كيف لنا أن نتحكّم في نفسيتنا ونُبرمجها لتحقيق أهداف معينة؟
للتحكّم في النفس وضبطها والتخلّص من مشاكل الماضي والاستعداد للمستقبل يجب أولاً وآخرًا التعرّف على شيئين هما الممثلات الداخليّة والفيسيولوجيّة.
يقول بعضهم: البيئة والظروف لا توجد الرجال، ولكنّ الرجال هم الذين يوجدون البيئة والظروف المناسبة لحدث ما، فعندما تتعرّف على ممثلاتك الداخلية والسمعية والصورية والشعورية والفسيولوجيّة والوضع الجسماني لأي حالة فسوف تملك عندئذ زمام أمورك، وستملك الأجزاء المركبة للحالة النفسيّة التي تعيشها، والحالات النفسيّة عندها تأشيرة دخول وخروج إن صح التعبير متى أردت جاءت وتغادر متى شاءت، وبعض هذه الحالات يقوّي عزائمنا وشعورنا بالنشاط والحيويّة والقوة، وبعضها الآخر يضع سدوداً لحياتنا ولقدراتنا فلا يجعلها تنظر أبعد من أرنبة الأنف، ومن ثم يجعلنا حبيسي مشاكلنا ثُمّ يُشعرنا بالإحباط، وذلك لأنّ كل حالة من الحالات التي نعيشها لها تمثيل داخلي وفيسيولوجي معين، فالخوف والغضب والجوع والأمن والرضا والشبع له تمثيل داخلي وفسيولوجي.
لأننا ندعو إدارة الحالة في البرمجة النفسيّة على أنّها السيطرة على الحالة.
فليس الشديد بالقوة الجسمانيّة والعضليّة وإنّما الشديد والقوي الذي يملك زمام نفسهِ ويعرف كيف يُوجه نفسه، القوي هو الذي يستطيع أن يغضب متى شاء ويحلم متى شاء، ولا يصل إلى النجاح ويُحقق الأهداف إلّا من كانت نفسهُ طوع أمره.