![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من الموت إلى الحياة الولادة الجديدة![]() يظل الإنجيل كتابا غامضا إلى أن نجد المفتاح الذي يفك غموضه. بعد ذلك لا يعود يكون لغزا غامضا ويصبح رسالة لكل من يقراه. هناك كلمتان تفكان غموض الإنجيل وتجعلنا نفهمه – وهاتان الكلمتان هما: الحياة والموت. لقد كان الموت لغزا غامضا في كل العصور. يقف العلم صامتا أمامه, فهو لا يستطيع أن يشرحه. تتحول الفلسفة إلى قصائد شعرية خيالية عند الاصطدام بهذا العدو المرعب للإنسان. ولقد تناوله العلم اللاهوت في عبارات إجمالية غير واضحة عندما حاول أن يشرحه. إن الموت, ذلك العدو المولع بمطاردتنا بدا عمله منذ نشاه الجنس البشرى على مر القرون , ولا يزال يتتبع الإنسان حتى وقتنا الحاضر. لم يكن الموت جزءا من الخليقة, ولم يكن جزءا من خطة الله الأصلية. بل أن الموت الجسدي هو عدو لله وعدو للإنسان, إذ يقول الإنجيل في ( 1 كورنثوس 15 : 26 ) "وَآخِرُ عَدُوٍّ يُبَادُ هُوَ الْمَوْتُ. ذَلِكَ بِأَنَّهُ قَدْ «أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ" . وقبل إن نفهم طبيعة الموت, علينا أن نفهم طبيعة الإنسان. أن الإنسان ليس كائنا جسديا ماديا. انه روح. وفى الحقيقة. أن الإنسان هو روح له نفس وجسد ( 1 تسالونيكى 5 : 23 ) . عندما قال يسوع لنيقوديموس, "000 إِنَّكُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى الْوِلاَدَةِ مِنْ جَدِيدٍ " ( يوحنا 3 : 7 ), كان نيقوديموس, يفكر في هذا الموضوع تفكيرا طبيعيا لذلك سال قائلا: "فَسَأَلَهُ نِيقُودِيمُوسُ:كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ كَبِيرُ السِّنِّ؟ أَلَعَلَّهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً ثُمَّ يُولَدَ؟" فأوضح يسوع قائلا :"فَالْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ هُوَ جَسَدٌ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." ( يوحنا 3 : 4 , 6 ) . هي إعادة ولادة الروح البشرية الإنسان في جوهره هو روح. والروح تعمل من خلال النفس ( العقل و العاطفة و الإرادة ). والنفس بدورها تعمل من خلال الجسد المادي. وألان وقد عرفنا أن الروح والنفس تسكنان في جسد الإنسان, فالإنسان إذا ( الذي هو روح ) ونفسه يسكنان في جسد مادي. هل انتقلت من الموت الروحي إلى الحياة الروحية ؟فعند الموت الجسدي, يغادر الإنسان روحا ونفسا الجسد المادي ويذهب إلى موطنه الأبدي. وقد أعطانا المسيح في ( لوقا 16 : 19 – 24 ) اختبار الغنى ولعازر. ( لوقا 16 : 19 – 24 ) "كَانَ هُنَالِكَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ، يَلْبَسُ الأُرْجُوَانَ وَنَاعِمَ الثِّيَابِ، وَيُقِيمُ الْوَلاَئِمَ الْمُتْرَفَةَ، مُتَنَعِّماً كُلَّ يَوْمٍ (20)وَكَانَ إِنْسَانٌ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، مَطْرُوحاً عِنْدَ بَابِهِ وَهُوَ مُصَابٌ بِالْقُرُوحِ (21)يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ الْمُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ. حَتَّى الْكِلاَبُ كَانَتْ تَأْتِاي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. (22)وَمَاتَ الْمِسْكِينُ، وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. ثُمَّ مَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ (23)وَإِذْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَهُوَ فِي الْهَاوِيَةِ يَتَعَذَّبُ، رَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ (24)فَنَادَى قَائِلاً: يَا أَبِاي إِبْرَاهِيمَ! ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَغْمِسَ طَرَفَ إِصْبَعِهِ فِي الْمَاءِ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي: فَإِنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللَّهِيبِ " كان لعازر والغنى لا يزالان في وعيهما بعد الموت. فموت الإنسان ليس كموت الحيوان كما يعتقد بعض الناس. كما انه لا يوجد شئ اسمه نوم النفس كما يعتقد آخرون. لقد تحدث الإنجيل عن عدة أنواع من الموت, ولكن هناك ثلاثة أنواع نحتاج أن نتعرف عليها: 1 – الموت الروحي. 2 – الموت الجسدي. 3 – الموت الأبدي أو الموت الثاني الذي هو الطرح في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت. الموت الروحي آتى إلى الأرض أولا, ثم اظهر نفسه في الجسد المادي بان دمره. فالموت الجسدي ليس سوى إظهار للناموس الذي يعمل فينا الذي يسميه بولس, " ناموس الخطية والموت" ( رومية 8 : 2 ) . عندما قال الله لادم, "000 لأَنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا حَتْماً تَمُوت" ( تكوين 2 : 17 ), فانه لم يكن يشير إلى الموت الجسدي بل إلى الموت الروحي. ولو لم يمت الإنسان روحيا لما مات جسديا. الموت الروحي معناه الانفصال عن الله. ففي اللحظة التي اخطا فيها أدم فانه انفصل عن الله. وعندما نزل الله إلى جنة عدن عند هبوب ريح النهار كما كانت عادته أن يمشى ويتحدث مع أدم , "فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟» (10)فَأَجَابَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَبَأْتُ خِشْيَةً مِنْكَ لأَنِّي عُرْيَانٌ" ( تكوين 3 : 10 ) لقد انفصل أدم عن الله. والإنسان الآن متحد مع الشيطان. انه خارج على القانون, منبوذ ومطرود من جنة عدن وليس له حق شرعي في الاقتراب من الله. لم يعد يستجيب لنداء الله. انه يستجيب فقط لطبيعته الجديدة. الإنسان اصبح اكثر من خاطئ قد كسر قانون الله. اصبح الإنسان روحيا ابنا للشيطان ويشترك في طبيعة أبيه. وهذا يفسر لماذا لا يستطيع الإنسان أن يخلص عن طريق السلوك القويم. لابد أن يولد ثانية. لو لم يكن الإنسان ابنا للشيطان لاستطاع أن يكون على ما يرام بان يسلك السلوك الصحيح. ولكنه حتى لو سلك السلوك الصحيح, فانه لا يزال ابنا للشيطان, وسوف يذهب إلى جهنم عندما يموت – إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت, التي هي الموت الثاني. لا يستطيع الإنسان أن يقف أمام الله كما هو – لان في داخله طبيعة الشيطان الذي هو أبوه. ولكن إذا خلص الإنسان فانه يخلص لان شخصا ما سدد عقوبة خطاياه , وبواسطة شخص ما يعطيه طبيعة جديدة . ربما تأخذ بغلا وتحاول أن تصنع منه حصان سباق. يمكنك أن تهذب أسنانه وتلمع حوافره. يمكنك أن تطعمه احسن طعام وان تجعله يجرى حول حلبة السباق كل يوم. وان تضعه في احسن الإسطبلات. ولكن في يوم السباق, عندما تطلق الإشارة إيذانا للبدء, فان كل ما سيفعله هو أن يتبختر مبتعدا عن الحلبة – وذلك لانه بغل. فالجرى والسباق ليس من طبعه. إلا انك تستطيع أن تأخذ حصان سباق, ولا تعطيه عناية طيبة حسنة, ولكن عندما تضعه على نقطة البداية وتطلق إشارة البداية فانه ينطلق كالسهم! إنها طبيعته. لقد ولد وتربى بهذه الطريقة. ولكن لكي يتحول البغل إلى حصان سباق, عليه أن يولد مرة أخري – وهذا غير ممكنا. إلا أن الإنسان الذي هو روح تسكن في جسد يمكن أن يولد مرة أخري. ويمكن لطبيعته أن تتغير. يمكنه أن يصبح خليقة جديدة في المسيح يسوع. وبالرغم من أن الإنسان يكون متعلما تعليما جيدا, وحاصلا على الكثير من الشهادات, وعنده ثروة كبيرة, وبالرغم من انه قد يكون مصلحا اجتماعيا او إنسانا متدينا, ومع كل هذا فانه لا يستطيع