![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من هو المسيح؟ قدم لنا المسيح نفسه بإعتباره: 1. إبن الله υἱὸς τοῦ Θεοῦ :"...لأني قلت إني إبن الله" (يو36:10) 2. إبن الإنسان υἱὸν τοῦ ἀνθρώπου :"الحق الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على إبن الإنسان" (يو51:1) [راجع (مت63:26-64)، (يو 13:3)، (يو26:5-27)] هذان اللقبان "لايمكن أن نفهم أحدهما بدون الآخر، فكل واحد منهما يُبرّر وجود الآخر ويرتبط به،لأن لقب ’إبن الله‘ لم يُعرف قط إلا على أساس تجسد الكلمة، لما تجسد إبن الله إُستُعلنَ أن الله أبوه"[1]. وكذلك فى تجسده مولوداً من العذراء مريم ومن الروح القدس، بدون رجل، دُعيَ ’إبن الإنسان‘ لأنه تخطى آدم والزرع البشرى. لذلك عندما نسمع كلمة ’إبن الإنسان‘ نُدرك في الحال أنه إبن الله فى الجسد، فاللقبين أصبحا فقط للمسيح: " يُستخدم الواحد: ’إبن الله‘ لكى يكشف لاهوته، ويُستخدم الآخر ليستعلن أنه هو ’إبن الإنسان‘ "[2]. هكذا إذن إيماننا بيسوع المسيح الإله المتجسد Incarnated God –والذى لخصه لنا قانون الإيمان النيقاوى[3]- مبني على تصريح المسيح نفسه أنه إبن الله وإبن الإنسان فى ذات الوقت، فالإبن الكلمة إتخذ لنفسه جسداً كاملاً من نفس جسد بشريتنا فى إتحاد فائق Hypostatic Union بين الطبيعة الإلهية الغير مُدركة، والطبيعة البشرية المائتة. هذا الإتحاد كان إتحاداً متميزاً جداً، يقول عنه القديس كيرلس الإسكندري[4]: "طبيعة الكلمة لم تتحول إلي طبيعة الجسد، ولا طبيعة الجسد تحولت إلي طبيعة الكلمة، ولكن كل منهما ظلّت كما هي فى ذاتيتها بحسب طبيعة كل منهما فىحالة إتحاد فائق الوصف والتفسير وقد ظهر لنا من هذا طبيعة الإبن الواحدة"[5] أي طبيعة الإله المتجسد. أي إنه "من الخطأ أن نقول أن المسيح إله كامل وإنسان كامل (بصورة منفردة) كما يقولون كأنهما أثنان، بل هو الإله المتأنس الحامل لجوهر اللاهوت والناسوت معاً بلا تفريق، فالمسيح ليس إثنين الله وإنسان، بل واحد الإله المتأنس أو المتجسد ’الله ظهر فى الجسد‘ (1تى16:3)"[6]، وهكذا كان تعلّيم القديس كيرلس الإسكندرى: "أن الذي تكون من الطبيعتين هو واحد فقط. ونحن لا نفصل الرب الواحد يسوع إلى إنسان وحده وإله وحده، بل نؤكد ان المسيح يسوع هو واحد"[7]، ويضيف عن طبيعة هذا الإتحاد: "ليست هي عملية تعاون بين طبيعتين على بسيط الحال ولاهى أيضاً تداخل (إختلاط) ولكنها إتحاد الكلمة المتجسد، هو واحد ولايمكن أن يوجد هناك إزدواج فى شخصية الفادي الواحد المتأنس"[8]. بمعنى أن أقنوم الكلمة فى إتخاذه جسداً، ظَهَرَ في طبيعة واحدة هى طبيعة الكلمة المتجسد،"هذه الطبيعة الواحدة ليست هي اللاهوت فقط ولا الناسوت فقط بل هي طبيعة التجسد الإلهى"[9]، وبسبب هذا الإتحاد الفائق، فإن ما يفعله المسيح بحسب ناسوته مثل التألم والحزن والجوع والعطش والموت يُحسب لطبيعة الكلمة المتجسد الواحدة،أن الإله المتجسد قد جاع وعطش وتألم بالجسد. لكن لا يمكننا أن نفصل فى الطبائع لنقول أن الإنسان الكامل فى يسوع المسيح هو فقط الذى جاع وعطش وتألم، وبعبارة أخرى "أن الجسد الذي وحّدَه بنفسه هو جسده الخاص بحيث ان آلام هذا الجسد هى آلامه الخاصة مع أن الأم لا يقع على اللاهوت الكلمة بل على إنسانيته (أي جسده)، لكن لأن الجسد هو جسد الكلمة الخاص فإن آلام هذا الجسد تُنسب إلي الكلمة الذي هو صاحب هذا الجسد"[10]، المسيح "بصفته إنساناً مات وبصفته إلهاً قام من الأموات وغلب الموت وأخضعه لنفسه"[11]. هكذا كان إتحاد التجسد تاماً حقيقياُ لا يمكن التعبير عنه إلا فى "الطبيعة الواحدة لله الكلمة المتجسد μια φυσις του θεου λογον σεσαρκωμενη"، يشرح القديس كيرلس مفهوم وحدانية هذه الطبيعة بصورة أوضح قائلاً: "إن إنسانية المسيح كانت كاملة وتامة،لكن لم يكن لها وجود مستقل في لحظة من الزمن anhypostasis"[12]، وهو نفس ما عبّرَ عنه يوحنا الإنجيلي فى (1يو1:1): "الذي كان منذ البدء Ο ἦν ἀπ᾿ ἀρχῆς الذي سمعناه ، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا". ------------------------------------------------ [1] الأب متى المسكين، المسيح حياته، أعماله، دير أبو مقار 1998 ص101 [2] المرجع السابق ص101 [3] "نؤمن برب واحد يسوع المسيح المولود من الآب قبل كل الدهور... إله حق من إله حق...تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس" [4] "كيرلس الإسكندرى (كيرلس الكبير عامود الدين): بطريرك الإسكندرية(380-444)، أحد كبار المدافعين عن الإيمان القويم رداً على البدعة النسطورية، ترك مؤلفات دفاعية وعقائدية هامة إلى جانب شروحة للكتاب المقدس"، الأب صبحي حموي اليسوعي، معجم الإيمان المسيحي، دار المشرق، بيروت 1998 [5] Fr.Tadros Y.Malaty, Monophysites vs. Miaphysites, St. George Church Sporting, Alexandria, 2005, p.13 [6] الأب متى المسكين، المسيح حياته، أعماله، ص102 [7] القديس كيرلس الإسكندري، تفسير إنجيل لوقا، نصوص أبائية 116، مؤسسة القديس أنطونيوس، القاهرة 2007، ص33 [8]Fr.Tadros Y.Malaty, Monophysites vs. Miaphysites,p.5 [9] الأنبا بيشوي مطران دمياط والبرارى، الكريستولوجيا، محاضرات الكلية الإكليريكية بالإسكندرية، 1990 [10] المرجع السابق [11] الأب متى المسكين، الإيمان بالمسيح، دير أبو مقار 1993 ص102 [12] Everett F.Harrison, Baker's Dictionary of Theology, Grand Rapids, Michigan 1979 |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() شكراً أختى مارى على مشاركتك المثمرة
ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
|