![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنا في عين الله (2)
![]() يعيش الإنسان في هذا العالم غير مدركاً، أو بالأحرى يتجاهل ذلك، أن الله يراه من فوق في كل لحظة من حياته، وأنه يهتم به ويراقبه حتى ينضج، ليرى هل سيحقق الهدف الذي خلقه من أجله؟. الله يريدنا أبناءً للملكوت لذلك يراقبنا بعينين كلهما رجاء وأمل منتظراً أن نتصرف كأبناء له لا كغرباء عنه، هذه المراقبة تكون على صعيدين: كيف نعيش حياتنا الخاصة، وأين الله منها؟؟ كيف نتعامل مع الأخر قريبنا، وأين الله فيها؟؟ أنا لن أجيب على هذه السؤالين بل سأذهب إلى أبعد من ذلك وسأذهب على قرب الله وأنظر معه إلى البشر في حياتهم وسأحاول أن أجيب عن الله (مجازياً) عن هذين السؤالين: فوجدت أن الله يراني من علاه: استيقظ كل يوم، أقوم بأعمالي الاعتيادية، أبحث عن التسلية والترفيه والاسترخاء والراحة محاولاً أن أقضي نهاري بشكل يرضي ميولي ورغباتي، يراها برضا إن كانت بعيدة عن الخطيئة، بالوقت ذاته يراقب جهادي ضد أهوائي التي تدفعني لارتكاب الخطيئة، وضد الشيطان الذي يستغل كل ضعف فيا كي يدفعني للوقوع في الكبرياء وحب الذات وفي الكثير من الأهواء التي تشكل جذراً أساسياً للخطيئة. فيتسأل لماذا لا أنتبه لهذه الأمور؟ ولماذا لا تعنيني؟ مع أنها هي الأساسية في خلاصي من سطوت الشيطان، وثم يسأل لماذا لا أطلب معونته إلا بعد الوقوع في الشر!! ؟؟ كان الأحرى بي أن أطلب كل يوم وهو سيدافع عني و سيقويني في لحظات ضعفي، ولكنه رغم نسياني وتجاهلي وأحياناً رفضي له فهو يساعدني. هو لا يراني عضواً في جسده أي في الكنيسة بل يراني لا مبالياً بها معتبراً إياها عالماً بعيداً عن عالمي الخاص لا بل يراني محارباً إياها أو فارضاً عليها آرائي وأنها برأي لا تسير بشكل صحيح لأنها لا تنفذ أفكاري ولا تطبق ما أراه. هو يراني لا أسأل سوى عن حياتي وكيف سأجني المال وسأحصل على الشهادات وأبني وأنجح ناسياً أن أذكره هو خالقي، ناسياً أنه يدعوني لبنوته كي أكوناً أبناً من أبناء ملكوت السماء لا يعرف الموت أبداً. هو يراني كيف أتعامل مع الآخرين فيرى التسلط والكبرياء والتصارع من سيكون الأفضل في نظر الآخر ومن سيكون بالمرتبة الأولى ومهما كان الثمن ولو كان بقهر القلوب أو باستغلال الخطيئة من كذب وقتل ورياء. فياترى كيف يراني الله أبناً أم غريباً؟؟؟؟؟؟ وأنا أسألك يا رب: أبعد تنظر إلى وتنتظرني أن آتي إليك؟؟؟؟ أتبكي علي أم تترجى عودتي؟؟؟؟ هل ستصرخ في وجهي وتقول كفاك غربة عني يا بني، أم ستنتظرني على قارعة الطريق بشوق لعودة ابنك من غربته؟؟؟؟ |
|