![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "تُوما" إِلَى اسْمٍ آرامِيٍّ (תוֹמָא) وَفِي اليُونَانِيَّةِ Δίδυμος وَمَعْنَاهُ: "التَّوأَمُ". وَيَظهَرُ أَنَّهُ كَانَ سَوْدَاوِيَّ المِزَاجِ، كَمَا بَدَا فِي عَدَمِ ثِقَتِهِ بِشَهَادَةِ الجَمَاعَةِ الرَّسُولِيَّةِ لِقِيَامَةِ الرَّبِّ (يُوحَنَّا 20: 27). وَهُوَ أَحَدُ الِاثنَي عَشَرَ رَسُولًا (مَتَّى 10: 3)، وَقَد قَامَ تُوما بِدَورٍ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ الأَهَمِّيَّةِ فِي إِنجِيلِ يُوحَنَّا؛ إِذ ذُكِرَ سَبعَ مَرَّاتٍ فِيهِ. فَتُوما الَّذِي أَمْضَى ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ مَعَ يَسُوعَ كَبَاقِي الرُّسُلِ، كَانَ مُستَعِدًّا أَن يَمْضِيَ مَعَهُ حَتَّى المَوتِ حُبًّا لَهُ، كَمَا قَالَ: "فَلْنَمْضِ نَحنُ أَيضًا لِنَموتَ مَعَه" (يُوحَنَّا 11: 16). وَيُرْجِعُ بَعضُ اللاهُوتِيِّينَ إِلَى هَذِهِ المقَولَةِ فِكرَةَ بُولُسَ الرَّسُولِ: "أَمُوتُ كُلَّ يَوم" (1 قورنتس 15: 31)، أَو مَفْهُوم "المَوت مَعَ المَسِيح". وَكَانَ تُوما يَتَمَتَّعُ بِبَعضِ السُّلْطَةِ وَالمَكَانَةِ بَينَ الرُّسُلِ (يُوحَنَّا 11: 16). وَذَكَرَهُ يُوحَنَّا مِن بَينِ مَن تَرَاءَى لَهُم يَسُوعُ فِي الجَلِيلِ بَعدَ قِيَامَتِهِ (يُوحَنَّا 21: 2)، وَكَذَلِكَ كَانَ مَعَ البَقِيَّةِ فِي العِلِّيَّةِ فِي أُورَشَلِيمَ بَعدَ صُعُودِ يَسُوعَ (أَعمال الرُّسُل 1: 13). وَقِيلَ إِنَّهُ بَشَّرَ فِي بِلادِ مَا بَينَ النَّهرَيْنِ (العِرَاقِ)، وَعَرَّجَ عَلَى بِلادِ العَرَبِ، وَاجْتَازَ إِلَى بِلَادِ الحَبَشَةِ، وَكَرَزَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي الهِندِ. وَفِي مَلْبَار (وَهِيَ اليَومَ أَجْزَاءٌ مِن وِلَايَتَي كِرنَاتَكَ وَكِيرَلَا فِي الهِندِ)، هَجَمَ عَلَيهِ بَعضُ كَهَنَةِ الأَوثَانِ، فَسَلَخُوا جِلدَهُ وَهُوَ حَيٌّ، ثُمَّ طَعَنُوهُ بِالرِّمَاحِ حَتَّى المَوتِ. فَمَاتَ شَهِيدًا، وَأَصبَحَ شَفِيعًا لِلهِنُودِ المَسِيحِيِّينَ. وَيُوجَدُ مَكَانٌ قُربَ مَدْرَاس (شِنَّاي) يُسمَّى اليَوم "جَبَلُ القِدِّيسِ تُوما". وَلا يَزَالُ كَثِيرُونَ فِي الشَّرقِ يَدَّعُونَ أَنَّهُم مِن مَسِيحِيِّي الكَنَائِسِ الَّتِي أَسَّسَهَا تُوما الرَّسُول، وَلا سِيَّمَا سُكَّانُ مَلبَار. وَهُم مَسِيحِيُّونَ يَتَّبِعُونَ طَقْسَ الكَنِيسَةِ السُّريَانِيَّةِ. وَيُقالُ إِنَّهُ دُفِنَ فِي الرَّهَا (أِي شِمَالِ بِلادِ مَا بَينَ النَّهرَيْنِ) سَنَةَ 230م، وَبَعدَ سُقُوطِ المَدِينَةِ فِي يَدِ الأَتْرَاكِ، نُقِلَ جُثمانُهُ إِلَى جَزِيرَةِ خِيُوس (فِي اليُونَانِ) سَنَة 1144م، وَمِن ثَمَّ إِلَى أُورتُونَا (Ortona) فِي إِيطَالْيَا سَنَة 1258م مَعَ قَائِدٍ عَسكَرِيٍّ يُدْعَى لِيُونِي. فَـأَصبَحَ المَكَانُ مَرْكَزًا رُوحِيًّا مُهِمًّا لِإِكرَامِهِ. وَقَد اُكتُشِفَ فِي نَجْعِ حَمَّادِي (صَعِيد مِصر) مَخطُوطَاتٌ غُنُوصِيَّة كُتِبَت بِاللُّغَةِ القِبطِيَّة (سَنَة 1945)، وَمِن ضِمنِهَا نُسخَةٌ لِـ "إِنجِيلِ تُوما". وَالـمُعتَقَدُ العَامُّ عِندَ العُلَمَاءِ أَنَّ نِسبَتَهُ لِلرَّسُولِ غَيرُ صَحِيحَةٍ، وَأَنَّهُ مِن كِتَابَاتِ الغُنُوصِيِّينَ، وَتَرجِعُ هَذِهِ المَخطُوطَةُ إِلَى القَرنِ الخَامِسِ المِيلَادِي. |
|