![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وعِندَ دُخولِه بَعضَ القُرى، لَقِيَه عَشَرَة مِنَ البُرْص، فوقَفوا عن بُعدٍ، "فَوَقَفوا عن بُعدٍ" فَتُشيرُ إلى البُرْصِ الّذينَ عَمِلوا بالشَّريعةِ الّتي تَطلُبُ مِنهُم أنْ يَسكُنوا بَعيدًا عنِ النّاس، كما وَرَدَ في التوراة: "الأبرَصُ الّذي بِهِ إصابَةٌ تَكونُ ثِيابُه مُمزَّقَةً وشَعرُه مَهدولًا، ويَتلَثَّمُ على شَفَتَيه ويُنادي: نَجِس، نَجِس. ما دامَت فيه الإصابَةُ، يَكونُ نَجِسًا، إِنَّه نَجِس. فَليُقِمْ مُنفَرِدًا، وفي خارِجِ المُخَيَّمِ يَكونُ مُقامُه" (الأحبار 13: 45–46). فالبُرْصُ لا يُخالِطونَ النّاسَ حَسبَ الشَّريعةِ اليَهوديّة، لأنَّ البَرَصَ نَجاسَةٌ، ومَن يَتلامَسْ مَعَهُم يَتَنَجَّس؛ فهو رَمزُ الخَطيئَةِ والشرِّ الّذي يُشوِّهُ الإنسان. كانَ أولئكَ الـمُصابونَ بالبَرَصِ كالأمواتِ الأحياء، قد غابت عنهم ملامحُ الحياةِ، وتحوّلت أيّامُهم إلى عُزلةٍ وصَمتٍ وألَم. ولكنَّ النِّعمةَ اقتادتهم إلى الطَّريق، فَساروا بقلوبٍ جَريحةٍ نحوَ يَسوع، يَحمِلون صَرخَتَهم الأخيرةَ: "يا يسوعُ، يا مُعَلِّم، ارحَمنا!" — تلك الصَّرخة الّتي اخترقَت صَمتَ موتِهم، وأعادَت إليهم نَفَسَ الحياةِ. ولا يَتمُّ الشِّفاءُ مِن بَرصِ الخَطيئَةِ إلّا بالمسيحِ والذَّهابِ إلى الكاهنِ الّذي يُعلِنُ شِفاءَهُ رَسميًا. ويُضيفُ القدّيسُ برونو دي سيغني أيضًا: "كانوا واقِفينَ عن بُعدٍ لأنَّهم لم يَجْرُؤوا على الاقتِرابِ مِنهُ بِسَببِ بَرَصِهِم. هذا الأمرُ يَنطَبِقُ علينا: طالَما نَحنُ في الخَطيئَةِ، نَقِفُ عن بُعدٍ." (شرح لإنجيل القدّيس لوقا). فهؤلاءِ الرِّجالُ العَشَرَة يُمثِّلونَ البشريَّةَ الّتي صارتْ بالخَطيئَةِ مَحرومةً مِن "الشَّرِكةِ المُقدَّسَة". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نُخاطب الأزواج المُحتملين بقلوبٍ مليئة بالحب والنعمة |
يا أبونا، نحنُ لَسنَا مثلَ يَسوع |
جاء يَسوع لنقض الخَطيئَة |
الحياة مع يَسوع المسيح |
يَسوع الناصري |