![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القبر الأخطـر على وجه الأرض في قلب الولايات المتحدة، يرقد قبر لا يشبه أي قبر آخر — قبر يحيطه الصمت كما لو أنه يخفي سرًا نوويًا لا يجوز الاقتراب منه. إنه قبر ريتشارد ليروي ماكينلي، أحد ضحايا حادث المفاعل النووي sl-1 عام 1961، الكارثة التي ما زالت تُعدّ من أكثر الأحداث ظلمة في تاريخ الطاقة الذرية. في تلك الليلة الباردة من يناير، انفـجر المفاعل التجريبي الصغير في منشأة آيداهو العسكرية. الانفـجار لم يترك وقتًا للهروب، وتحوّل جسد ماكينلي إلى مصدر إشعاع قاتل، حتى إن العلماء وصفوه بأنه "قنـبلة بشرية صامتة". لم يكن بالإمكان دفنه كما يُدفن سائر البشر، لأن جسده نفسه أصبح خطـرًا على الحياة من حوله. لهذا، صمم المهندسون النوويون نظام دفن غير مسبوق في التاريخ. تحت أمتارٍ من التراب، يرقد تابوت معدني عملاق يزيد طوله على ثلاثة أمتار، جدرانه من الفولاذ بسماكة ثلاثين سنتيمترًا، بداخله طبقات متداخلة من الصناديق المعدنية، كل واحد داخل الآخر، حتى نصل إلى التابوت الأخير — مبطّن بالرصاص، مغلق بإحكام داخل فراغٍ محكم، ومحاط بطبقات من القطن والبلاستيك والنايلون المخصص لعزل الإشعاع. لم يكن الغرض من هذه التحصينات منع السرقة أو التخريب، بل منع المو*ت نفسه. فحتى بعد مرور السنين، ظل القبر مصدر إشعاع خافتٍ لا يُرى، لكنه حقيقي. لذلك تُفرض حوله قيود صارمة، ولا يُسمح لأحد بالاقتراب إلا بتصريح رسمي خاص. يقال إن من يقترب أكثر من اللازم، لن يحتاج إلى رصاصة — فالإشعاع وحده كفيل بإسكات قلبه قبل أن ينبض مرة أخرى. واليوم، بعد أكثر من ستة عقود، ما زال جسد ماكينلي يرقد في صمته المعدني العميق، في قبرٍ يُقال إنه الأخطـر في العالم… قبرٌ لا يضم إنسانًا فقط، بل ذكرى الطاقة حين تفقد السيطرة على الإنسان. |
|