![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مَن كانَ مِنكُم بلا خَطيئة، فلْيَكُنْ أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر! فَتَشِيرُ إِلَى دَعْوَةٌ أيضًا لِلتَّفْكِيرِ وَالتَّأَمُّلِ قَبْلَ الحُكْمِ وَالإِدَانَةِ، ودَعْوَةٌ لِفَحْصِ الذَّاتِ، وَلِلتَّنَازُلِ عَنْ الكِبْرِيَاءِ الرُّوحِيَّةِ، ونَقْلٌ لِمَجْرَى القَضِيَّةِ مِنَ الزَّاوِيَةِ الشَّرْعيِّة إِلَى المَعْنَى الأَدَبِيِّ وَالأَخْلَاقِيِّ. وَضَعَ يَسُوعُ كُلًّا مِنْهُمْ أَمَامَ ضَعْفِهِ وَخَطِيئَتِهِ، وألغى الفُرُوقَاتِ بَيْنَ المَرْأَةِ وَمُتَّهِمِيهَا. وَأَمَامَ السُّؤَالِ المَحْوَرِيِّ: "مَنْ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُنَفِّذَ الحُكْم؟" هذا الموقف ليس هروبًا من العدالة، فَيَسُوعُ لَمْ يُعَارِضِ الشَّرِيعَةَ، بَل قَالَ: "لَمْ آتِ لأُنقِضَ النَّامُوسَ بَل لأُكَمِّلَ" (متى 5: 17). وَلَكِنَّهُ سَأَلَهُمْ: "مَنْ يَتَأَهَّلُ لِلبِدَايَةِ بِالرَّجْمِ؟" فَمَنْ يُرِيدُ أَنْ يُنَفِّذَ القَانُونَ، يَجِبْ أَنْ يَكُونَ مَعَ القَانُونِ، لا مُخَالِفًا لَهُ. وفي هذا السياق يقول القديس أوغسطينوس: "هذَا هُوَ صَوْتُ العَدَالَةِ لِمُعَاقَبَةِ الخُطَاةِ، وَلَكِن لَيْسَ بِوَاسِطَةِ الخُطَاةِ لِيُنَفَّذِ النَّامُوسُ، أو بِمُخَالِفِيهِ." |
|