منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 11 - 2025, 01:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,389,602

الجميلة التي انتهت حياتها بمأساة



وُلدت روضة عاطف عام 1996 في جزر المالديف، فتاة بملامح تكاد لا تُنسى… بشرتها الهادئة، وعيناها الزرقاوان المائلتان إلى لون البحر. سبحان الله… جمالٌ طبيعي جعل العالم يلتفت إليها قبل أن تتجاوز العشرين.
لكن وراء هذا الجمال حلمٌ أكبر بكثير.
روضة لم تكن تسعى للنجومية، بل كانت تريد أن تسير على خطى والدها الطبيب، لتُصبح طبيبة تُداوي الناس وتخفّف آلامهم. كانت تقول دائمًا إن الطب هو رسالتها، أما الموضة فكانت هواية… شيءٌ تتقنه بالفطرة ولا تسعى من أجله.
عام 2014 انتشرت صورها على الإنترنت كالنار في الهشيم. الملايين شاهدوا ذاك الوجه الذي يشبه القصص، فبدأت مسيرتها العالمية دون أن تبحث عنها. ومع ذلك، بقيت وفية لحلمها الحقيقي، فالتحقت بكلية الطب في بنغلاديش، حيث كانت ترتدي لباسًا تقليديًا محتشمًا أثناء الدراسة، وتحافظ على احترام المجتمع الذي تعيش فيه، ثم تعود لهوايتها في أوقات فراغها.
وفي أكتوبر 2016 حدثت المفاجأة التي غيّرت حياتها…
ظهرت روضة على غلاف مجلة Vogue India، وهو إنجاز نادر لفتاة مالديفية. كان ذلك اعترافًا عالميًا بجمالها وتميزها. ومع كل هذا التألق، لم تتغيّر، ولم تتخلَّ عن تواضعها، بل استمرت تُعامل الأزياء كمجرد جانب ثانوي في حياتها العلمية.
لكن طريق روضة لم يكن مليئًا بالتصفيق فقط… فقد واجهت انتقادات قاسية من أشخاص رأوا أن صورتها كعارضة لا تتوافق مع ثقافة مجتمعها. ورغم ذلك، بقيت مبتسمة، متمسكة بالحلمين معًا: أن تعيش بشغف، وأن تساعد الناس يومًا ما كطبيبة.
ثم جاءت الصدمة… الصدمة التي هزّت المالديف وبنغلاديش والعالم كله.
في 29 مارس 2017، وُجدت روضة جـثة داخل غرفتها في السكن الجامعي، معلّقة بمروحة السقف. خبر حـطّم ملايين القلوب، فكيف لفتاة بهذه الروح المضيئة أن ترحل فجأة؟
التقارير الأولى تحدّثت عن "انتـحار".
الطب الشرعي الأول قال إنها أنهت حياتها بعد رسائل حزينة أرسلتها لصديقها السابق.
لكن أسرتها رفضت الأمر تمامًا.
والدها، الدكتور محمد عاطف، أكّد أن هناك علامات غريبة على جسدها، وأن باب الغرفة كان في حالة غير طبيعية.
أخوها قال إنها كانت سعيدة، نشيطة، تخطط لمستقبلها، ولا تعاني أي اكتئاب.
القصة لم تكن منطقية بالنسبة إليهم… ولا للكثير من الناس.
تم إجراء تشريح ثانٍ، ثم تقرير في 2019 من شرطة التحقيقات أكد مجددًا أنها أنهت حياتها.
لكن الأسرة لم تصمت. ظلوا يطالبون بالحقيقة، بلا تعب ولا توقف.
وفي 2022، أصدر القضاء البنغلاديشي قرارًا بإعادة فتح القضية وإجراء تحقيق جديد بالكامل.
حتى اليوم…
لا تزال قصة رحيل روضة لغزًا مؤلمًا، يجمع بين الحزن، والدهشة، والدعاء.
قصة فتاة كانت تُحاول أن تعيش بسلام بين طموح الطب وجاذبية الشهرة، بين حلم والدها وأحلام الناس فيها.
رحلت وهي في الحادية والعشرين فقط… عمرٌ صغير على الوداع، لكنه كبيرٌ بما تركته من أثر.
سبحان الله…
هناك وجوه يخلقها الله ليس فقط لتُرى، بل لتبقى في الذاكرة، ولتعلّمنا أن الإنسان مهما بدا قويًا أو جميلًا أو ناجحًا، فقد يحمل في قلبه معارك لا يعلمها إلا الله.
وروْضة… كانت واحدة من هؤلاء.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اليد التي تسلم لله تدبير حياتها
احمي حياتها الثمينة التي مُنحت لها
ما أروع الطريقة التي انتهت بها حياة المسيح
أسرار حياة المليونير الخفى التي انتهت بمأساة
قصص عن العشق .. انتهت بمأساة


الساعة الآن 06:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025