![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الإِيمانُ وَوَجهُ القائِمِ فِي حَياتِنا اليَومُ الثّامِنُ هو بَدءُ أُسبوعٍ جَديدٍ وَزَمنٍ جَديدٍ في حياةِ الرُّسُلِ وَالكنيسَةِ الَّتي بَدأت تَظهَرُ مَلامِحُها وَتَتَكَوَّنُ صُورَتُها، بِفَضلِ سِرِّ مَوتِ الرَّبِّ يَسوعَ وَقِيامَتِهِ. فَبَعدَ ظُهوراتِ يَسوعَ المُتَكرِّرَةِ لِتَلاميذِهِ وَرُسُلِهِ، أَصبحَ هُناكَ وَعيٌ جَديدٌ لَدَى التَّلاميذِ وَالكنيسَةِ لِعُمقِ حَدَثِ القِيامَةِ.وَهكذا، فَإِنَّ رِواياتِ تَرائي القائِمِ مِن بَينِ الأَمواتِ مَعَ تَلاميذِهِ، رُبِطَت بِمَسيرَةٍ إِيمانيَّةٍ، سَواءٌ مَعَ الاثنَي عَشَر، أَو مَعَ توما الَّذي طَلَبَ أَن يَرى وَيَلمُسَ لِكَي يُؤمِن. وعَلى أَثَرِ ظُهورِهِ، مَنَحَ المَسيحُ تَلاميذَهُ الرُّوحَ القُدُسَ: "ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس (يوحنّا 20: 22)، وأَرسَلَهُم لِيُشرِكوا كُلَّ إِنسانٍ فِي حَياةِ قِيامَتِهِ المَجيدةِ، عَن طَريقِ مَغفِرَةِ الخَطايا: "مَن غَفَرتُم لَه خَطاياه، تُغفَر لَه" (يوحنّا 20: 23)، فَسُلطانُ مَغفِرَةِ الخَطايا هو العَلامَةُ المُطلَقَةُ على اِنتِصارِ الرَّبِّ القائِمِ على المَوت. كَشَفَ يَسوعُ النَّاصِريُّ عَن نَفسِهِ مِن خِلالِ الاِختِبارِ التاريخِيِّ لِلشُّهودِ الأَوَّلين. وَلا يَستَطيعُ كُلُّ مَسيحيٍّ اليومَ أَن يَعرِفَ يَسوعَ حَقًّا، إِلَّا بِمِقدارِ ما يَشهَدُ لَه في العالَمِ وَعِندَ إخوَتِهِ. فَهَل يُتيحُ لَنا إِيمانُنا أَن نَتَعرَّفَ إِلى يَسوعَ، كَما قالَ: فِي أَحداثِ حَياتِنا: "كُلَّما صَنَعتُم شَيئًا مِن ذلِكَ لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فَلي قَد صَنَعتُموه"(مَتّى 25: 40)؟ في قُلوبِنا:"ثَبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم" (يُوحنّا 15: 4)؛ في تَطَوُّرِ العالَم:"وهاءَنذا مَعَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايَةِ العالَم" (مَتّى 28: 20)؛ في رِجالِ الدِّين:"مَن سَمِعَ إِلَيكُم، سَمِعَ إِلَيَّ"(لوقا 10: 16)؛ وفي الفُقَراءِ وَالصِّغار: "لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآويتُموني، وعُريانًا فَكسَوتُموني، ومَريضًا فعُدتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إِلَيَّ"(مَتّى 25: 35). إنَّ نَصَّ يوحنّا (20: 19–31) يُعلِّمُنا أَنَّ الإِيمانَ بِقِيامَةِ المَسيحِ لَيسَ حَصيلةَ رُؤيَةٍ حِسِّيَّةٍ، بَل ثَمرَةُ ثِقَةٍ بِالشَّهادَة، وَسُلوكٍ فِي مَسيرَةِ الإِصغاءِ لِكَلِمَةِ الله، وَقَبولِ فِعلِهِ فِي حَياتِنا. تَرَاءى يَسوعُ لِتَلاميذِهِ، لا لِيُظهِرَ قُدرَتَهُ الخارِقَةَ، بَل لِيَمنَحَهُم السَّلامَ والرُّوحَ القُدُسَ، وَيُرسِلَهُم شُهودًا لِقِيامَتِهِ. وتَرَاءى لِتوما، لا لِيَدينَ ضَعفَ إِيمانِهِ، بَل لِيَرفَعَهُ مِن الشَّكِّ إِلى اليَقين، فَكانَ اعتِرافُه ذُروَةَ الإِعلانِ الإِيمانيِّ في الإِنجيل. وفي كُلِّ ذلِكَ، نَسمَعُ صَوتَ يَسوعَ يُنادينا فِي الزَّمانِ الحاضِرِ: "طوبى لِلَّذينَ يُؤمِنونَ ولَم يَرَوا". فَهَل نَقبل أَن نَكونَ مِن هؤُلاءِ الطُّوباوِيّينَ؟ هَل نَفتحُ قُلوبَنا لِنُصدِّقَ شَهادَةَ الكِتابِ وَالرُّسُلِ وَالكنيسَةِ؟ هَل نَسمَحُ لِروحِ القائِمِ أَن يَنفُخَ فينا من جَديد، لِنَكونَ نَحنُ أَيضًا شُهودًا أحياء لِلحَياةِ وَالغُفرانِ وَالسَّلامِ؟ إِذًا، لِنُجَدِّد إِيمانَنا فِي القائِمِ، وَنَسِر مَعَه في مَسيرَةِ الإِيمانِ الَّتي تَبدَأُ بِالتَّصديق، وَتَكتَمِلُ بِالرُّؤيَة. |
|