![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في صباح هادئ من أغسطس عام 2014، كانت محطة ستيرلينغ في مدينة بيرث الأسترالية تضج بالحركة المعتادة. ركاب يصعدون، آخرون يودّعون، وقطارات تروح وتجيء في انتظام صارم. لكن وسط هذا المشهد العادي، وقع حدث استثنائي سيظل محفورًا في ذاكرة كل من شهده. بينما كان أحد الرجال يهمّ بالصعود إلى القطار، انزلقت قدمه على نحو مفاجئ وسقطت في الفجوة الضيقة والخطيرة بين العربة والمنصة. في لحظة خاطفة، تحوّل المشهد من روتين يومي إلى مأ*ساة محتملة. الرجل كان عالقًا، وملامح الخو*ف والذهول ارتسمت على وجهه، فيما تعالت أنفاسه المتوترة وهو يحاول سحب ساقه بلا جدوى. موظفو المحطة هرعوا لمساعدته، لكن محاولاتهم لم تُجدِ نفعًا. بدا وكأن كل ثانية تمرّ أثقل من التي قبلها. هنا وقعت اللحظة التي تجلّت فيها أعظم صور التضامن الإنساني. دون سابق اتفاق، اصطف الركاب واحدًا تلو الآخر بجوار القطار. رجال ونساء، صغار وكبار، غرباء لا يعرفون بعضهم، اتحدوا في لحظة مصيرية لهدف واحد: إنقاذ إنسان. بدأوا جميعًا يدفعون العربة بكل ما أوتوا من قوة، والوجوه مشدودة، والعرق يتصبب، والأنفاس محبوسة. شيئًا فشيئًا، أخذ القطار يميل بزاوية صغيرة، لا تتجاوز 5 إلى 10 سنتيمترات، لكنها كانت كافية لتمنح الرجل فرصة الحياة من جديد. وبجهد جماعي مهيب، خرجت ساقه أخيرًا من فخ المو*ت الحديدي. وقف الرجل مذهولًا، ينظر حوله في صمت، لم يصدق نجاته. لم يكن هناك تصفيق صاخب أو احتفالات، فقط تنفس جماعي للارتياح، ثم عاد كل واحد إلى رحلته وكأن شيئًا لم يكن. ومع ذلك، كانت القلوب تعرف أن شيئًا عظيمًا حدث في تلك اللحظة. هذه الحادثة تحوّلت لاحقًا إلى رمز عالمي للتعاون البشري، ودليل حي على أن قوة البشر لا تكمن في الحديد ولا في الآلات، بل في وحدتهم عندما تتلاقى قلوبهم على فعل الخير. لقد أنقذوا حياة رجل غريب لم يعرفوا اسمه، لكنهم جسّدوا درسًا خالدًا: أن الإنسانية الحقيقية تظهر حين يجتمع الناس على قلب واحد. |
![]() |
|