![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَفي نِهايَةِ الثَّورَةِ اليَهودِيَّةِ الثّانِيَةِ سَنَةَ 135م، أَعلَنَ الرّابّي عَقبِه (عَقِيبَا) أُستاذُ المَجمَعِ أَنَّ بار كوخبَا رَئيسَ الثَّورَةِ هُوَ "المَسيحُ"، فَأَعدَمَهُ الرُّومانُ. وَيَذكُرُ يُوسيفوسُ المُؤَرِّخُ اليَهودِيُّ أَنَّ مُزوِّرينَ كُثُرًا وَسَحَرَةً ظَهَروا وَجَذَبوا الجُموعَ إِلى البَرِّيَّةِ لِيُخدِعوهم، فَمِنهُم مَن جُنَّ، وَمِنهُم مَن عاقَبَهُم فليكس الوالِي. وَمِنهُم ذلِكَ "المِصرِيُّ" الَّذي أَشارَ إِلَيهِ قائِدُ الأَلفِ حِينَ قالَ لِبُولُسَ الرَّسولِ: "أَفَلَستَ المِصرِيَّ الَّذي أَثارَ مُنذُ أَيّامٍ أَربَعَةَ آلافِ فَتَّاكٍ، وَخَرَجَ بِهِم إِلى البَرِّيَّةِ؟"(أَعمالُ الرُّسُلِ 21: 38). وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ أغناطيوس الأَنطاكيِّ على هذِهِ الظَّاهِرَةِ مُحَذِّرًا: "لا تَنظُروا بِنَظرَةِ الإِعجابِ إِلى كُلِّ مَن يَدَّعِي المَسيحَ، بَل تَثبُتوا فِي الإِيمَانِ الَّذي تَسَلَّمتُموهُ، فَإِنَّ المَسيحَ واحِدٌ وَلا غَيرٌ". وَقَد ظَهَرَت في أَيّامِنا الأَخِيرَةِ مِئاتُ البِدَعِ وَالفَلسَفَاتِ المُلحِدَةِ المُضِلَّةِ الَّتي تُشَكِّكُ في وُجودِ اللهِ، بَل وَفَلسَفاتٌ تَتَسَتَّرُ تَحتَ رِداءِ الدِّينِ. وَثَمَرَةُ هذِهِ الفَلسَفَاتِ وَالبِدَعِ هِيَ الارتِدادُ وَفُتورُ مَحَبَّةِ الكَثيرينَ. وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ أُوغُسطينوس عَلَى هذِهِ الظَّاهِرَةِ قائلًا: "يُحَذِّرُنا الرَّبُّ مِن أَنَّهُ حَتّى الأَشرارَ يَقدِرونَ أَن يَصنَعوا مُعجِزاتٍ مُعَيَّنَةً لا يَستَطيعُ حَتّى القِدِّيسونَ أَن يَصنَعُوها، فَلَيسَ بِسَبَبِها يُحسَبونَ أَعظَمَ مِنهُم عِندَ اللهِ، بَل بِقُداسَةِ الحَياةِ وَصِدقِ الإِيمانِ". إِذًا، فَالمِعيارُ لَيسَ العَجائِبَ، بَل الأَمانَةُ لِلمَسيحِ وَحِفظُ تَعليمِهِ الصَّحيحِ. فَالخَطَرُ الحَقيقِيُّ لا يَكمُنُ في القُدرَةِ عَلى إِتيانِ الآياتِ، بَل في الاِبتِعادِ عَنِ الإِيمانِ القَويمِ وَتَحريفِ الحَقِّ. |
|