويعقوب هم أحياء بعد موتهم. فاق الصادوقيون الفريسيين حرصاً على السبت ورفضوا كل محاولات التحصينات والتقسيمات التي لجأ إليها الفريسيون بطريقة ذكية جداً، والعقاب الذي يوقع على المخالف كان يجب أن يكون مطابقاً تماماً لمقتضيات الشريعة وبذلك كان الحكم بالإعدام الذي تنطق به المحكمة، ينفذ بالرجم. امتاز الصادوقيون بالمهارة السياسية الفائقة. ظهرت مهارتهم أثناء حكم الحشمنايين. مكنتهم هذه المهارة من تولي أعلى المناصب في أورشليم تحت حكم هيرودس وحكم الولاة الرومان. فكان رؤساء الكهنة يختارون من جماعتهم. وحاول الصادوقيون أن يجمعوا بين المحافظة على الإيمان وبين العيش بموجب متغيرات العصر. لذلك قبلوا دائماً الحكام أياً كانوا وحاولوا أن يحدو من عداء الشعب اليهودي تجاه الرومان. لذلك قاوم الصادوقيون الغيورين لأنهم كانوا يبثون في الشعب روح العداء للسلطة الوثنية. ولكن في الواقع كان تأثير الصادوقيين في الشعب محدوداً، كما يذكر يوسيفوس فلافيوس : "حتى وإن كانوا قد وصلوا إلى مناصب عليا كانوا يمتثلون ولو مرغمين لرأي الفريسيين خوفاً من لفظ الشعب لهم. وعندما اندلعت الثورة ضد الرومان، حاول الصادوقيون بلا جدوى تفادي الصدام المسلح. وبسقوط أورشليم انتهى دور الصادوقيين ووجودهم. بعد سقوط أورشليم وخراب الهيكل (سنة 70) قاد الفريسيون وحدهم حركة إعادة بناء الجماعة. |