![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمل النعمة في المؤمن ![]() 1- النعمة هي قوة يعطيها الروح القدس تكتم فينا شهوة الخطية. 2- النعمة هي قوة يعطيها الروح القدس فيعيننا على حفظ الوصية ويصير تنفيذها سهلًا بالمسيح الذي فينا وهذا ما لا يستطيعه الناموس. وهذا معنى قول أرمياء النبي ".. أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم" (أر33:31) وهذا كما يقول أرمياء هو العهد الجديد (أر31:31). وهذه الآيات اقتبسها بولس الرسول (عب16:10). ولكن كيف تكتب الشريعة على القلب؟ هذا يكون بالحب الذي يسكبه الروح القدس في قلوب المؤمنين (رو5:5) "لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنا". فالروح القدس يعطينا أن نحب الله، ومن يحب الله يحفظ وصاياه كأنها مكتوبة على قلبه، فمن يحب لا يقوى على خيانة من يحبه (يو21:14+23). حينما خلق الله آدم كان آدم يحب الله. والقلب الذي يحب هو قلب لحم فكان يطيع الله لأنه يحبه. ولما سقط آدم تحجر قلبه. فأعان الله الإنسان بناموس هو وصايا كتبها الله على لوحين حجر إشارة لقلب الإنسان الذي تحجر، والله كتب الوصايا بإصبعه أي بالروح القدس (مت28:12+ لو20:11) أما العهد الجديد فكان إصبع الله (الروح القدس) يكتب الوصايا على قلب أولاد الله بأن يحول قلبهم لتصير بالمحبة قلوب لحم بدلًا من قلوب حجرية (حز19:11). وبِحِفظ الوصايا يحوِّلنا الروح القدس إلى خليقة جديدة وبهذا نخلُص (غل6 : 15 + أف2 :8). 3- النعمة تعطى المؤمن قوة على احتمال تجارب وآلام هذا العالم وذلك بأن تملأ القلب محبة لله، والمحبة تتحول إلى فرح قادر أن يحتمل التجربة وهذا عمل الروح القدس المعزي، فالفرح الذي يعطيه الله هو فرح لا يمكن لتجربة أن تؤثر فيه، وهذا عكس الأفراح العالمية، التي لا تستطيع أن تصمد أمام التجارب الأليمة؟ فالتجارب الأليمة تقدر أن تنزع أفراحنا العالمية منا، بينما أن الفرح الذي يعطيه الله لنا لا تستطيع التجارب الأليمة أن تنزعه منا (يو22:16) والمحبة تتحول لفرح.. وحتى ندرك هذا فلنتصور كيف نفرح حينما نرى إنسانًا نحبه جدًا، وقد كنا محرومين من رؤيته. لذلك، الله يطلب منا أن نحبه من كل القلب (تث5:6) ليس لأن الله في احتياج لمحبتنا، بل لأن الله يعرف أن محبته قادرة أن تملأنا فرحًا. فنعود للحالة الفردوسية الأولى حين خلق الله الإنسان في جنة عدن التي تعني الفرح والابتهاج فالله خلقنا لكي نفرح. ولذلك يطلب منا بولس الرسول أن نفرح فهذه هي إرادة الله (4:4) بل هو اختبر هذا الفرح وهو مقيد في سلاسل منتظرًا حكمًا بالموت قد يصدر ضده (في18:1) فالرسول كتب رسالة فيلبي (رسالة الفرح) وهو مقيد في سجن نيرون، لكنه تغلَّب على الشدة الخارجية. فالغلبة والنصرة على الألم في المسيحية لا تعني الخروج من الشدة، بل تعني حالة من الفرح تسود على القلب بينما هو مازال في شدته "كحزانى ونحن دائمًا فرحون" (2كو10:6+ 2كو7:4-9) والله خلق الإنسان بشهوات مقدسة، وكلمة مقدسة أي مكرسة أو مخصصة لله، أي أن كل الحب متجه لله، لهذا كان آدم في جنة عدن أي الفرح والابتهاج، بسبب الحب الذي في قلبه لله. والحب في قلب آدم لله، هذا لأنه مخلوق على صورة الله والله محبة. وكما يقول الله لذاتي مع بني آدم (أم31:8) يقول آدم لذاتي مع الله. ولما سقط الإنسان إنحرف الحب وأنحرفت الشهوة وصارت متجهة للعالم (المال والجنس والمراكز والعظمة والقوة.. الخ) ولذلك كان اول ما قيل بعد السقوط مباشرة أن آدم وحواء عرفا انهما عريانين. واستعبد الإنسان للعالم والشهوة ففقد الفرح الحقيقي، لقد ظن أن اللذة الوقتية هي الفرح، والشيطان