![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وما كانوا يَتَوَقَّعونَ شَيئاً، حتَّى جاءَ الطُّوفانُ فجَرَفهم أَجمَعين، فكذلكَ يَكونُ مَجيءُ ابنِ الإِنسان "الطُّوفانُ" فَتُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ الحَدَثِ الكِتَابِيِّ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ المَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، فَهَلَكَ فِيهِ كُلُّ مَنْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ بَشَرٍ وَحَيَوَانَاتٍ (تَكْوِين 7). وَبَعْدَ الأَرْبَعِينَ يَوْمًا، كَفَّ المَطَرُ، وَابْتَدَأَتِ المِيَاهُ تَنْحَسِرُ قَلِيلًا قَلِيلًا، حَتَّى اسْتَقَرَّ الفُلْكُ عَلَى "جِبَالِ أَرَارَاط" (تَكْوِين 8: 4). وَيُورِدُ سِفْرُ التَّكْوِينِ قِصَّةَ الطُّوفَانِ بِتَفَاصِيلِهَا فِي (تَكْوِين 6: 1 – 9: 19). وَقَدْ أَتَى الطُّوفَانُ هَلَاكًا لِلأَشْرَارِ، بَيْنَمَا نَجَا نُوحٌ لِاسْتِقَامَتِهِ وَإِيمَانِهِ. وَهَكَذَا يَتَّضِحُ مِثَالٌ لاهُوتِيٌّ مُهِمٌّ: كَمَا أَنَّ الطُّوفَانَ فَرَزَ الصِّدِّيقِينَ مِنَ الأَشْرَارِ، كَذَلِكَ سَيَكُونُ المَجِيءُ الثَّانِي، فَيَنْجُو الثَّابِتُونَ فِي الإِيمَانِ، وَيَهْلَكُ الَّذِينَ أَصَرُّوا عَلَى الشَّرِّ وَالرَّفْضِ (راجع مَتَّى 24: 37–39). وَيَرَى القِدِّيسُ أوغسطينوس فِي الطُّوفَانِ: "صُورَةً لِلدَّيْنُونَةِ القَادِمَةِ، وَالفُلْكَ صُورَةً لِلكَنِيسَةِ الَّتِي تَنْجُو بِالمَسِيحِ مِنْ هَذَا العَالَمِ الزَّائِلِ" (أوغسطينوس، مدينة الله، 26: 15). وَمِنَ الجَدِيرِ ذِكْرُهُ أَنَّ هُنَاكَ أُسَاطِيرَ عَنْ الطُّوفَانِ تُشْبِهُ رِوَايَةَ نُوحٍ فِي تَرَاثِ شُعُوبٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَأَقْدَمُهَا الأُسْطُورَةُ البَابِلِيَّةُ الَّتِي تُشَكِّلُ جُزْءًا مِنْ مَلْحَمَةِ جِلْجامِش، إِضَافَةً إِلَى أُسَاطِيرَ أُخْرَى عِنْدَ اليُونَانِ وَالرُّومانِ. وَيَسْتَنْتِجُ البَاحِثُونَ أَنَّ وُجُودَ هَذِهِ التَّقَالِيدِ فِي شُعُوبٍ مُتَبَاعِدَةٍ يَدُلُّ عَلَى ذِكْرَى جَمَاعِيَّةٍ قَدِيمَةٍ لِحَدَثٍ كَبِيرٍ ذَا طَابِعٍ طُوفَانِيٍّ. (Epic of Gilgamesh, Tablet XI). |
|