قايين
الكبرياء والاعتداد بالذات :
ياللغرابة ! فنحن لانتوقع أبداً أن الانسان المتدين يكون متكبراً، بل متواضعاً. لكننا نرى كبرياءه بوضوح فى طريقة اقترابه إلى الله للعبادة، إذ قدَّم لله من أثمار الأرض، وتجاهل تماماً أنه هو خاطئ مولود من أبوين خاطئين وأن الأرض التى يقدم منها لله قرباناً هى ملعونة. كما أنه تجاهل تماماً الطريقة التى رتبها الرب لعلاج عُرى والديه آدم وحواء، عندما صنع لهما أقمصة من جلد . إلا أنه فى كبريائه رفض طريق الرب للاقتراب، واقترب إليه بطريقته هو، وقدم للرب ماظنه حسناً بحسب تفكيره البشرى.
آه من الكبرياء - إنها مرض دفين فى القلب البشرى. وأشر مظهر لها يظهر عندما يرفض الانسان الاعتراف بأنه خاطئ يستحق الموت ولا وسيلة لخلاصه سوى دم المسيح.
كثير من الشباب المتدينين يظنون أن تدينهم يؤهلهم للقبول أمام الله. وللأسف فإن الواحد منهم يرفض تماماً الاعتراف بأنه خاطئ وأن المسيح مات عنه شخصياً ليرفع عنه عقوبة خطاياه، فيرفض خلاص المسيح المجانى ويظل متمسكاً ببره الذاتى وممارساته الدينية وبأعماله التى يظن أنها صالحة. ولايدرى أنه بهذا يكون مثل قايين تماماً.