أن يقف في حضرة الله. لان طبيعته خاطئة وفاسدة. فالإنسان هالك وضالا لا بسبب ما يفعله – ولكن بسبب الحالة التي هو عليها ( أن ما يفعله هو نتيجة لحالته ). أن الإنسان يحتاج أن يحصل على حياة من الله, وذلك لانه ميت روحيا. شكرا للرب يسوع الذي افتدانا من الموت الروحي. ( يوحنا 5 : 26 ) " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ لِلآبِ حَيَاةً فِي ذَاتِهِ، فَقَدْ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ " . يسوع المسيح أدم الجديد ليس فيه موت. انه لم يولد كما ولدنا, ولم يكن له الطبيعة الروحية الميتة في داخله. ومع ذلك فان الكتاب يقول في ( عبرانيين 2 : 9 ) انه ذاق الموت لاجل كل واحد. لقد اخذ الرب يسوع طبيعة الخطية التي لنا وحملها. تقول الرسالة إلى ( العبرانيين 9 : 26 ) " 000 لِيُبْطِلَ قُوَّةَ الْخَطِيئَةِ (وليس الخطايا) بِتَقْدِيمِ نَفْسِهِ ذَبِيحَةً لِلهِ" . لقد حمل بنفسه طبيعة الخطية التي لنا, تلك الطبيعة التي سببت لنا الموت الروحي وذلك لكي يعطينا حياة أبدية. قال الرب يسوع :" السَّارِقُ (إبليس)لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ. أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ، بَلْ مِلْءُ الْحَيَاةِ " ( يوحنا 10 : 10 ) وقال أيضا : " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ، وَلاَ يُحَاكَمُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، لأَنَّهُ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ " ( يوحنا 5 : 24 ) . يسوع آتي لكي يفتدينا من الموت الروحي! لقد طرد أدم من الجنة وحرم من أن يأكل من شجرة الحياة لانه رفض وعصى كلام الله. وبحسب ما جاء في سفر ( الرؤيا 2 : 7 ) فان كل الذين يقبلون ويطيعون كلمة الله الآن سيعطيهم الله أن يأكلوا من شجرة الحياة . الولادة الجديدة لا تحدث بالتدريج. إنها تحدث في الحال! إنها عطية من الله تنالها في اللحظة آلتي تؤمن فيها . يقول الرسول بولس في ( افسس 2 : 1 ) " وَأَنْتُمْ كُنْتُمْ فِي السَّابِقِ أَمْوَاتاً بِذُنُوبِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ،" – أي الموت الروحي – ثم يقول في العدد الخامس أن الله "أحيانا". وفى العددين الثامن والتاسع يخبرنا كيف حدث هذا . ( افسس 2 : 8 , 9 ) "فَإِنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَهَذَا لَيْسَ مِنْكُمْ. إِنَّهُ هِبَةٌ مِنَ اللهِ، (9)لاَ عَلَى أَسَاسِ الأَعْمَالِ، حَتَّى لاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ" . ليس من أعمال! إن هذا يثقب بالونة الذات المنتفخة. فالإنسان يريد أن يفعل ما لكي يخلص نفسه. انه يريد أن يعمل جزءا من هذا الخلاص, ولكنه لا يستطيع. كل ما عليك أن تعمله هو أن تعترف بعجزك – وبيأسك. عليك أن تعترف بما يقوله الإنجيل. انك خاطئ مفقود ضائع. بعد ذلك تأتى وتقبل ما عمله المسيح لاجلك – كهبة وعطية منه! هل الله هو أبوك؟ هل تستطيع أن ترفع رأسك إلى السماء وتقول : " يا أبى السماوي "؟ هل روح الله في روحك يشهد لك انك ابن لله؟ هل الروح القدس يصرخ في روحك قائلا: " يا أبا الأب"؟ تستطيع أن تفعل هذا إذا كنت مولودا مرة ثانية. أما إذا لم تكن قد ولدت ثانية – فاقبل المسيح كمخلص اليوم! ( رومية 8 : 14 – 16 ) " فَإِنَّ جَمِيعَ الْخَاضِعِينَ لِقِيَادَةِ رُوحِ اللهِ، هُمْ أَبْنَاءٌ لِلهِ (15)إِذْ إِنَّكُمْ لَمْ تَنَالُوا رُوحَ عُبُودِيَّةٍ يُعِيدُكُمْ إِلَى الْخَوْفِ، بَلْ نِلْتُمْ رُوحَ بُنُوَّةٍ بِهِ نَصْرُخُ: «أَبَا! أَبَانَا! (16)فَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ ". |
|