![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
مثل القديس برلام عن حياة الإنسان وموته. يقول القديس برلام في مثله عن «حياة الإنسان وموته» ما يلي: «كان هناك مدينة عظيمة، اعتاد سكانها أن يختاروا ملكًا غريبًا عنهم من بلاد مجهولة ، على أن يملك عليهم سنة واحدة فقط، وبعدها ينفونه إلى إحدى الجزر الخالية ، حيث يهلك الملك من شدّة الحرمان. وهكذا مات عدد من الملوك. وأخيرًا، اختير ملك حكيم جدًا في تلك المدينة . فلما عرف مصير الذين سبقوه ، وعرف أمر الجزيرة التي سيُنْفى إليها بعد سنة ، أرسل إليها قبل الوقت عددًا كبيرًا من العبيد الأمناء، وكمية كبيرة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة ، وهيّأ لنفسه كل أسباب الرفاه على تلك الجزيرة. وعندما انتهت السنة ونُفي إليها، عاش هناك في وفرة ورغد وسعادة. فما معنى هذا المثل؟ المدينة هي هذا العالم الباطل . وسكان المدينة هم الشياطين الذين يجذبوننا بفتن العالم إلى الجحيم . أمّا الملوك فهم الأبرار والخطأة. فالأبرار يغتنون بالأعمال الصالحة ويذهبون بها إلى الفردوس ، أمّا الخطأة فليس لديهم إلا الشر، فيهلكون في الحياة الآتية.» وما الذي يعلّمنا هذا المثل؟ يعلّمنا أن نتذكّر أن حياتنا الحالية هي حقل يجب أن نزرع فيه البذور، أي الأعمال الصالحة، من أجل الحياة الآتية. فإذا زرعنا، نمت البذور وأثمرت، وبثمارها ـ أي نتائج أعمالنا الصالحة ـ سنتمتع في مساكن الآب السماوي. أمّا إن لم نزرع خيرًا هنا، فلن نرى خيرًا في الدهر الآتي. ولهذا، بحسب كلمة الرب، «اجمعوا لكم كنوزًا في السماء، حيث لا يفسدها سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب السارقون ولا يسرقون. لأن حيث يكون كنزكم، هناك يكون قلبكم أيضًا» (متى 6: 20–21) . آمين. |
|