دائمًا يؤكد هذا، بأن يلفت أنظارنا للذات العالمية فننسى أن نطلب الفرح الحقيقي "أعطيك كل هذه.. لكن خر واسجد لي" (مت10:4) والعبودية لإبليس مذلة ولا يأتي من وراءها سوى الغم. عمومًا فهناك لذات عالمية كثيرة، ولكن هل هي قادرة على نزع الغم من قلب أم فقدت ابنها، أو من قلب إنسان مقبل على الموت بسبب مرض خطير. قد نجلس أمام التليفزيون أو غيره من الملاهي ساعات طويلة ظانين أن وراء هذا نوع من الفرح، ولكن هيهات أن ينزع هذا الفرح العالمي الغم من القلوب، لا يستطيع هذا سوى عمل النعمة الإلهية. لذلك أرسل الله الروح القدس للإنسان ليعيد المحبة داخله لوضعها الفردوسي الأول (الفردوس كان اسمه جنة عدن، وعدن تعني بهجة وفرح)، أي تكون محبة مخصصة ومكرسة لله، فيحصل على الفرح الحقيقي القادر على الانتصار على الألم، الألم الذي هو سمة لهذا العالم. وحيث أنه سمة لهذا العالم فنحن في حاجة دائمة للامتلاء من النعمة لنغلب الألم. ولنلاحظ أن الشيطان دائمًا يعمي أعيننا عن طلب الفرح الحقيقي الذي نحصل عليه بالنعمة أي بالامتلاء من الروح القدس، وهذا نحصل عليه بجهادنا. والشيطان يعمي أعيننا عن هذا بأن يشغلنا عن الجهاد بملذات العالم وهدفه من هذا، أنه حين تأتي التجارب والآلام لا نجد ما يعزينا ولا حتى ملذات العالم فهي غير قادرة على هذا فنندفع لليأس، بل نتصادم مع الله ونخسر أنفسنا ولأن عمل الروح القدس هو أن يملأ القلب محبة لله (رو5:5) ومن ثم يمتلئ القلب فرح نسمع أن أول ثمار الروح القدس هي المحبة (غل22:5-23) فالروح القدس يصحح الأوضاع ويعيد الحياة للحالة الفردوسية الأولى,. وإذا امتلأ القلب محبة، يمتلئ بالتالي فرحًا، فالمحبة تتحول إلى فرح لذلك نجد أن ثاني ثمار الروح القدس هو الفرح، ثم يأتي السلام، سلام الله الذي يفوق كل عقل. حقًا يعطينا الروح القدس أن نكون خليقة جديدة. وهذا معنى كلام السيد المسيح "احملوا نيري.. لأن نيري هين تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين.. وأنا أريحكم" (مت28:11-30) فالوصية نير ثقيل والتجارب الأليمة نير ثقيل. ومن يأتي للمسيح ويرتبط معه، يحمل عنه المسيح كل هذا. والنير هو الخشبة التي تربط ثورين معًا لجر المحراث ولكن تصور أننا ربطنا ثور مع جدي صغير في محراث بنير واحد، فعمليًا يحمل الثور كل الحمل، فالثور هو الأقوي وإذا ارتبطنا مع المسيح بنير واحد، وحيث أنه هو الأقوى فهو سيحمل كل الحمل سواء وصية أو تجربة أليمة. من هم من خارج سيستغربون كيف نحمل التجربة بفرح، أو كيف ننفذ الوصية بسهولة ولن يعلموا أن المسيح هو الذي ينفذ ويحمل أحمالنا فبدونه لا نقدر أن نفعل شيئًا (يو5:15). فقط حاول أن تنفذ الوصية وأن تصلي تجد الوصية سهلة وتنفيذها سهل وإذا أصبت بتجربة صلي فترتبط بالنير مع المسيح ولا تشعر أنت بهَمْ أو غم بل يكون الفرح الذي في داخلك أقوى مما في الخارج من هم أو حزن. فبالصلاة نرتبط مع المسيح، فالصلاة هي صلة معه. باختصار فالنعمة تعطينا أن نكون خليقة جديدة على صورة المسيح (غل19:4) قادرين بسهولة أن ننفذ الوصية، نحيا في فرح غالبين الآلام التي في العالم، الخطية وشهوتها ميتة فينا، لا سلطان لها علينا، بهذا أي بعمل النعمة نخلص (أف8:2) فالخلاص هو هذه الحياة الجديدة التي تنتصر وتغلب العالم والخطية، الحياة التي يقودها المسيح الذي خرج غالبًا ولكي يغلب (رؤ2:6) يغلب فينا، فنحن هو الفرس الأبيض الذي يقوده المسيح. والنهاية بعد حياة كلها نصرة وفرح، ونصرة على الآلام وفرح خلالها، ونصرة على الخطية وشهوات هذا العالم، فهناك مجد معد لمن آمن وجاهد وقادته النعمة ورافقته خلال رحلة غربته. |
|