![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فقدان الكرامة: 36 يَذْهَبُ بِكَ الرَّبُّ وَبِمَلِكِكَ الَّذِي تُقِيمُهُ عَلَيْكَ إِلَى أُمَّةٍ لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ، وَتَعْبُدُ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ، 37 وَتَكُونُ دَهَشًا وَمَثَلًا وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ يَسُوقُكَ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ. "يذهب بك الرب وبملكك الذي تقيمه عليك إلى أمَّة لم تعرفها أنت ولا آباؤك، وتعبد هناك آلهة أخرى من خشب وحجر. وتكون دهشًا ومثلًا وهزأة في جميع الشعوب الذين يسوقك الرب إليهم" [36-37]. تحدَّث عن الضربة العسكريَّة ألا وهي اِنهيار الأمَّة بسبب الخطيَّة ليصير الشعب تحت السبي. الآن يحدثنا عن إحدى اللعنات الخاصة بفقدان الكرامة. فقد خُلق الإنسان ليحيا على الأرض سيِّدًا، وليس أن يستعبده أحد. خلقت الأرض وكل ما عليها وما تحتها وما حولها لخدمة الإنسان، ولم يُخلق الإنسان ليكون عبدًا لأخيه. لكنه إذ يسلم نفسه بنفسه للعبوديَّة للخطيَّة عوض الحريَّة التي يهبها الله لنفسه يسمح الله له أحيانًا بالحرمان من الكرامة والحريَّة لكي يقف أمام أعماقه ويفحصها حتى تسترد حريَّتها وتتحرر من عبوديَّة إبليس، بالعودة إلى الله محررها. والعجيب إنَّنا نلاحظ هنا الآتي: أولًا: إن ما يحدث لنا من مرارة مثل السبي وما يلحقه من عبوديَّة ومذلة وسخرية هو بسماح إلهي، إذ يقول: "يذهب بك الرب... يسوقك الرب إليهم". ثانيًا: يبدو كأن الله قاسٍ في التأديب، فيُقيم أمَّة غريبة لتأديب شعبه. من كان قاسيًا على نفسه ولا يهتم بخلاصها وتحررها من العبوديَّة يسمح لها بعبوديَّة مؤقَّتة قاسية، لكن إلى حين. ثالثًا: إذ يعصى الشعب الله ويرفض وصاياه، يسمح بأسره بواسطة أمَّة وثنيَّة. هناك يسقط الشعب في العبادة الوثنيَّة إذ يمتثلون بمن سباهم، ويبقون في مذلَّة حتى يرجعوا إلى الله، لا ليعبدوه فحسب، بل ويستجيبون لوصيته. لقد تحقَّق هذا حرفيًا إذ قام أشور بسبي إسرائيل وبابل بسبي يهوذا، وصارت المملكتان في مذلَّة السبي حتى رجوعهم إلى أورشليم. |
|