![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فكَما أَنَّ الآبَ له الحَياةُ في ذاتِه، فكذٰلِكَ أَعْطى الِٱبنَ أَن تَكونَ له الحَياةُ في ذاتِه ويُوضَعُ لفظُ "أعطى" هنا بِدقّة لاهوتيّة: فهو لا يعني أنَّ الابنَ كان يومًا بلا حياة، ثم نالها لاحقًا، بَلْ يُشير إلى الولادةِ الأزليّةِ للابن من الآب؛ أي إنَّ الآب يُعطي الابنَ من ذاتِ جوهرِهِ الإلهيّ منذ الأزل. فالابنُ حيٌّ من الآب، لا كخَليقَة، بَلْ كابنٍ مولودٍ من جوهرِ الآب. فـ"العطاء" هنا هو اشتراكٌ أزليّ في الحياة الإلهيّة لا مِنحَةٌ زمنيّة. ويقولُ القدِّيسُ أثناسيوسُ الرَّسوليّ: "كما أنَّ الآبَ هو الحياة، كذلك الابنُ هو الحياة؛ لأنَّ ما للآب هو للابن، ما عدا الأبوة". ويشرحُ القدِّيسُ كيرِلُّسُ الإسكندريّ: "الابنُ لا يَنالُ الحياةَ كَمَن هو ناقص، بَلْ لأنَّ كلَّ ما للآب من طبيعة، للابن أيضًا، كَمَن هو مولودٌ منه". |
|