
21 - 08 - 2025, 02:17 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|

أَنا والآبُ واحِد
اليَهود، فقد فَسَّروا هذِهِ الكَلِماتِ "أنا والآبُ واحِد" على أَنَّها ادِّعاءٌ لِلسُّلطانِ المُطلَق، فَأَرادوا أَنْ يَرجِموهُ (يوحنّا 10: 31) كَمُجَدِّفٍ بِدونِ أَيِّ مُحاكَمَة.
ولَم يَستَطِعِ اليَهودُ أَنْ يُنْكِروا أَعمالَهُ، لَكِنَّهُم لَم يَحتَمِلوا كَلِماتِهِ، وَحَسِبوهُ قَد تَجاسَرَ وَساوى نَفْسَهُ بِالله، كَما جاءَ في تَصريحِهِم له: "لا نَرجُمُكَ لِلعَمَلِ الحَسَن، بَل لِلتَّجْديف، لأَنَّكَ، وأَنتَ إنْسان، تَجعَلُ نَفْسَكَ الله" (يوحنّا 10: 33). ولَكنَّ القِدّيسَ يوحنّا الإِنجيليّ يُؤَكِّدُ أَنَّ ذَبيحَةَ المسيحِ هِيَ مَوضوعُ مَحبَّةِ الآبِ لنا، وَأَنَّها ثَمَرَةُ المَحبَّةِ المُتَبادَلَةِ بَيْنَ الآبِ وَالابن.
فَـالمَحبَّةُ الإِلهيَّةُ هِيَ سِمَةُ الثّالوثِ القُدّوس، وَلَيسَت خاصَّةً بِأُقنومٍ دُونَ آخَر. يُمكنُنا أَحيانًا أَنْ نَقول: "نَحنُ في اللهِ وَاللهُ فينا"، لأَنَّ اللهَ يَحتَوينا، وَنَحنُ صِرنا هَيكَلًا لله. لَكِن، هَل يُمكِنُنا أَنْ نَقول: "نَحنُ وَالآبُ واحِد"؟ كَلّا، إِنَّها امتيازُ الرّبِّ الَّذي يُساوي الآبَ.
وَتَأتِي هذِهِ الآيَةُ كَـجَوابٍ عَلى سُؤالِ اليَهود: "حَتَّامَ تُدخِلُ الحَيرَةَ في نُفوسِنا؟ إِن كُنتَ المسيح، فَقُلهُ لَنا صَراحَةً" (يوحنّا 10: 24).
|