![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلًا ومستقرًا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس" [33]. * يسوع المسيح هو ابن اللُه،ومع هذا لم يكرز قبل العماد بالإنجيل (الذي صُلبه التمتع بالتبني للُه خلال السيد المسيح). إن كان السيد نفسه قد اتبع هذا الوقت المناسب اللائق، فهل يجوز لنا نحن خدامه أن نخالفه النظام؟! إذ (من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز) عندما"نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة" (مت 17:4؛ لو 22:3)، لا لكي يراه يسوع فيعرفه، إذ هو يعرفه قبلما يأتي عليه على هيئة جسمية، إنما لكي يراه يوحنا الذي يعمده إذ يقول: "لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلًا ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس" (يو23:1). إن كنت أنت أيضًا تحمل درعًا قويًا فإن الروح القدس يحل عليك، والآب يكلمك من فوق من الأعالي ليس قائلًا: "هذا هو ابني" بل "الآن صرت ابني"، لأن فعل المضارع في "هذا هو ابني" يخص الابن وحده الذي "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند اللُه وكان الكلمة اللُه" (يو1:1)، فهو وحده الذي يقال له: "هو ابني"إذ هو على الدوام ابن اللٌه. أما أنت فيُقال لك: "الآن تكون" إذ لاتحمل بنوة طبيعية بل تتقبلها بالتبني. هوابن سرمدي، أما أنت فتقبلت النعمة مؤخرًا. القديس كيرلس الأورشليمي * ما الذي لم يكن قد عرفه؟ إنها قوة معمودية الرب، فهي لن تنتقل من الرب إلى أي إنسانٍ، بل تتم خدمتها بكل وضوح هكذا. لا تنتقل القوة من الرب إلى أي أحدٍ، يقوم بالخدمة الشخص الصالح أو الشرير. لا ترتد الحمامة عن خدمة (الخادم الشرير) بل تتطلع إلى قوة الرب. أي ضرر يليق بكم من الخادم الشرير ما دام الرب صالح؟ * لقد عرف (يوحنا المعمدان) أنه هو الرب، واعترف أنه هو الحق، وأنه (يوحنا) إنسان حق مُرسل من الحق، هذا ما عرفه يوحنا. ولكن ماذا كان في (المسيح) لم يعرفه يوحنا؟ إنه قد حان الوقت أن يحتفظ لنفسه بقوة عماده، ولا يحولها إلى أي خادم... ما الذي لم يكن يعرفه؟ إن سلطان المعمودية العظيم هو للرب وأنه يرده لنفسه سواء وهو حاضر هنا على الأرض أو عند غيابه بالجسد في السماء، وحضور جلاله، لئلا يقول بولس: "معموديتي"، ولئلا يقول بطرس: "معموديتي". انظروا وانتبهوا لكلمات الرسل. لم يقل أحدهم: "معموديتي". مع وجود إنجيل واحد للكل، لكنك تجدهم يقولون: "إنجيلي"، ولا تجدهم يقولون "معموديتي". هذا ما تعلمه يوحنا يا إخوتي. ما تعلمه يوحنا بالحمامة فلنتعلمه نحن أيضًا. لأن الحمامة لم تعلم يوحنا دون تعليم الكنيسة، هذه التي قيل عنها: "واحدة هي حمامتي" (نش 6: 8). ليت الحمامة (الروح القدس) تعلم الحمامة (الكنيسة)(242). * تقول لي: هذا الشخص أو ذاك عمدك، لكن بالحمامة (الروح القدس) يُقال لي ولك: "إنه هو (الرب) الذي يعمدك. من الذي أصدقه: الحدأة أم الحمامة؟ * هذا السرّ مقدس جدًا حتى أن خدمة قاتل له لن يفسده. * أي نفع كان في أن تتقبل عماد خادمٍ معين لكي ما لا تزدري من قبول عماد الرب...؟ إن كنت قد جئت إلى الخادم فهل تستنكف من المجيء إلى الرب؟ إن كنت قد قبلت معمودية الخادم، فهل تستنكف من أن تتعمد بواسطة الرب؟ * لو أنه كان يجهله تمامًا لما قال له عند مجيئه إلى النهر ليعتمد: "أنا محتاج أن أعتمد منك، فكيف تأتي إليّ؟"... لقد عُرف الرب بواسطة الحمامة، لا لذاك الذي لم يعرفه، بل لذاك الذي عرفه بطريقة ما، ولم يعرفه من جانب آخر. إنه من أجلنا لكي نكتشف ما هو فيه، الأمر الذي لم يعرفه يوحنا وتعلمه بالحمامة. القديس أغسطينوس * أظن أننا لا نستطيع أن نكف عن رؤية تلك النار عندما نقرأ أن الرب يسوع يعمد بالروح القدس ونار [33]، كما يقول يوحنا في إنجيله... لذلك يقول إرميا بعد قبوله الروح: "صارت في قلبي كنارٍ حارقة ملتهبة في عظامي، وأنا كحقير لا أحتملها " (إر 9:20)... ماذا يعني هذا -أعني أن هذه النار تصير ماءً، والماء يستدعي نارًا- إلا تلك النعمة الروحية التي تحرق خطايانا بالنار وتغسلها بالماء؟ فإن الخطية تُغسل وتحترق. القديس أمبروسيوس * قَبِلْ العماد من يوحنا لهذا الهدف، وهو إذ يقبل ما هو أقل ممن هو أقل، يحثنا نحن الأقل أن نقبل ما هو أسمى. * لو أن ربنا يسوع المسيح وحده اعتمد بمعمودية يوحنا، لظن البعض أن معمودية يوحنا أعظم من معمودية المسيح. إذ يقولون: إن هذه المعمودية هي الأعظم، لأن المسيح وحده هو الذي تأهل لها. لهذا كمثال للتواضع يقدمه لنا الرب أن ننال خلاص المعمودية. قبل المسيح ما هو ليس ضروري له، لكنه ضروري لحسابنا نحن مرة أخرى لئلا ما تقبله المسيح من يوحنا يُفضل عن عماد المسيح سمح للآخرين أيضًا أن يعتمدوا بواسطة يوحنا. وأما الذين اعتمدوا بواسطة يوحنا فمعموديتهم لم تكن كافية، إذ كان يلزمهم أن يعتمدوا بمعمودية المسيح. * كما كان المسيح هكذا كانت معموديته: معمودية الرب، إلهية لأن الرب هو الله. القديس أغسطينوس |
|