جاء في سفر الملوك: "فَأَرْسَلَ حِيرَامُ فِي السُّفُنِ عَبِيدَهُ النَّوَاتِيَّ الْعَارِفِينَ بِالْبَحْرِ مَعَ عَبِيدِ سُلَيْمَانَ، فَأَتَوْا إِلَى أُوفِيرَ، وَأَخَذُوا مِنْ هُنَاكَ ذَهَبًا أَرْبَعَ مِئَةِ وَزْنَةٍ وَعِشْرِينَ وَزْنَةً، وَأَتَوْا بِهَا إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ" (1مل 9: 27-28) وجاء في سفر الأخبار: "لأَنَّ سُفُنَ الْمَلِكِ كَانَتْ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ مَعَ عَبِيدِ حُورَامَ، وَكَانَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ تَأْتِي مَرَّةً فِي كُلِّ ثَلاَثِ سِنِينَ حَامِلَةً ذَهَبًا وَفِضَّةً وَعَاجًا وَقُرُودًا وَطَوَاوِيسَ" (2 أي 9: 21).
ولا يوجد أدنى تعارض بين النصين لأن سليمان كان يملك أكثر من أسطول، وكل أسطول يُطلق عليه " سفن الملك"، وفي سفر الملوك أشار للأسطول الذي جلب الذهب من أوفير ذات مرة، وحدَّد كمية الذهب التي جلبها وهي 420 وزنة، أما سفر الأخبار فأنه أشار للأسطول الذي كان يسافر إلى ترشيش في رحلات متواصلة، وكانت الرحلة الواحدة تستغرق نحو ثلاث سنوات تجلب ليس الذهب فقط، بل أيضًا الفضة والعاج والقرود والطواويس، والدليل على هذا، أن هذه الرحلات جاء ذكرها أيضًا في سفر الملوك في الإصحاح التالي مباشرة: "لأَنَّهُ كَانَ لِلْمَلِكِ فِي الْبَحْرِ سُفُنُ تَرْشِيشَ مَعَ سُفُنِ حِيرَامَ. فَكَانَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ تَأْتِي مَرَّةً فِي كُلِّ ثَلاَثِ سَنَوَاتٍ. أَتَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ حَامِلَةً ذَهَبًا وَفِضَّةً وَعَاجًا وَقُرُودًا وَطَوَاوِيسَ" (1مل 10: 22)