السنة والأربعة أشهر التي أمضاها داود لدى أخيش ملك جت الفلسطيني، وهى من أحلك الفترات في حياة داود، حيث كان مسئولًا عن نحو ستمائة رجل بأسرهم، فكان يقوم بالغزوات مع رجاله ويقتل الرجال والسيدات "وصَعِدَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ وغَزَوْا الْجَشُورِيِّينَ والجَرِزِّيِّينَ والعَمَالِقَةَ... فلَمْ يَسْتَبْقِ دَاوُدُ رَجُلًا ولا امرَأَةً حتَّى يأْتِي إلى جَتٍّ، إذ قال: لئَلاَّ يُخْبِرُوا عنَّا قَائِلِينَ: هكذَا فَعَلَ دَاوُدُ. وهكَذَا عَادَتُهُ كُلَّ أَيَّامِ إِقَامَتِهِ فِي بِلاَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ"(1صم 27: 8 - 11).
- يقول "القس وليم مارش": "سفكت دمًا كثيرًا: لا نستنتج أن داود أخطأ في حروبه لأنها كانت بأمر الرب وكان الرب معه يخلصه حيثما توجه (1أي 18: 13) غير أنه من المحتمل أنه أحيانًا تطرَّف في القساوة (2صم 12: 31) ولكننا نستنتج أن داود النبي انشغل في حروبه الكثيرة فلم تكن له فرصة لبناء الهيكل فكان العمل المطلوب منه من الرب أن يحارب الحروب اللازمة لأجل تثبيت المملكة كما أن العمل الذي دعا الرب سليمان إليه هو بناء الهيكل".
- يقول "القمص تادرس يعقوب" عن رغبة داود في بناء بيت الرب: "ولكن الله منعه لأنه سفك دمًا كثيرًا، وهذا هو الدم الذي سفكه في حروبه، فقد كان رجل حرب منذ حداثته، وقد سفك هذا الدم بعدلٍ وشرفٍ في خدمة إله إسرائيل، ولكن هذا جعله غير لائق لهذه الخدمة، أو بالحري أقل لياقة من آخر لم يُدْعَ لعمل دموي.