![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا الصغير أمانتي سنة 1996، في حديقة حيوانات بروكفيلد بمدينة شيكاغو، شهد العالم واحدة من أكثر اللحظات التي جمعت بين الخوف والدهشة والرحمة في مشهد واحد لا يُنسى. كان اليوم عاديًا، الزوار يتجولون بين الأقفاص والفصائل المختلفة، حتى وقع ما لم يتوقعه أحد: طفل صغير، لم يتجاوز الثالثة من عمره، انزلقت قدماه وسقط من ارتفاع يقارب خمسة أمتار إلى داخل الفُوّهة الخاصة بالغوريلا. ارتـ*طم رأسه بقوة بالأرض، وساد الذهول… الطفل ممدد بلا حراك، والدماء تسيل، والجموع تصرخ في ذعر. لكن الذروة لم تكن في السقوط، بل فيما حدث بعده. اقتربت إحدى الغوريلا، أنثى ضخمة تُدعى بينتي جوآ (Binti Jua)، ببطء شديد نحو الصغير. ارتفع الصراخ أكثر: الجميع كان يتوقع الكارثة، فالغوريلا كائن قوي، وبضربة واحدة قد تُنهي حياة الطفل. غير أن ما جرى كان عكس كل المخاوف. بينتي انحنت على الطفل، لمست جسده بيدها العريضة برفق، ثم حملته بين ذراعيها كما تحمل الأم وليدها. جلست تحيطه بجسدها، تمنع أي غوريلا أخرى من الاقتراب، وكأنها تقول: "هذا الصغير أمانتي". في تلك اللحظات، عمّ الصمت بين الزوار. الدموع اختلطت بالذهول… مشهد غوريلا برية تحمل إنسانًا بلمسة حنان لا يتوقعها أحد. بعد دقائق مشحونة بالعاطفة، تقدمت بينتي نحو بوابة الحراس، ووضعت الطفل برفق شديد على الأرض أمامهم، ثم تراجعت إلى الخلف، تاركة الفرصة لإنقاذه. الطفل نُقل إلى المستشفى، وعاد للحياة بعد علاجات طويلة، أما القصة فقد عبرت كل وسائل الإعلام في العالم، وصارت حديث الناس، تُروى كدليل على أن غريزة الأمومة لا تعرف حدودًا، لا دينًا ولا لونًا ولا حتى نوعًا… إنها قوة أزلية تُلهم البشر قبل الحيوانات. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت بينتي جوآ رمزًا للرحمة الفطرية، وعبرة يتوقف عندها كل من يظن أن القوة تعني قسوة. أحيانًا، أكثر الكائنات التي نخشاها قادرة على أن تُعلّمنا دروسًا في الحنان والإنسانية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من لحظة خيانتي لما قلت أمانتي |
اعترف لك بكسلي وتهاوني وعدم أمانتي |
ولو قصرت في أمانتي هتبقى أمين |
اعترف لك بعدم أمانتي |
احترامك للانثى |