![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المزمور التاسع عشر: رب الأكوان ![]() همسات الروح: تأمل في سفر المزامير المزمور التاسع عشر هو مزمور حمد ومديح، يُنشده المرنّم لله خالق الكون الذي أعطى الشريعة لشعبه. فالإله الخالق هو ذاته الإله المخلّص، وكلّ ما تحسبه الشعوب المجاورة آلهة كالشمس وغيرها، إنما هي مخلوقات، تمجّد الخالق وتدعو الإنسان إلى إنشاد الحمد له.يمجد المزمور الرب "يهوه" الذي له علاقة فريدة بشعبه، تحيي كل جانب من جوانب وجودهم وتُضفي عليهم البهاء. ويرى بعض الدارسين إن هذا المزمور يحوي تسبحتين منفصلتين [1-6؛ 7-14]، بينما يؤكد آخرون وحدة المزمور. فهو يظهر إعلان الله عن نفسه لتثقيف أبنائه بثلاثة طرق هي: الخليقة، والكتاب المقدس، والخبرة الحياتية؛ حيث ُتعلن الخليقة عن قدرة الله ومجده، أما كلمته فتعلن حبه وسرّ قداسته الذي يعمل لتقديسنا، ومن خلال خبرتنا اليومية نكتشف العلاقة الشخصية بين الله وكل كائن من الكائنات المخلوقة ، يتحقق ذلك كله من خلال نعمة الدخول معه في علاقة خاصة. يحمل المزمور تفاؤلاً روحياً واتجاهاً مسكونياً قويا فهو يتضمن: 1. تقديراً للكون في كلّيته؛ عالم يغلفه الله بمجده. 2. تتطلب هذه الرؤية الكونية حفظ سرّ الإيمان، لئلا يضيع أو يتلاشى في موكب الحياة. فالمزمور يطبق هذا المجد ويعكسه على حياتنا اليومية من خلال القوانين الطبيعية. 3. يؤكد المزمور على وجود تفاعل وتناغم عميق بين ليتورجية الكون وليتورجية الصلاة البشرية. كأن الطبيعة في شهادتها بعمل الله ليست منفصلة عن عبادة البشر له وتمجيدهم إياه. 4. ليست الخطية هي ثمرة الإرادة الشريرة للفرد البشري وحده، إنها تلقى بظلالها حتى على المثاليات والصلاح في ضمير الإنسان. هكذا نلاحظ أن الإعداد من [1-6] هي "مزمور الطبيعة"، كالمزمور الثامن، مع تركيز أعظم على إظهار إبداع الله، بالتأمل في جلال الله المعلن في الخليقة بشيء من الرهبة؛ وانعكاس فكر كاتب المزمور الثامن يكمن بالأكثر في التركيز على العلاقة بين الخالق وخليقته. أما هذا المزمور فقد ركز على إعلان الله في الخليقة؛ فالخليقة كلها في خدمة الله، وواجبها كأداة إعلان، يكمن في أن تتغنى بحمده؛ فالسموات والنهار والليل كلها شهود وُهبت القدرة على الحديث عن الجلال الإلهي وعظمة الخالق؛ فالسيد يُعرف من خلال أعماله. لا يُذكر اسم "الله" في هذا القسم إلا مرة واحدة. وقد استخدم اسم "إيل أو إلوهيم"، أي القدير أو إله الآلهة، بكونه اسم الله الخالق. أما القسم التالي للمزمور ( 8- 15) فهو إعلان الوحي الإلهي في الكتاب المقدس، إعلان عن الله الفاعل في حياة البشر. حيث يعلن الله عن ذاته من خلال كلمته الفاعلة في حياة البشر اليومية، ويتغنى المرنّم بشريعة الله الموحاة إلى شعبه والتي تُدير حياة أبناءه وتوجّه قلوبهم نحو خالقهم، لذلك نراه يستخدم اسم "يهوه"، وهو الاسم الخاص بالله الذي تجلى لموسى في العليقة ليقيم عهداً مع البشر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المزمور التاسع - الكلمات والأفكار المحورية (مفتاح المزمور) |
المزمور التاسع - مناسبة المزمور |
من المزمور التاسع |
المزمور التاسع |
المزمور التاسع عشر |