تُظهر قصة ماشا أن البطولة والحنان لا تقتصر على البشر فقط

[Mary Naeem]

تُظهر قصة ماشا أن البطولة والحنان لا تقتصر على البشر فقط


في إحدى ليالي شتاء مدينة أوبنينسك الروسية 2015، كانت قطة ضالة تُدعى "ماشا" تتجول في أزقة المدينة باحثة عن مأوى ودفء.
لم يكن أحد يتوقع أن هذه القطة الصغيرة ستصبح يومًا بطلة غير متوقعة.
بينما كانت ماشا تمشي بين المباني، سمعت صوت بكاء خافت صادر من صندوق كرتوني مهمل عند جانب الطريق. اقتربت بحذر لتجد طفلاً رضيعًا مهجورًا ملفوفًا بمنشفة رقيقة بالكاد تحميه من برد الشتاء القارس. لم تتردد ماشا لحظة؛ فقد دفعتها غريزة الأمومة إلى التدخل فورًا. انبطحت بجانب الرضيع، ملتفة حوله بجسدها الصغير لتوفر له الدفء الذي كان ينقذه من الصقيع.
لم يقتصر دورها على الدفء فقط، بل بدأت في المواء المستمر، محاولًة لفت انتباه أي شخص يمر بالقرب. استمرّت في ذلك بلا كلل حتى سمع أحد السكان صوتها المميز، فخرج ليستطلع الأمر. عند اكتشافه الصندوق والطفل ومعه ماشا المخلصة، صُد*م من المشهد، وسرعان ما اتصل بالإسعاف.
وصلت الفرق الطبية بسرعة، وتم نقل الطفل إلى المستشفى، حيث تبين أنه بخير وحرارته مستقرة بفضل حرارة جسد ماشا الصغيرة. وحتى أثناء نقل الرضيع، حاولت القطة متابعة سيارة الإسعاف، وكأنها تتأكد بنفسها من سلامته.
سرعان ما انتشرت القصة في أرجاء المدينة، واحتفت وسائل الإعلام المحلية والعالمية ببطولة ماشا الصغيرة. أصبحت القطة رمزًا للرحمة غير المشروطة، واستقبلت حبًا واهتمامًا من السكان الذين جاؤوا لإطعامها وتقدير شجاعتها.
تُظهر قصة ماشا أن البطولة والحنان لا تقتصر على البشر فقط، وأن قلبًا صغيرًا يمكن أن يُحدث فرقًا هائلًا في حياة إنسان، حتى لو كان مجرد حيوان ضال يتجول في زقاق هادئ في ليلة شتاء باردة.