![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() هذا الَّذي تَنظُرونَ إِلَيه سَتأتي أَيَّامٌ لن يُترَكَ مِنه حَجَرٌ على حَجَر مِن غَيرِ أَن يُنقَض. "سَتَأْتِي أَيَّامٌ لَنْ يُتْرَكَ مِنْهُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ"، فَتُعْلِنُ نُبُوءَةَ يَسُوعَ الوَاضِحَةَ عَنْ دَمَارِ هَيْكَلِ أُورَشَلِيمَ، الَّذِي كَانَ أَجْمَلَ وَأَفْخَمَ هَيْكَلٍ فِي زَمَانِهِ. لَقَدْ بَدَتْ هٰذِهِ النُّبُوءَةُ مُسْتَفِزَّةً وَصَادِمَةً لِآذَانِ اليَهُودِ، إِذْ كَانَ خَرَابُ الهَيْكَلِ – فِي نَظَرِهِمْ – يَعْنِي ٱنْهِيَارَ العَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَ شَعْبِهِ؛ لِأَنَّ الهَيْكَلَ كَانَ قَلْبَ إِيمَانِ الشَّعْبِ، وَرَمْزًا لِأُمَّةٍ وَدِينٍ بِأَكْمَلِهِمَا. وَبِٱنْهِيارِهِ، سَيَنْهَارُ عَالَمٌ بِأَسْرِهِ. ويُعَلِّقُ القِدِّيسُ كِيرِلُّسُ الأُورُشَلِيمِيُّ عَلَى هٰذِهِ النُّبُوءَةِ قَائِلًا: "لَمْ يَتَنَبَّأِ الرَّبُّ عَنْ خَرَابِ الهَيْكَلِ عَبَثًا، بَلْ لِيُظْهِرَ أَنَّ المَجْدَ الحَقِيقِيَّ لَمْ يَعُدْ فِي حِجَارَةٍ تُبْنَى وَتَنْهَدِمُ، بَلْ فِي العَهْدِ الجَدِيدِ الَّذِي يَتَجَلَّى فِي شَخْصِ ٱلابْنِ. فَبِٱنْتِهَاءِ الهَيْكَلِ الأَرْضِيِّ، يَبْدَأُ هَيْكَلُ القُلُوبِ الَّذِي يَسْكُنُهُ الرُّوحُ القُدُسُ." وَلِذٰلِكَ، فَإِنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ لَمْ تَكُنْ مُجَرَّدَ إِعْلانٍ عَنْ حَدَثٍ تَارِيخِيٍّ قَادِمٍ، بَلْ إِعْلانًا لاهُوتِيًّا عَنِ ٱنْتِقَالِ مَرْكَزِ الحُضُورِ الإِلَهِيِّ مِنْ هَيْكَلِ الحِجَارَةِ إِلَى هَيْكَلِ الجَسَدِ وَحَيَاةِ المُؤْمِنِ. |
|