قصة طفلة صغيرة واجهت قسوة الحياة بوجه مليء بالبراءة
عندما ولدت في 7 مارس 2019، كان واضحًا أن قصة لونا تافاريس لن تكون عادية، بل ستصبح قصة إنسانية تهز القلوب وتلهم الملايين حول العالم. أطلق عليها الإعلام لقب "فتاة باتمان" بسبب الوحمة الداكنة التي غطّت جزءًا كبيرًا من وجهها الصغير البريء.
وُلدت لونا بوحمة خلقية تُعرف طبيًا باسم "الوَحمة الميلانينية الخَلقية"، ومع أنها جعلت ملامحها مختلفة، إلا أنها لم تُنقص شيئًا من براءتها أو جمالها. بل كانت تلك العلامة بمثابة رسالة للعالم: أن الله يخلق كل شيء بميزان من الجمال والحكمة، حتى لو لم تدركه أعين البشر للوهلة الأولى.
والداها، لم ينظرا يومًا إلى ابنتهما على أنها مختلفة بطريقة سلبية، بل رأيا فيها ملاكًا شجاعًا يستحق أن يُحتفى بجماله الفريد. ومع ذلك، لم يكن الطريق سهلاً، فقد كان عليهم مواجهة نظرات الناس وكلماتهم الجارحة؛ إذ وصل الأمر إلى أن وصفتها امرأة غريبة يومًا بـ"الوحش".
ومع القلق من المخاطر الصحية التي قد تجلبها هذه الوحمة، وخاصة احتمالية تحوّلها إلى أورام سرطانية خطيرة، بدأ الوالدان رحلة علاج طويلة. سافرا مرات عديدة، تحملّا المشاق والتكاليف، كل ذلك من أجل أن يوفرا لابنتهما فرصة حياة أفضل. خضعت لونا لعدة جراحات دقيقة استمرت على مدار عامين، كان خلالها قلب والديها معلقًا بالأمل والخوف في آن واحد.
ومع كل خطوة، ومع كل تحدٍّ، تحولت قصة لونا إلى مصدر إلهام عالمي. قصة طفلة صغيرة واجهت قسوة الحياة بوجه مليء بالبراءة، وأبوين أظهرا للعالم معنى الحب غير المشروط والتفاني الكامل. أصبحت لونا رمزًا للشجاعة، وصارت قصتها دعوة مفتوحة للبشرية كلها: أن نتعلم كيف نرى الجمال في الاختلاف، وأن ندرك أن الله لا يخلق شيئًا عبثًا، بل يجعل في كل روح وفي كل تفصيلة من تفاصيل الخَلق لمسة من الإبداع الإلهي.
02 - 10 - 2025, 12:50 PM
العرض العادي
