![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إدانةُ الزِّنى الزِّنى هو فِعلٌ يُنتهِكُ حُرمةَ تابِعيَّةِ المرأةِ لِرَجُلِها أو خَطيبِها، كما جاءَ في سفرِ الأحبار: "وأَيُّ رَجُلٍ زَنى بِامرَأَةِ رَجُلٍ (الَّذي يَزني بِامرَأَةِ قَريبِهِ)، فَليُقتَلِ الزَّاني والزَّانِيَة" (الأحبار 20: 10). لذا، حُرِّم الزِّنى تَحريمًا باتًّا كما وردَ في الوصايا العَشر:"لا تَزْنِ" (خروج 20: 14). فالرَّجُلُ والمَرأةُ، هُوَ وهِيَ، واحِدانِ في أمانةٍ مُتبادَلةٍ، كما وردَ في سفرِ التكوين: "قالَ الإِنسان: هذهِ المَرَّةَ هيَ عَظْمٌ مِن عِظامي ولَحْمٌ مِن لَحمي، هذه تُسَمَّى امرَأَةً، لأَنَّها مِنِ امرِئٍ أُخِذَت. ولذلكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباهُ وأُمَّهُ ويَلزَمُ امرَأَتَهُ، فيَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا" (تكوين 2: 23–24). وقد أَدانَ الحُكماءُ التَّرَدُّدَ على المومِسات، فقالوا: "لا تَلقَ المَرأَةَ البَغِيَّ، لِئلّا تَقَعَ في أَشراكِها" (سيراخ 9: 3). ولم يتردَّدِ السَّيِّدُ المسيحُ في إدانةِ خَطيئةِ الزِّنى، بل كَشَفَ عن أبعادِ الأمانةِ الزوجيّة قائلاً: "سَمِعتُم أَنَّهُ قيل: لا تَزْنِ، أَمّا أَنا فأقولُ لكم: مَن نظَرَ إلى امرَأَةٍ بِشَهْوَةٍ، زَنى بِها في قَلبِهِ" (متى 5: 27–28). وانطلاقًا من هذا المبدأ، يزني بالقلب مَن يَشتَهي الارتباطَ بغيرِ زوجتِهِ. فالزِّنى هو خُروجٌ على قانونِ الخالِقِ العادِلِ والمُقدَّس، المُتعلِّق بسعادةِ الإنسان (خروج 20: 14). ويَحتلُّ الزِّنى المرتبةَ الأولى في "أعمالِ الجَسَد"، كما جاء في رِسالَةِ غلاطية: "وأَمّا أَعمالُ الجَسَدِ فإِنَّها ظاهِرَة: الزِّنى، والدَّعارة، والفُجور"(غلاطية 5: 19). بيَّنَ يسوعُ أنَّ الزَّواجَ يَربِطُ الزَّوجَينِ برباطٍ غيرِ قابِلٍ للانحلال: "فلا يكونانِ اثنَينِ بَعدَ ذلك، بل جَسَدٌ واحِد. فما جَمَعَهُ اللهُ، فلا يُفَرِّقْهُ الإِنسان" (متى 19: 6). وأعلَنَ القِدِّيسُ بولس الرَّسول عن عُقوبةِ تدنيسِ الرابِطِ الزوجيّ، فقال: "لِيَكُنِ الزَّواجُ مُكَرَّمًا عِندَ جَميعِ النّاس، ولْيَكُنِ الفِراشُ بَريئًا مِنَ الدَّنَس، فإِنَّ الزُّناةَ والفاسِقينَ سَيَدينُهُمُ الله" (عبرانيّين 13: 4). لذا، تَحرِمُ خَطيئةُ الزِّنى الإنسانَ مِن دُخولِ الملكوت، كما ورد: "أَمَا تَعلَمونَ أَنَّ الفُجّارَ لا يَرِثونَ مَلَكوتَ الله؟" (1 قورنتس 6: 9). من خلال هذه الإدانات، تُسلِّط كلمةُ اللهِ الضَّوءَ على الأمانةِ الزوجيّة، التي هي في ذاتِها ثَمرةُ الحُبِّ وشَرطُه. أدانَ يسوعُ الخَطيئةَ، لكنَّهُ لم يُدِنِ المرأةَ الزانية، بل خلَّصَها برحمتِه، ولم يَحكُم عليها. قالَ لها: "وأَنا لا أَحكُمُ عَلَيكِ. اِذْهَبِي ولا تَعودي بَعدَ الآنَ إلى الخَطيئة" (يوحنَّا 8: 11). لقد رحِمَ ولم يَرجُم، وأدانَ الَّذينَ أرادوا رجْمَها من الكتبةِ والفِرِّيسِيِّين، الَّذين قالوا: "إِنَّ هذهِ المرأةَ أُخِذَت في الزِّنى المَشهود" (يوحنَّا 8: 4). عامَلَهُم يسوعُ بالعدل، وأمَّا المرأةُ الزانيةُ، فعاملَها بالرَّحمة. لقد كشفَ أنَّ اللهَ في عدلِه يُدِين، وفي رحمتِه يُخَلِّص، وهو لا يُريد موتَ الخاطئ، بل أن يرجعَ فيَحيا. |
|