![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يَكونُ عِندَئِذٍ رَجُلانِ في الحَقْل، فيُقبَضُ أَحَدُهما ويُترَكُ الآخَر تُشِيرُ عِبارَةُ "فَيُقْبَضُ أَحَدُهُمَا وَيُتْرَكُ الآخَرُ" إِلى لَحْظَةٍ مُفَاجِئَةٍ تَقَعُ فِي وَسَطِ الحَيَاةِ اليَوْمِيَّةِ، دُونَ أَيِّ إِنْذَارٍ مُسْبَقٍ. وَيَدْعُونَا يَسُوعُ، مِنْ خِلَالِ هذَا الكَلَامِ، إِلَى أَلَّا تُرْهِبَنَا الأَحْدَاثُ غَيْرُ المُتَوَقَّعَةِ وَلَا أَنْ تُدْخِلَ الخَوْفَ إِلَى قُلُوبِنَا، بَلْ أَنْ نَحْيَا فِي حَالَةِ اسْتِعْدَادٍ دَائِمٍ، لِأَنَّنَا لَا نَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الرَّبُّ ثَانِيَةً لِنَحْيَا مَعَهُ فِي مَجْدِهِ. وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ كِيرِلُّسُ الأُورُشَلِيمِيُّ (†386م) عَلَى عُنْصُرِ الفَجَاءَةِ فِي مَجِيءِ الرَّبِّ قَائِلًا: "لَيْسَ العَمَلُ هُوَ مَا يُمَيِّزُ الإِنْسَانَ، بَلِ القَلْبُ الَّذِي يَحْمِلُهُ وَهُوَ يَعْمَلُ. فَاثْنَانِ يُمَارِسَانِ العَمَلَ نَفْسَهُ، لَكِنَّ أَحَدَهُمَا لِلرَّبِّ وَالآخَرَ لِلعَالَمِ، وَلِذَلِكَ يُقْبَضُ أَحَدُهُمَا وَيُتْرَكُ الآخَرُ". أَمَّا القِدِّيسُ أَفْرَامُ السُّرْيَانِيُّ (†٣٧٣م) فَيُقَدِّمُ قِرَاءَةً رُوحِيَّةً لِهذِهِ الآيَةِ قَائِلًا: "فِي لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ يُظْهِرُ الرَّبُّ مَا كَانَ مُخْتَفِيًا: وَاحِدٌ يُرْفَعُ لِأَنَّ قَلْبَهُ كَانَ سَاهِرًا، وَالآخَرُ يُتْرَكُ لِأَنَّ قَلْبَهُ كَانَ نَائِمًا". فَالقَبْضُ وَالتَّرْكُ لَيْسَا عُقُوبَةً فُجَائِيَّةً، بَلْ هُمَا اكْتِمَالُ مَا اخْتَارَهُ الإِنْسَانُ طُولَ حَيَاتِهِ: فَمَنْ حَيِيَ فِي النُّورِ يُرْفَعُ إِلَى مَجْدِ الله، وَمَنْ حَيِيَ فِي الغَفْلَةِ يَبْقَى حَيْثُ اخْتَارَ قَلْبُهُ أَنْ يَكُونَ. |
|