![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وقالَ لَهم: ((مَن مِنكم يَكونُ لَه صَديقٌ فيَمْضي إِلَيه عِندَ نِصفِ اللَّيل، ويَقولُ له: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة، تشيرُ عبارةُ: "مَن مِنكم يَكونُ لَهُ صَديقٌ" إلى أُسلوبِ يسوعَ في التَّعليم وهو أُسلوبٌ تربويٌّ قائمٌ على استخدامِ السُّؤال، كما في قوله: "ماذا كُتِبَ في الشَّريعة؟ كَيفَ تَقرأ؟" (لوقا 10: 26). يُقارِنُ يسوعُ هنا الإنسانَ الّذي يُصلّي بمَن يلجأ إلى صديقه، ويتجرّأُ على الذَّهابِ إليه ليلًا لِيَطلبَ منه طعامًا يُقدّمهُ لِضَيفٍ غيرِ مُتوقَّع. أمّا عبارةُ "صَديقٌ" ففي الأصلِ اليونانيّ: φίλος وتدلُّ على الصَّاحبِ الصّادقِ الودود، كما قال الحكيم بن سيراخ: "الصَّديقُ الأَمينُ لا يُعادِلُهُ شَيءٌ، وقيمَتُهُ لا يُقَدَّرُ لها ثَمَن" (سيراخ 6: 15)، وكذلك في سفر الأمثال: "الصَّديقُ يُحِبُّ في كلِّ حين، والأخُ يُولَدُ لِلشِّدَّة" (أمثال 17: 17). فالصّداقةُ الحقيقيّة تُضفي بهجةً على الحياة، كما جاء أيضًا: "أَكلةٌ مِن البَقْلِ، وَالمَحَبّةُ معها، خَيْرٌ مِن ثَوْرٍ مُسمَّنٍ، وَالبُغْضَةُ معه" (أمثال ١٥: ١٧). وقد أعطى يسوعُ لهذه الصّداقة وجهًا إنسانيًّا جميلًا: فقد "أَحَبَّ" الشابَّ الغنيَّ (مرقس 10: 21). وأظهر عاطفتَه نحوَ لَعازَر، إذ قالت أختاه: "يا ربّ، هوذا الّذي تُحبُّهُ مريض" (يوحنّا 11: 3). |
|