![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنسانٍ بسيط علّم الجميع أن البطولة لا تُصنع في لحظة شهرة كان ميخائيل عياد يسير في طريقه إلى السوق، في صباحٍ بدا عاديًا في قرية منقباد بمحافظة أسيوط، يحمل هموم يومه البسيطة كبائع أسماك يسعى وراء رزقه. لم يكن يعلم أن قدرًا استثنائيًا ينتظره على ضفاف ترعة «حواس»، وأن يومه سيتحوّل من يوم عملٍ عادي إلى لحظة بطولة ستُخلّدها القرية ووسائل الإعلام. بينما كان يعبر بالقرب من كوبري «حواس»، سمع صرخاتٍ حادة تمزق سكون الصباح. التفت بسرعة ليجد مشهدًا لا يُصدق: تروسيكل (دراجة بخارية ثلاثية) محمّل بـ14 طفل من أطفال المدارس انقلب داخل الترعة، وأجساد صغيرة تتخبط في المياه وهي تصرخ طلبًا للنجدة. لم يتردد ميخائيل لحظة واحدة. خلع ملابسه وقفز إلى المياه بكل ما يملك من شجاعة، غير عابئٍ ببرودة الماء أو عمقه أو الطمي الكثيف الذي يعوق الحركة. يقول ميخائيل: «لم أفكر في نفسي، كل ما رأيته كان عيون الأطفال وهي تغرق أمامي، ولم يكن هناك وقت للتردد». واحدًا تلو الآخر، بدأ يسحبهم من الماء، يرفعهم للأهالي الواقفين على الضفة وهم يمدون أيديهم بالمساعدة. كان الموقف أشبه بسباقٍ مع المو*ت؛ يخرج طفلًا ليلقي بنفسه من جديد لإنقاذ آخر. لم يتوقف إلا حين تأكد أن لا أحد ما زال في القاع. ومع وصول قوات الإنقاذ النهري، ساهم الصيادون والأهالي في تسهيل المهمة، فاستخدموا الحبال والمراكب لحجز ورد النيل الذي كان يعيق الرؤية. كان المشهد مؤلمًا وصامتًا، بينما بقي ميخائيل على الضفة متجمدًا من الصدمة، يحمل في عينيه مزيجًا من الألم والفخر. لم تمر الحادثة مرور الكرام. فصور ميخائيل وهو مبلل بالماء ويحمل أحد الأطفال تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، وتحوّل من بائع أسماك بسيط إلى رمزٍ للشهامة والإنسانية. الأهالي وصفوه بـ«بطل منقباد»، ورجال الدين والإعلام أشادوا بفعله، مؤكدين أن البطولة لا تحتاج إلى منصبٍ ولا إلى شهرة، بل إلى قلبٍ حيّ لا يعرف الخوف. قصة ميخائيل ليست مجرد حادثة إنقاذ، بل رسالة قوية عن إنسانٍ بسيط علّم الجميع أن البطولة لا تُصنع في لحظة شهرة، بل في لحظة إنسانية خالصة، حين يختار القلب أن ينقذ غيره دون انتظار مقابل. |
|