منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 08 - 2025, 01:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,350,630

تَشجِيعٌ عَلَى سَماعِ كَلِمَةِ الله




تَشجِيعٌ عَلَى سَماعِ كَلِمَةِ الله

أَعطى الصَّوتُ الآتي مِنَ الغَمامِ المَعنى الأَساسِيَّ لِلتَّجَلِّي: "وإِذا غَمامٌ نَيِّرٌ قد ظلَّلَهُم، وإِذا صَوتٌ مِنَ الغَمامِ يَقول: هٰذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى ١٧: ٥). المَطلوبُ، إذًا، هُوَ السَّماعُ لِيَسوعَ كابنِ اللهِ الَّذي لِكَلِماتِهِ قُوَّةُ اللهِ وسُلطانُه. فَعَلى التَّلامِيذِ أَن يُصغُوا لَهُ كَما كَانَ هُوَ يَسوعُ يُصغِي لِصَوتِ أَبيهِ السَّماوِيّ.

أَمّا هُم فَكانُوا يَميلونَ أَن يَسمَعوا لأَفكارِهِم وَرَغَباتِهِم الخاصَّة: ماذا يُريدونَ أَن يَفعَلوا لأَنفُسِهِم، أَو ماذا يُريدونَ أَن يَفعَلَ لَهُم الرَّبّ. أَمّا يَسوعُ فَكَانَ يَسمَعُ ماذا يُريدُ أَبوُهُ السَّماوِيُّ أَن يَفعَلَ.

التَّلامِيذُ كَانوا يَستَمِعونَ إِلى المَسيحِ الرَّبّ، ولَكِن لَيسَ بِحَسَبِ أَفكارِه، بَل بِحَسَبِ أَفكارِهِم البَشَرِيَّة البَعيدَة كُلَّ البُعدِ عَن مَقصِدِ الله. كَانوا يَذهَبونَ مَعَ السَّيِّدِ المَسيح، ولَكِن لَيسوا فِي السَّيِّدِ المَسيح. كَانوا يَسمَعونه، ولَكِن لَم يَتَفَكَّروا مِثلَه. فَجاءَ تَشجِيعُ صَوتِ الآبِ لَهُم أَن يَسْمَعوا لابنِهِ: "هٰذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى ١٧: ٥).

كَلِمَةُ الله هي الطَّريقُ إِلى المَلكوت. يَسوعُ يَعيشُ كَلِمَةَ الله، ويُتَمِّمُ كُلَّ نُبُوءَةٍ وَكُلَّ وَحيٍ إِلَهيّ. فَهُوَ مُكمِّلُ العَهد وَمَحورُ تاريخِ الخَلاص، وَقَد قالَ عَن نَفسِهِ: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضِي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلّا بي" (يوحنّا ١٤: ٦).

إِنَّنَا لا نَقدِرُ أَن نَنطَلِقَ إِلى المَلكوتِ لِنَرى المَجدَ الإِلَهيَّ إِلّا مِن خِلالِ كَلِمَةِ الله المَكتوبَة وَكَلِمَةِ اللهِ المُتَجَسِّدَة. ولِذٰلكَ شَجَّعَ الصَّوتُ الإِلَهيُّ الرُّسُلَ أَن يَسمَعوا لِيَسوعَ المَسيح، وَأَن يَقرَؤوا الشَّريعَةَ وَالأَنبِياءَ فِي ضَوءِ «الابنِ الحَبيب»، الَّذي هُوَ قاعدَةُ النَّاموسِ الجَديد وَمَركَزُ تاريخِ الخَلاصِ والكِتابِ المُقَدَّس.

فَقَد بَعَثَت حادِثَةُ جَبَلِ التَّجَلِّي الرَّجاءَ فِي قُلوبِ التَّلامِيذ، حَتّى ولَو لَم يَفهَموا كُلَّ ما حَدَث. جَعَلَتهُم شُهودًا لِلمَسيح، وَالشّاهِدُ هُوَ الَّذي يَرى ثُمَّ يُعلِن. فَعَلى الجَبَلِ شاهَدوا مَجدَه، فَصاروا شُهودًا لَه: بُطرُسُ وَيَعقوبُ وَيُوحَنّا، ثُمَّ بِامتِدادِهِم جَميعُ التَّلامِيذِ.

وكَما حَدَثَ فِي جَبَلِ سِيناء عِندَما أَعطى اللهُ الشَّريعَةَ لِلشَّعبِ بِوَاسِطَةِ موسى (خُروج ١٩: ٩)، هكَذا فِي جَبَلِ التَّجَلِّي طَلَبَ اللهُ مِنَ التَّلامِيذِ، مُمَثِّلينَ شَعبَ اللهِ الجَديد، أَن يَسمَعوا كَلامَ يَسو"َ، «الابنِ الحَبيب" فِي الأَزمِنَةِ الأَخيرَة. ويُذَكِّرُنا هٰذا الصَّوتُ الآتي مِنَ الغَمامِ بِذلِكَ الصَّوتِ السَّماوِيّ عِندَ مَعمُودِيَّةِ يَسوعَ:

"أَنتَ ابنِيَ الحَبيبُ، عَنكَ رَضِيت" (مرقس ١: ١١). فَقَد حَثَّ اللهُ التَّلامِيذَ على أَهمِّيَّةِ الاستِماعِ لابنِهِ يَسوع، خُصوصًا عِندَما كانَ يَتَكلَّمُ عَن آلامِهِ المُقبِلَة، مُحَقِّقًا نُبُوءَةَ مُوسى: "يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِثلِي مِن وَسْطِكَ، مِن إِخوَتِكَ، فلَهُ تَسمَعون" (تثنية ١٨: ١٥). ولَكِنَّ بُطرُسَ لَم يَكُن بَعدُ مُستَعِدًّا أَن يَفعَلَ ذٰلِكَ، بَل "َعَلَ يُعاتِبُهُ فيَقول: حاشَ لَكَ يا رَبّ! لَن يُصيبَكَ هذا" (متى ١٦: ٢٢). فَهل نَغْرَقُ نَحنُ أَيضًا فِي الشَّكِّ مِثلَ بُطرُسَ أَم نُصغِي لِكلامِ الابنِ الحَبيب، كَما يُعلِنُهُ الآبُ بِصَوتٍ لا يَدَعُ مَجالًا لِلشَّكّ: "هٰذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا"(متى ١٧: ٥). هكذا، يعلّمنا التجلّي أن المسيحية ليست رؤية عابرة للمجد، بل مسيرة إصغاء متواصل لكلمة الابن، لأن السماع الحقيقي يفتح أمام المؤمن طريق الملكوت، ويجعله شاهدًا لمجد المسيح في هذا العالم.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سَمَاعُ كَلِمَةِ ٱللَّهِ يَتَطَلَّبُ ٱلْعَمَلَ بِهَا
كولوسي 1: 5 الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ
عَلَى ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ وَعَلَى الرَّبَابِ عَلَى عَزْفِ الْعُودِ
ازْدَحَمَ الـجَمعُ علَيهِ لِسَماعِ كَلِمَةِ الله
لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ. تَقَلَّدْهُمَا عَلَى عُنُقِكَ. اُكْتُبْهُمَا عَلَى


الساعة الآن 08:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025