![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
كم هو عظيم هذا المثل الذي قاله سيدنا يسوع المسيح له المجد في انجيل لوقا :
كان لرجل تينة مغروسة في كرمه أي بستانه فجاء يطلب فيه ثمرا ولم يجد فقال للكرام أي البستاني : لي ثلاث سنوات آتي واطلب ثمرا في هذه التينة فلا أجد ،فأقطعها ولا تعطل الأرض ،فأجاب الكرام وقال :يا سيد دعها هذه السنة أيضا حتى افلحها وازبلها أي يسمدها ،فان أثمرت كان بها وإلا فتقطعها فيما بعد ((لو13 : 6 -10)). هكذا الله وعلى غرار صاحب الكرم يتوجه الى جميع النفوس طالبا فيها ثمار القداسة فلا يجد ما يرضيه فيقول حينئذٍ "لا فائدة في حياة هذا الإنسان لان حياته باطلة عقيمة فالأحرى ان يُقطع ويُطرح خارجا حتى تقوى نعمتي وتكثر في الآخرين الذين يعطلهم بوجوده "ولكن فادينا المخلص يسوع له المجد بحبه الغير متناهي لنا واللامحدود يطلب من أبينا السماوي الله تعالى أن يتمهل قليلا لان نفس هذا الإنسان قد اشتراها بدمه وبذل من اجلها الكثير وسيبذل أقصى الجهود لعلها تثمر في المستقبل وإلا فسيسلمها لعدالة الله . نعم أحبائي المباركون عجيب هو حب قلب يسوع ،فانه يتأنى ويتمهل على الخاطيء ،بل يتجاوز كل حدود اللطف والحنان وعطفه لا يقف عند حد وإذا ما وجد حياتنا على هذه الأرض رديئة وفاسدة فانه يعمل على إصلاحها وخلاصها بلا كلل ولا ملل وفي كل وقت . فهو مثل الكرام يعزق حول النفس أولا لان الزرع قد خنقته الأعشاب والأشواك أي هموم الدنيا ومشاغلها وملذات الحياة ومتاعبها فيضطر يسوع ان يقلع كل ما يخنق النفس ويتركها أسيرة لشهواتها ..نعم ، يسوع يصبر ويعمل لخلاصنا بلا كلل ولا ملل ليحرر نفوسنا وينقذنا من نير العبودية .فما خلاصنا إلا من صنع يديه وقبولنا له ،فلنخضع لعمله فينا كما تخضع الشجرة الصغيرة للكرام الذي يقلمها وينقيها . إن عطف يسوع ومحبته لنا لا يوصفان فهو ينتظرنا بلا كلل ولا ملل فلنذهب ونُقر بخطايانا ونجدد محبة قلبه لنا . بعد كل هذا أحبائي المباركون ماذا تنتظرون هلمو الى يسوع هلمو دون تردد فهو فاتح ذراعيه المباركتين ومستعد لاستقبالنا جميعا مهما كنا ومهما كانت ذنوبنا وخطايانا ( ها أنا واقف واقرع على الباب إن سمع احد ي وفتح الباب ادخل إليه وأتعشى معه وهو معي ) |
|